معالي الوزير .. لا نريد نقابة

mainThumb

27-03-2011 01:39 AM

بعد أن أيقنت أن صمتي جريمة – للأسف – لايعاقب عليها القانون، فلو تم محاسبتنا على صمتنا لن يكفينا عمرا لتنفيذ العقوبة..
أتعلم – عزيزي القارئ -.. لماذا نصمت حينما نرى شخصا يظلم؟ لماذا نصمت حينما نرى شخصا يحصل على رشوة؟ ولماذا نصمت وطلابنا في الشوارع؟ لماذا نصمت على فضائح ما يحصل في مدارسنا من استهتار بحق الطالب والذي هو محور العملية التربوية والتعليمية؟ لماذا؟ لماذا     ؟….أسئلة كثيرة تحزم حول صمتنا الغريب الذي لم يعد له سبب يبرره إلا سببا واحدا فقط؛ ولتعلمه عليك أن تسأل نفسك: متى صمت الإنسان لأول مرة؟



لقد صمت ولأول مرة في حياته عندما كان  رضيعا وسمع صوت أبيه العالي! لا تتعجب. عزيزيي. تذكر معي لو كانت ذاكرتك تسعفك متى كنت تصمت ولا تتمكن من البكاء والدموع تغرق عينيك وصدرك يشتغل غضبا.. ؟ ستأتي الإجابة بأنك كنت تسكت وتكف عن البكاء حينما تسمع صوت أبيك، وأكاد أجزم أنك كنت تختبئ بمجرد أن تسمع والدتك تقول: “غير اقول لأبوك!” فتركض وكأن الخطر من خلفك….



أفهمت الآن متى صمتنا أول مرة؟ نعم صحيح صمتنا ونحن أطفال، تملأ البراءة عيوننا، ويغشى وجوهنا نور ضاحك، ولكن سرعان ما تزول البراءة ويحل محلها الجمود واليأس من الحياة، ويتلاشى النور الضاحك ويحل محله الظلام والكآبة….


وتأتي الإجابة على السؤال ..... لماذا نصمت ..؟ !!   يصمت المرء ترفعاً .. ويصمت ازدراء .. ويصمت جهلاً .. ويصمت خبثاً وغدراً ويصمت احتراماً وتقديراً .. ويصمت تواضعاً .. ويصمت محبة .. ويصمت وفاء ويصمت انكساراً .. ويصمت قهراً .. ويصمت ضعفاً.. ويصمت تجاهلاً و يصمت ورعاً وبغضاً في الخوض مع الخائضين .. و يصمت حباً في الغموض والبعض يصمت حباً في الصمت ! إذن : تتعدد أسباب الصمت وتتفاوت , بعضها محمود ، وبعضها الآخر مذموم فليس كل صمت حكمة !



لقد صمتنا ومنذ بداية الاعتصام وحالات الإضراب التي قام بها معلمونا _ مرددين شعار—نريد نقابة لان هناك من حاول الاعتداء على حرمة المهنة_ أنهم يدافعون عن حقوقنا في ان يكون لنا نقابة تدافع عن حقوقنا الاقتصادية والاجتماعية_و ترفعا ان نخوض مع الخائضين ، صمتنا واكتفينا ان نتفرج على الحدث دون ان نساهم فيه او نصنعه  وسمحنا  للآخرين ان يصيغوا الجغرافيا والأفكار والمنهج والمعتقد والعادات والوجوه وكل ما يتعلق بالمعلم ، واستمر هؤلاء يعملون على وأد الرجولة والدور وتجفيف منابع القوة بين هذه الفئة ,فعلوا ذلك ربما بتواطؤ مع جهات داعمة في الخفاء، عملوا على تمزيق دور هذه الفئة  وكانت النتيجة ان اصبح المعلم وفي نظر الجميع_ الطالب , اولياء الامور _ مستغلا للظروف خاليا من الضمير ، طاغية يضرب ويحقر ويشتم الطلبة يرغمهم  على مغادرة المدرسة بأساليب شتى وموهمين الآخرين ان الطلبة معهم في إضرابهم عن العمل _ وهنا اعيد ما قالته وسائل الإعلام بان الطلبة تقدموا بالعديد من الشكاوي وابدوا تذمرهم من تجاهل المعلمين لحقوقهم وتوفير بيئة آمنه لهم وإعطائهم الحصة كما ينبغي وكما خطط لهم على مر الزمن _ المدرسة مركز العطاء والمعلم هو المعطي لهذا العطاء .



 ولهذا أقول : هنيئا للجنة الوطنية لإحياء نقابة المعلمين  الذين استطاعوا بامتياز أن يجعلونا نصمت ولفترة طويلة  تجاوزت السنة وأدركت اليوم ان سكوتنا كان جريمة يجب ان نعاقب عليها  وعرفت ان لنا حقوقا كان يجب ان نطالب بها وان صمتنا وسكوتنا جعل الغير يستغلون حقوقنا وبت اسمع حتى من أبنائي قولهم :هل تعرف بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس ؟؟
 


كم من جرائم ارتكبت بحق طلابنا – خلال الفصل الأول_ وسكتنا عنها وتظهر اليوم الجريمة الكبرى ان يستخدم الطلبة كدرع بشري للمطالبة بحقوق معلمينا،لقد استغل فلذات أكبادنا وهنا نحن لا نعاتب الدنيا ولا نعاتب شخص ولا نعاتب بلد بل نعاتب على صمتنا وتحفظنا وعدم إبداء الرأي رأي المعلم نفسه : ما هكذا تورد الإبل ، ماهكذا ندافع عن حقوقنا ونبحث عن مقدرات للمعلم_ كان علينا أن نبحث عن وسائل أخرى ومـــا أكثرها !! لو أردنا ان ننتهجها، لكن حب الذات ، الأنانية، التهميش لأراء المعلمين دفعهم إلى اللامبالاة، الى تأجيج المواقف وتأزيمها .




وباتت طيور كثيرة  تغرد خارج السرب ، سرب الرسالة السامية للتعليم رسالة الأنبياء، بات كل طائر يغرد في سرب تياره ومنافعه وأجنداته الخاصة ووالممنهجة لهذا الحراك، حراك ألغى صوت المعلم في مواقع كثيرة ، صوت معلم بقي ثابتا في موقعه يؤدي رسالته ولا يتاجر بها ، وباتت الأصوات منددة ومستنكرة لدور المعلم الذي حافظ على واجبه ودوره في البناء وليس الهدم واتهم الأغلبية بالجبن والتحيز للحكومة _ وللعلم الحكومة ليست عدوا للشعب فهي من رحم الشعب _ وليس شرفا محاربتها والعمل ضدها لا اقول ذلك خوفا فلم اعد خائفا من احد ولكن للحكومة رأي وواجب وخطط عليها ان تتقيد بمواعيد تنفيذها وما عصف من خروج وارتفاع الأصوات إنما هو معرقل لخطط الإصلاح التي كان من المفروض ان يبدأ بها لولا تغريد مرتزقة اللاصلاح .

كنت وما زلت وسأبقى إن شاء الله من أشد المطالبين بحق المعلمين في الحصول على حقوقهم التي تؤدي الى استقرارهم المادي والمعنوي والمجتمعي وكتبت في ذلك عشرات المقالات ، موضحة اهمية المعلم ودوره في حياة الأمم والشعوب منذ بدأت الحراك  قبل شهور بالاعتصام والذي امتد الى مختلف مناطق المملكة، ظهرت هنا وهناك بوادر خلاف وانشقاق، وزاد الأمر سوءاً إذ بدأت حرب البيانات المتضاربة المختلفة، وكل لجنة تدعي الشرعية وأنها الأحق بتمثيل المعلمين، تركت حالة من الفوضى والإرباك والتشتت تثير الأسى والغثيان والأسف قادت الى التشرذم والفرقة التي أضرت بالوطن وأبنائه ، واذهبت مكتسبات المعلمين وأحلامهم إلى الجحيم .



والسؤال الذي بات يطرح من قبل ألاف المعلمين والمعلمات : من الذي أعطى هولاء الذين نصبوا من أنفسهم محاميا عنا نحن المعلمين _   المحامي مصطفى الرواشدة _ لم يقرر احد منا انك من ستقوم بالدفاع عن حقوقه ولم تعط ذلك من قبل الآلاف ، من منحك حق التحدث باسمه ؟؟؟؟او حق التمثيل ؟؟ ، هل فوضك الجميع ؟؟اعرف الآلاف وانا أحداهن لم أوقع على تفويضك بتمثيلنا والنيابة عنا أمام القاضي او رئيس الوزراء او وزير التربية والتعليم؟



هناك من يدعي انه صاحب المبادرة  وهو الأولى بالتمثيل اولى باصدار التعليمات- أي مبادرة تلك مبادرة  التخريب والاعتصام-؟؟؟ لكن ذاك لا يعطيك الحق في ان تكون لسان حالنا وان نبايعك  كي تحرر البيانات او ان تكون ناطقا رسميا باسم المعلمين الذين باتوا يستنكرون كل الأعمال التي تحرضون عليها والتي أدت الى التهرب من المدرسة وحالة التسيب واو الانفلات التي لحقت بفلذات أكبادنا والذين قضوا أسبوعا في الشارع يتسكعون  وقد رأيت بام عيني المئات وقد جلسوا على أرصفة الشوارع _ يأرقلون الارقيلة او يدخنون ويحتسون القهوة خارجين عن أصولنا وأخلاقنا عندما سنحت لهم  فرصة الاختلاط بالطالبات اللواتي ارغمن على مغادرة المدارس لرغبة معلميهم او معلماتهن بالإضراب وتحقيق مأرب شخصية بحتة مرددين القول _// إذا هبَت رياحك فاغتنمها ** فإن لكل خافقــة سكـون
وإن دَرت نياقــك فاحتلبهــا ** فمـا تـدري الفصيل لمن يكـونً



ما حدث في مدارسنا هدم كل القيم التي تربينا عليها . كنا نريد ونكتفي بالعمل على تحسين شروط وظروف العمل ورفع مستوى المعلمين الثقافي والاجتماعي المشاركة فى وضع وتنفيذ خطط .كنا نكتفي فقط وفقط بتحسين أمور حياتنا وان لا ن ستحي من مهنة التعليم مع اننا نفاخر بالرسالة رسالة الأنبياء .



معالي وزير التربية نحن المعلمين_ الآلاف من المعلمين ___ لا نريد نقابة نريد استفتاء عاما صادقا بين المعلمين من حمل العصا لا يمثل الا نفسه وشرذمة معه لها مصالحا وأجنداتها الخاصة ونحن حريصون على أبنائنا في المستقبل تصور انه كما هبت شاردة او واردة ستغلق المدارس ويلقى بأبنائنا في الشوارع .


معالي وزير التربية والتعليم لماذا يكافئ العابثون بأمن الطالب واستقراره ؟؟ لماذا يكافئ العابثون  باستقرار مدارسنا ويتاجر بمستقبل طلبتنا وأوطاننا نكرر نريد استفتاء بين المعلمين اصثحاب القرار في الكلمة وفي التمثيل وفي تقرير المصير نريد استفتاء يتمتع بالمصداقية فيمن يرغب بالنقابة من المعلمين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد