الخوف من التغيير ..

mainThumb

25-06-2011 03:42 PM

كثيرة هي الحالات التي ينتابنا بها الخوف في حياتنا ازاء اشياء مختلفة ...ولا يعتبر الخوف بمقدار طبيعي مرضاً او عيباً لأنه احدى الغرائز التي خلقت معنا وجبلنا عليها كوسيلة دفاعية من العقل والجسم . و التي تساعدنا في تجنب بعض ما يمكن ان يواجهنا من مشكلات ومخاطر قد تسبب لنا الضرر وبالتالي يعتبر الخوف أمراً مهماً ليحمي الإنسان نفسه.. ولكن عندما يتحول الخوف وحشاً يرعبنا فأنه يصبح وسيلة لتدمير الانسان لنفسه وعائقاً للتقدم في حياته ,عندها يصبح للخوف مسماً اخر وهو (الفوبيا او الرهاب) أي يصبح مرضاً .



 وهناك الكثير من الناس ممن يعانون فوبيات من اشياء مختلفة مثل الخوف من ركوب الطائرات او التواجد في أماكن ضيقة او مرتفعة .. او حتى من الحيوانات الاليفة كالقطط .مثلاً. وفي حين اننا نبحث عن التغيير في حياتنا اليومية في سبيل التجديد والهروب من الروتين الذي يشعرنا بالملل .. ونجده شيئاً ايجابياً وإلا انه في ثورات التغيير التي علت اصواتها نجد الوضع مختلف فلا نملك من امرنا الا ان نقف مترقبين للنتائج مع عدم القدرة على توقعها !!




 هل ستكون ايجابية ويكون التغيير ناجحاً ام أنها ستأتي مخيبة للآمال بالرغم من الثمن الباهظ الذي قد نتكلفه , ولأن هذه الثورات فرضت على الاغلبية الصامته كما يحلو للبعض .تسميتها فقد اصابت البعض بفوبيا التغيير واصبحوا يخافون من الأتي. ...فالخوف من التغيير الذي حدث و سيحدث لغاية الان لم نرى نتائجه التي قام من اجلها ... ولكننا سمعنا ورأينا اثماناً باهظة دُفعت وسُتدفع ثمناً للتغيير المطلوب . واغلبنا ان لم نكن جميعاً راودتنا الأسئلة ذاتها الا وهي.. هل التغيير الذي أرادوه كان يستحق فعلاً ما دفع ثمناً له ؟ وهل مادُفع لغاية الآن كان ثمناً ام انه كان اْضحيات بالبعض لمصلحة البعض الاخر؟ ومع ذلك اسأل نفسي لماذا نخاف التغيير اذا كنا مجمعين انه قد آن آوآنه وأعلنا مللنا من ماضينا وحاضرنا ؟ فما الذي سيتغير بالنسبة لأناس كان أمسهم .. ويومهم .. وغدهم واحداً .. !




 وبماذا سيفيد التغيير اناساً فقدوا الامل وضاع منهم غدهم فأصبح أمساً يستحيل إرجاعه ؟ هل لأنه بالنسبة للبعض لن يعود بفائدة عليهم ؟ أم أنه الخوف من المجهول ام هو الخوف من الثمن ؟ أم هو عدم ثقة بالنفس وبالأخرين وقدرتهم على التغيير ؟ للبعض الأخر . فأذا كان كذلك وجب علينا البحث عن سبب فقداننا لثقتنا بأنفسنا وبالأخرين ! وما الذي جعل منا تائهين غير قادرين على تحديد طريقنا الذي نريد بوضوح وبالتالي مواجهة اْنفسنا بأن التغيير في حياتنا وعالمنا قادم لا محالة سواء بأيدينا أو بيد القدر .




 لا نعرف ما هو شكلة او كيف سيكون المهم أنه سيأتي يوما ما و لن ينفع معه دفن الرؤوس في التراب وانكاره ورفضه لمجرد الرفض لذلك من الافضل لنا ترتيب افكارنا وتحديد اولوياتنا في طريقنا للتغيير لكي نستطيع على اقل تقدير توقع النتائج ... فما هو المطلوب تغييره , وكيف وما هي الوسيلة ومتى هو الوقت الاْمثل لأجراء التغيير, و الأهم ما هو الثمن لهذا التغيير وهل نحن مستعدون لدفعه مهما كانت النتائج ؟؟ . هل نخاف من التغيير...؟ سؤالٌ تصعب اجابته لأن تغيير بعض الأمور ليس سهلاً ...




 وأحيانا قد يعيدنا لنقطة البدايةواحياناً اخرى قد يسلبنا راحة البال وأحياناً كثيرة يجعلنا نبكي ندماً على اشياء رميناها ظنناً منا أننا سنأتي بخير منها ولكننا في الحقيقة خسرناها فأن تقوم بتغيير مكان مقعد في بيتك لأنك مللت رؤيته في ذات الزاوية لفترة طويلة يختلف كلياً عن تغيير الزوج لزوجته او تغيير الوالدين لأبنائهم او العكس... الفرق شاسع والنتائج قد تكون مدمرة. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد