اتفاق العرب .. مثير للسخرية ودمار للامة

mainThumb

12-03-2011 12:02 PM

لقد منّ الله علينا بان عايشنا نحن ابناء هذا الجيل عدد من الاتفاقات العربية التاريحية حدثت رغم كل التناقضات ورغم جميع المعادلات المنطقية التي كان لابسطها ان تنسف هذه الاتفاقات من جذورها , الا ان اصرار العرب واخلاصهم على ضرورة الاتفاق رغم كل الصعاب كان اقوى منها جميعا .


لقد شهدنا الاحتلال العراقي للكويت وتدميره لها وتفتيته للامة وشهدنا الاتفاق العربي على ضرورة تحرير الكويت بل واعلان الجهاد وارسال الجيوش لاحقاق الحق بالتعاون مع الجيش الامريكي والجيوش الغربية التي سعت هي بدورها لاحقاق الحق على طريقتها الخاصة وحسب ما يوافق مصالحها .

لن نختلف معهم على هذا الاتفاق ولكن بعد سنوات حدث اتفاق اخر في الطرف المناقض تماما وهو اتفاق العرب على ضرورة احتلال العراق لتحريرها من النظام الدكتاتوري وهم الانظمة الشريفة والديمقراطية والمخلصة لم يعودوا يطيقوا ذرعا بهذا النظام الفاسد الذي شوه سمعتهم وسمعة انظمتهم الطاهرة .

لم استطيع ان اجد قاسما مشتركا بين الاتفاق العربي في ضرورة تحرير الكويت والاتفاق العربي في ضرورة احتلال العراق سوى امريكا !

لا استطيع كذلك ان افهم درجة الوقاحة التي وصلت لها بعض وسائل الاعلام العربية وهي تروج وتستهجن وتتعجب لوجود بيت في لندن لسيف الاسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي وهم التابعون لانظمة يملك الخادم فيها افخم القصور في افخم بقاع الدنيا ! ويسرق بها الالاف من ابناء العائلة الحاكمة المليارات لاشباع نزواتهم وشهواتهم المتطرفة ويشتري بها الامير والشيخ الفلاني رقم سيارة بمليار او يكلف احتفال عيد ميلاد قطته عشرة ملايين من اموال شعبه .

ودرجة الوقاحة تتعدى الى تسليط الضوء على مأذنة محطمة وانظمتهم هي التي قصفت المساجد ومن فيها وحوادث قتل الناس في داخل المساجد تحت حجج متعددة في بلاد خليجية وعربية موثقة حيث لطخت دماء القتلى المنابر هناك وافتى وقتها شيوخهم بجواز هذا الأمر نظراً لتستر المسلحين بالمساجد حسب قولهم .

هل نسي هذا الإعلام الذي يصف نفسه بالمستقل مواقفه السابقة اتجاه احداث طبق الأصل 100% لما يحدث في ليبيا حدثت في اماكن اخرى من العالم كان موقفه فيها مغاير تماما لموقفه في ليبيا اذا نظرنا للأمر من ناحية مهنية , بينما هو مطابق 100% اذا ما نظرنا للأمر من ناحية تطبيق ما فيه مصلحة امريكا .

كما اني لا افهم كيف اتفق العرب بصورة غريبة على ضرورة اسقاط نظام القذافي وتسارعت المجالس و الانظمة ووسائل الاعلام الى اسقاط شرعية هذا النظام متناسين ومتجاهلين ان هذا النظام لا يقل دكتاتورية عن انظمتهم جميعها وان الفساد المالي والاخلاقي المتفشي في انظمتهم وفي سلطاتهم اعظم واكبر من أي فساد اخر في أي نظام في العالم .

فلا استطيع ان اجد أي قاسم مشترك يجمعهم سوى امريكا مرة اخرى !

منذ متى كانت الانظمة العربية واعلامها ومشايخها تحمل هذا القدر الغريب من العاطفة والمحبة والاخلاص للانسانية وللعروبة وللاسلام ؟؟!!

اتفاق يناقض جميع التجارب السابقة التي عايشناها .

لهذا فمن حقي كمواطن عربي بسيط ان اسأل بكل براءة وسذاجة :

لماذا لا يتفق العرب على امر الا اذا كان به مصلحة امريكا ؟

لماذا لم يهدر مشايخ العرب دماء القادة الذين يقتلون وينهبون ويسلبون ويغتصبون حقوق واموال شعوبهم جهارا نهارا بينما تسارعوا لاهدار دم القذافي بعد ايام معدودة من تناول وسائل الاعلام لبعض الاقاويل هنا وهناك عن انتهاكه لحقوق الانسان ؟؟؟

لماذا لم نسمع اصوات مشايخ العرب وقادتهم تعلو وتصيح وتهدر جراء ما يجري وجرى من قتل وتدمير في العراق وفي افغانستان وفي الشيشان وفي الصومال وفي غيرها ؟؟

صدقوني لقد بحثت كثيرا ولكني لم اجد أي قاسم مشترك سوى امريكا !


الانظمة العربية التي انزعجت كثيرا جراء ما جرى في تونس وانتقدت كثيرا ما جرى في مصر ووصل ببعضها لوصف ما جرى بالخطأ الكبير يدفعني للتفكير في ان الامر المثير للسخرية ليس مقاطع فيديو يصفونها بالفكاهية تبثها بعض وسائل الاعلام العربية للقذافي وهو يمزق ميثاق الامم المتحدة او وهو يتهكم على زعماء العرب وعلى كروشهم وبطونهم المنتفخة او وهو يفضح عمالتهم لامريكا وللمطامع الاستعمارية للاخيرة في بلده .

بل ان الامر المثير للسخرية وصف بعض الانظمة ان ما جرى في تونس ومصر بالخطأ الكبير الذي سوف يؤدي للتدخل الغربي في المنطقة قبل ان تطل علينا اليوم وتدعم التدخل الغربي في ليبيا !!

لحظة فانا لم اعد افهم من هو الذي ادخل الجيوش الغربية للمنطقة ؟
ومن هو الذي وضع بلاده ومقدراتها تحت تصرف امريكا ؟
ومن هو الذي رقص مع بوش بالسيف على جثث العراقيين ؟
ومن هو الذي جعل من اراضيه اكبر قاعدة عسكرية امريكية ؟

فما هو الامر المثير للسخرية حقا ؟؟ بحثت كثيرا ولم اجد امر مثير للسخرية اكثر منا نحن العرب عندما نتفق .


يا سادة ان نظام القذافي ليس اكثر دكتاتورية من انظمتكم التي تقبع في اسفل سلم الشرف والطهارة .

يا سادة ان شاء الله الدور قادم عليكم جميعا لنرى ونراقب وقتها ماذا ستفعلون بشعوبكم ولنتابع بشغف ماذا ستقول وسائل اعلامكم فيكم .

وكل ذلك ليس دفاعا عن دكتاتوية القذافي ، واقول اخيرا : فمن بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد