شباب خارج التنظيم

mainThumb

12-03-2011 08:24 AM

كثر الحديث هذه الايام عن الشباب ، ودورهم ، ومؤسسات رعايتهم ، والجهات الناظمة لهم ، والبرامج التي تستهدفهم ، وتساءل الجميع لماذا ؟ اصبحنا حديث التلفاز ، والشارع ، والجامعة ، والمدرسة ، والاسرة ، هل نحن فعلا اداة التغيير التي تسهم بالرفعة والعزة ؟ هل نحن فعلا المستقبل ، وهل لنا الدور الابرز والاهم على خطة العمل في المرحلة القادمة : اين كنا نحن اذا؟.
 


تجاذبت مؤخرا تيارات الشد ومن خلال الخطابات الموجهة وغير الموجهة حول موضوع البرامج الشبابية غير الواقعية أصلا وادعى كل متحدث بانه عمل و يعمل وسيعمل على تلبية طموحات الشباب وحل مشاكلهم ، حتى ان الاغلب نصب نفسه المدافع عن الشباب والامين على مصالحهم والمقاتل لاجلهم بل واصبح يشكو من سوء معاملة الغير لهم ، ان عملية تطاير الخطابات التي تخص العمل الشبابي ومحاولة دمج الشباب في المكونات السياسية للحياة السياسية والاجتماعية في الاردن دليله على ذلك حجم اشراك الشباب ضمن القطاعات الرئيسية المكونة للطيف السياسي الاردني والتي لا تكاد تصل ل 1% ، وهم المشاركون في الهيئات العامة للاحزاب السياسية اوالهيئات المحلية ،
 



أما الإداريون فنسبتهم 0% ، لذا فان التركيبة الاساسية كانت دوما بعيدة عن الواقع او غير جاذبة له ، وربما كان الشباب ليسوا ضمن اولوياتها ، ولكن ما برحت ان التفتت على هموم الشباب ضمن موجة الغضب الشبابي في البلدان المجاورة او ركبت موضة التاييد دون العلم بالاسباب كون مكوناتنا الاساسية تعمل حسب موضة التوجيه ، لقد كانت المرأة سابقا والشباب اليوم والطوائف مستقبلا هكذا هو حالنا ياصديقي الشاب.
 


وفيما يخص هيئات رعاية الشباب فان الامال والاحلام المرجوة من كثير منها و منذ زمن بعيد ابتعدت كثيرا عن الشباب ، لذلك لم يكن بمقدورها طرح اي جديد يشجع الشباب ، لذلك ولدت من رحم المعاناة هيئات ومؤسسات عدة لرعاية الشباب وغرس قيم المواطنة السليمة فيهم وزرع بريق الامل بمستقبل مشرق ينتظرهم ولكن متى.......؟ لقد كشفت مؤخرا حالة الحراك الجماعي نسق التركيب المجتمعي في الاردن والذي لطالما تغنينا به باننا "مجتمع شاب" حالة الركود التي وصلت اليها الشريحة الاكبر لذلك تجدنا قد غبنا عن مجلس النواب والاعيان ، بالرغم من ان حملات النواب كانت تزخر بالشعارات التي تطالب باعطاء الشباب الدور الاكبر ولكننا للاسف قد غبنا عن اي تشريع يخصنا ،
 



وكذلك الحال في الحكومات المتعاقبة التي ستولينا اهتمامها ولكن ألا يستشار صاحب الشان بشانه ، لقد اصبح المستقبل يحمل الماضي المتشابه مع الحاضر ولكننا نعتقد باننا سنشارك ..... لقد اخذت خطابات جلالة الملك عبدالله الثاني ومنذ اعتلائه سلطاته الدستورية توجيها مباشرا لاشراك الشباب ضمن منظومة التطور التي ارادها للاردن الحديث ، وجاءت كتب التكليف السامي للحكومات المتعاقبة مؤكدة على ذلك ، ولكن ما يلمسه الشباب من تطبيقات على أرض الواقع من قبل كثير من الحكومات لا تلبي الطموحات والتطلعات التي ينتظرها الشباب ،
 



ومن يتحدث بقضايا الشباب وهمومهم وشؤونهم عبر وسائل الاعلام المختلفة وفي الندوات والمؤتمرات - على الأغلب - وجوه مكررة وليس الشباب أنفسهم .... فمتى يأتي دور الشباب ، ومتى سنستمع لجيل المستقبل؟ 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد