المثاقفة والفهم الخاطئ
تقوم المثاقفة على الندية والاحترام والتسامح والاعتراف بخصوصية الآخر واختلافه، وفي إطارها تتفاعل الجماعات والشعوب وتتواصل بهدف الاغتناء المتبادل. لهذا فهي تفترض الثقة والرغبة في التواصل والتقدم والتطور واكتساب العلم والمعرفة. وعلى النقيض من ذلك يحمل الغزو الثقافي في طياته الرغبة في محوَ الآخر وإلحاقَه وفرضَ التبعية عليه، ومعاملته بنظرة فوقية متغطرسة، وإذا كانت الشعوب تسعى نحو المثاقفة فهي ترفض كافة أشكال الغزو الثقافي. وقد عبر المهاتما غاندي عن ذلك قائلاً: " إنني أفتح نوافذي للشمس والريح، ولكنني أتحدى أية ريح أن تقتلعني من جذوري". فالمثاقفة تعد رافداً مهماً تسعى كل أمة من خلاله إلى معرفة الآخر واسثمار ما لديه من معطيات إنسانية وحضارية، وإلى تنمية كيانها الثقافي بشكل خلاق وغير مضر بمقومات الهوية الوطنية و القومية.
ظهر مصطلح المثاقفة ( Acculturation ) عام 1880م على يد الأنثروبولوجي الأمريكي j . w . Powel عند دراسته لأنماط حياة المهاجرين إلى أمريكا، وفكرهم في تماسهم مع المجتمع الأمريكي . و لقد عرف مليفن هرسكوفيتز المثاقفة بانها (التغيير الثقافي في تلك الظواهر التي تنشأ حين تدخل جماعات من الافراد الذين ينتمون الى ثقافتين مختلفتين في اتصال مباشر ما يترتب عليه حدوث تغييرات في الأنماط الثقافية الأصلية السائدة في أحدى الجماعتين او فيهما معا وغالبا ما ارتبط هذا المفهوم بالدور الاستعماري للأوروبيين في أفريقيا.)
ومن هنا نجد أن مفهوم المثافقة في الفكر الغربي مختلف تماماً عما يطرح في محيطنا ، حيث يوهم الغرب بأن المثاقفة تعني الحوار والتبادل الثقافي و حوار الحضارات ؛ و هي في الحقيقة تعني القضاء على الثقافات المحلية من أجل انتشار الثقافة الغربية خارج حدودها، وهيمنتها على غيرها، واعتبار الغرب النمط الأوحد لكل تقدم حضاري، ولا نمط سواه، وعلى كل الشعوب تقليده، والسير على منواله.
أن المثاقفة عندنا ضرورة حيوية. والناظر إلى مسار الحضارة العربية الإسلامية يتبيّن أنها لم تبلغ أوج ازدهارها إلا عندما نجحت في التفاعل والتثاقف مع بقية الحضارات. كما أن العرب قد شرعوا منذ حكم خالد بن يزيد بن معاوية في القرن الأول للهجرة في الانفتاح على الثقافات الأخرى وترجموا منها ونقلوا عنها كثيراً من العلوم. وقد قام الخليفة العباسي المأمون بتنظيم حركة الترجمة تلك.
لا بد من الاعتراف بأن أغلب النتاج الثقافي في محيطنا العربي بكل أشكاله وأنواعه؛ لا يخرج عن سياق المفهوم الغربي للمثاقفة. فكثير من مثقفينا قد وصل بهم المطاف من خلال هذه المثاقفة إلى حالة لم يعد الواحد منهم قادراً على الإبداع قولاً أو فعلاً ، فنحن العرب نقل التراث الغربي دون أن نأخذ منه موقفاً صريحاً. وما زال أكبر مشروع لدينا إلى وقت قريب هو النقل، والذي سميناه ترجمة الأعمال الكاملة لكبار المفكرين في الغرب، وكأننا محكوم علينا بالنقل، عاجزون عن الإبداع، دورنا في التاريخ هو دور التلميذ والمتعلم أمام الأستاذ والمعلم الكبير . أن الفكرة الأساسية التي تقف وراء هذه الإشكالية هي الاعتقاد المطلق بأن الثقافة الغربية هي نتاج إنساني عالمي، يتجاوز الزمان والمكان. وبالتالي لا يختص بحضارة دون آخرى .حتى بتنا نستنسخ الأطروحات الجامعية و البحوث العلمية . لكن المنطق يقول أن الفكر الغربي في حقيقته لا يعدو أن يكون بيئياً محضاً نشأ في ظروف معينة هي بيئة و تاريخ الغرب نفسه، وبالتالي فهو صدى لتلك الظروف.
وفي الختام علينا أن نعترف بأهمية المثاقفة ، لكن لا بد من التأكيد في الوقت ذاته على ضرورة التمييز بين مفهوم المثاقفة الذي يعني التفاعل المتكافئ والاحترام المتبادل بين مختلف الثقافات والشعوب وبين مفاهيم التبعية والغزو والاستلاب الثقافي والعولمة الثقافية والغربنة. أننا لا نرى في التقوقع أي خير كما لا نرى خيراً في تبعية من أي نوع، ولذا فإننا نرفض سياسات الانغلاق كما نرفض سياسات الإلحاق والمحو الثقافي، ونتصدى لها. فنحن مع المثاقفة التي تقوم على الثقة والاقتدار بأوسع صيغها ، وأرجو أن لا تكون حالة المثقافة عندنا لا تعدو أن تكون صورة مهذبة من صور الاسترقاق والتبعية الثقافية للنموذج الغربي وأن لا تكون امتداداً لما ابتلينا به منذ فجر النهضة العربية على أيدي بعض المستغربين ، والتي تحولت معهم النهضة من حل للأزمة إلى أزمة في ذاتها.
إسرائيل ترفض مقترح وقف إطلاق النار لخمس سنوات
شركة البوتاس العربية تعزز وجودها الاستراتيجي في أوروبا
71 شهيدا في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية
المؤسسة العسكرية والضمان الاجتماعي يجددان مذكرة حيّاك
نتنياهو يرفض وقف إطلاق النار مقابل إطلاق الأسرى
برنامج الأغذية العالمي يخفض موظفيه بسبب نقص التمويل
Bow Miner: A Potential Scam Operation - Buyer Beware
مشروع قانون ضريبة الأبنية والأراضي بمرحلة الحوار
إصدار جدول مباريات الدور نصف النهائي من كأس الأردن CFI
الأونروا ترحب بمرافعات العدل الدولية حول فلسطين
رئيس مجلس الأعيان يلقي كلمة في مؤتمر التعاون بين دول الجنوب
هبوط طائرة عسكرية صينية في صعيد مصر يثير مخاوف إسرائيل
التدريب المهني ينظم برنامجا تدريبيا لوفد عماني في التكييف والتبريد
جلسة حاسمة قريباً قد تطيح بــ 4 رؤساء جامعات
مصادر حكومية: الأردن أكبر من الرد على بيانات فصائل فلسطينية
خبر سار لأصحاب المركبات الكهربائية في الأردن
الأردن .. حالة الطقس من الخميس إلى الأحد
توضيح مهم بشأن تطبيق العقوبات البديلة للمحكومين
الليمون يسجل أعلى سعر بالسوق المركزي اليوم
رسائل احتيالية .. تحذير هام للأردنيين من أمانة عمان
الخط الحجازي الأردني يطلق أولى رحلاته السياحية إلى رحاب
مصدر أمني:ما يتم تداوله غير صحيح
أول رد من حماس على الشتائم التي وجهها عباس للحركة
رفع إنتاجية غاز الريشة إلى 418 مليون قدم يوميا
تصريح مهم حول إسطوانة الغاز البلاستيكية
أسعار غرام الذهب في الأردن الخميس