الأنظمة العربية والاصلاح

mainThumb

26-06-2011 11:10 AM


كما تطلب من قط متكرش -اعتاد الاستحواذ على كل من حوله ليملأ كرشا لا يمتلئ ويعالج نفسا لا تشبع-، كما تطلب منه أن يطير ويحلق في سماء الحق والنظافة، هو بالضبط ما تطلبه أميركا والغرب من الأنظمة العربية المأزومة أن تسير في طريق الاصلاح، وتتكلف غير أخلاقها، وهو ما لا تستطيعه ولن تحسنه، لأنها تقوم على أعمدة لا تحسن السياسة ولم تكن في يوم راعية لشعوبها، فمهمتها كانت تنفيذ ما يطلب منها الصهاينة من قمع الشعوب والانتقام منها نيابة عن اليهود ثم تحصل على المال والبذخ.



سيحاولون الاصلاح إرضاء لأسيادهم حتى يرفعوا عنهم الحرج بصفتهم قوى ديمقراطية كما يحاول القط تحريك يديه بقصد الرفرفة ولكن هيهات لاسطوانة بلا أجنحة أن تطير وهيهات لأنظمة الغباء والقمع أن تفهم حاجات الشعوب، فما زالت دول الغرب تحاول اعطاء الانظمة فرصا لمحاولة الاصلاح لكن الانظمة تفشل فشلا ذريعا لأنها ببساطة لم تنشأ للاصلاح كما القط لم يخلق للطيران، فحتى يتم الطيران إن كان هو المقصود فيجب أن يعفى القط من هذه المهمة فعبثا تحاول دول الغرب ذلك، ومهما حاولت فستبقى الأنظمة العربية هي هي لا تعرف حقوق الشعب، ولا تتخلى عن ما اغتصبته من حقوق الشعب بوصفه حقا لهم ولن تتخلى عن الفاسدين الذين اعتادوا التكرش على حساب الشعوب، والقائمون عليها لن ينزلوا من عليائهم ليكونوا صيدا سهلا للشعوب المنهوبة التي أفاقت من غفوتها وقررت استرداد حقوقها بأي ثمن من المارقين الذين تبين للشعوب بما لا يدع للشك مكانا أنهم هم الأعداء قبل أي عدو.



ورؤوس النظام الآن إما نائمون أو مخدرون أو غائبون عن الواقع جراء السيطرة عليهم من قبل أطراف النظام الذين ولغوا في دماء الشعب ويخافون القصاص، ولا يرون ما يحدث من هيجان للشارع ولا يتعضون بغيرهم ممن سبقوهم، وإن كان الخوف من مصير مماثل لمن سبقهم هو السبب في عدم استجابتهم وتشبثهم بالسلطة الغارقة في دماء الشعب، ولن يكونوا أحسن حالا ممن سبقوهم وهم أشد منهم فسادا وظلما وجبروتا إن سقطوا وسيداسوا بأقدام الشعب على ما أسلفوا في الأيام الخالية.



لن يسود الظلم ولن يستمر وسينتهي بعز عزيز أو بذل ذليل، ولو بيد ظالم آخر يسلطه الله عليه، فقط على الشعوب أن ترفض الظلم وتعادي الظلمة الفاسدين وتدفع الباب عليهم فإنها غالبة..

صابر العبادي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد