المعلم ذاك الجندي المجهول
المعلم، ذلك الذي تفتقتت الأذهان بين يديه وانطلقت الألسنة على مسمعيه وكتبت الحروف بين ناظريه، بذر وغرس لتجني الأمة تلك الغراس .
انتم أيها المعلمون والمعلمات نقولها بعبارات سريعة علها تصل إلى أذن وفكر كل منكم خاطب من أنعم الله عليهم بنعمة التعليم مذكرة بقدرهم الذي يجهله الكثيرون منهم ولذا يقصرون فى أداء جانب عظيم من مهمتهم الرسالية من أنتم أيها المعلمون نقولها في رسائل قصيرة: أنتم المرفوعون ؛ عند الله - سبحانه وتعالى – يقول عز وجل :"يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"، أنتم المندوبون عن الأمة ، كما قال - جل وعلا :"فلولا نفرمن كل فرقه منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون".
انتم الوارثون ، كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم :"العلماء ورثة الأنبياء" ، أنتم المأجورون ، في قوله - عليه الصلاة والسلام " من دل على خير فله مثل أجر فاعله" أنتم المحسودون ، حسد الغبطة ، كما في حديث النبي – صلى الله عليه وسلم " لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ، و رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها ".
أنتم المورثون كما كنتم وارثون ؛ فأنتم تورثون كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم " إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له" هل لأهل العلم والمعلمين نصيب من هذا الحديث ؟، هو قوله : ( أو علم ينتفع به ) ، أن أهل العلم من المعلمين لا يأخذون هذا الجزء فقط ، وإنما الأجزاء الثلاثة كلها ، فإن التعليم في حد ذاته صدقة ، لأن فعل الخيرات صدقة وشاهد ذلك حديث النبي – صلى الله عليه وسلم عندما أتاه رجل بعد انقطاع الصلاة ، قال : من يتصدق على هذا ؟ ففعل الخير في حد ذاته صدقة ، فتعليمك الرجل صدقة منك عليه ، . ثم علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ، و ما أكثر ما يكون الطلبة أكثر دعاء من الأبناء ، فبذلك يكون المعلم ممتد أجره ، و مورث لفضله و خيره .
أنتم الأولون ؛ فكل إنسان لا تكون بداية إلا بالتعليم ، بل إن الله - عز وجل - قد أشار في قوله - سبحانه وتعالى -:( فاعلم أنه لا اله إلا الله ) دلالة على أن العلم هو الطريق إلى الإيمان وهنا دليل إن المعلم : الأول في الاقتصاد ، والأول في القول ،والأول في العمل ، والأول في واقع الحياة .
ولو أنعمت النظر فيمن حولك من الوزراء والمدراء ، والأطباء والمهندسين والفقهاء ، كلهم كانوا يوماً من الأيام تلاميذ مروا عليك في فترة من الزمن ، وتلقوا على يديك بعضاً من العلم ، . حتى وان اقتصر تعليمك على القراءة والكتابة ، البعض يظن أن معلم الابتدائية في أدنى المراتب لكن الحقيقة غير ذلك فقد تجد عظيماً من العظماء ، أو عالماً من العلماء ، سيذكر الذي علمه ألف وباء ، والكتابة ، وكيف كان يخطئ وكيف كان يعاقب على عدم الإجادة فهذه المفاتيح كلها ، وهذه المناصب كلها إنما أنت بادئها ، وأنت فاتحها ، وأنت الأول فيها .
أنتم المجاهدون، فقد قيل " إن الجهاد حماية لبيضة الإسلام ، بالدفاع عن المسلمين ، وأن التعليم حماية للمسلمين بالحفاظ على الدين .
ولذلك يقول ابن القيم - : إنما جعل طلب العلم من سبيل الله - عز وجل - لأن به قوام الإسلام - كما أن قوامه بالجهاد العلم والجهاد معا - فقوام الدين بالعلم والجهاد ، ولهذا كان الجهاد نوعين : جهاد باليد والسنان وهذا المشارك فيه كثير، جهاد بالحجة والبيان ، وهذا جهاد الخاصة من أتباع الرسل وهو جهاد الأئمة ، وهو أفضل الجهادين لعظمة منفعته ، و شدة مؤنته وكثرة أعدائه يقول تعالى : { ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيراً * فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً } ، فالمراد به جهادهم بالقرآن والبيان والحجة الداحضة التي تبين الحق ، وتقيم الدليل عليه.
فالعلم هو السابق على الجهاد ، وهو الممهد له ، وهو المهيج عليه ، وهو المبين لغاياته وأهدافه ، وبالتالي هو الذي ينشئه في النفوس إنشاء ، ويبينه في العقول بياناً واضحاً شافياً ؟.
أنتم المدافعون عن الأمة في أخلاقها ، وفي تفكيرها ، وفي حضارتها وفي تقدمها ، فإن المعلم كأنما هو أعظم مجاهد في واقع الأمر فهو يجاهد الجهلة بالتعليم ، ويجاهد الحماقة بالتقويم ، ويجاهد الشطط بالاعتدال، ويجاهد الخمول والكسل بالتوجيه إلى الجد والعمل ، يواجه أموراً كثيرة ، هذا كله يصوغه ويجاهد به في نفوس متغيرة .
أفكار متبدلة وعواطف متأججة ، فعمله صعب شديد ، وأثره قوي ومديد . ولذلك عندما يريد أعداء الأمة التأثير في أي مجتمع . أو في أمة يوجهون اهتمامهم إلى التعليم ، وتغير المناهج ، وهذه خطورة ، تصوغ المعلمين وإذا عملت في هذين الجانبين استطاعت أن تدمر كل المقومات.
استطاعت أن تزعزع العقائد في النفوس، واستطاعت أن تحرّف السلوك واستطاعت أن تغيّر طرائق التفكير استطاعت أن تجعل هناك الهزيمة النفسية إلى آخر ذلك مما يعلم في قضايا الغزو الفكري وغيره ، فالمعلمون هم المدافعون عن هذه الأمة عندما يقومون بواجبهم المطلوب .
أنتم المصلحون لما يفسده الآخرون، فقد يفسد الطالب أهله وقد يفسده مجتمعه وقد يفسده أحيانا ما يسمعه وما يراه أو ما يقرأه ، ومهمتك أيها المعلم أن تصلح كل هذا لأن أثرك مستمر يبقى مع الطالب وقت طويل و سنوات عديدة ، و من خلال مواقف متكررة من خلال تدريس وتعليم ونشاط.
بينما المخربون الآخرون أحيانا يكون دورهم مقصور ، إما مقصوراً بالوسائل ، أو مقصوراً في الوقت والزمن فيبقى عامل الإصلاح في المعلمين أغلب و أنجح وأكثر تأثيرا واستمرارية من غيره إذا هم أتقنوه وأحسنوه فأنتم معاقد الأمل في إصلاح هذه الأمة ؛ فإن الوطن لا يعقد رجائه على الأميين الذين يريدون أن يصلحوا فيفسدون ولا على هذا الغثاء من الشباب الجاهل المتسكع الذي يعيش بلا علم ولا عقل ولا تفكير ولا الذي يغط في النوم ما يغط ، فإذا أفاق على صيحة تمسّك بصداها و كررها كما يكرر الببغاء .
فالمعلمون هم المصلحون و هم المقومون فأنت - أخي المعلم - مرفوعاً عند الله مندوباً عن الأمة وارثاً لأعلام النبوة ومأجوراً من الله ومحسوداً من أهل الإيمان والصلاح ومورثاً لكثير من الخير الممتد الأجر وأنت من المجاهدين ومن المدافعين عن هذه الأمة ومن المصلحين فيها والمقيمين لأمرها و شانها .
إنك في منـزلة يكفي شرفا فيها أن تكون وارث للأنبياء ، لذا على المعلم أن لا يثأثر بقناعات الآخرين حياله وليتذكر دائما أن له مهمة عظيمة فإذا أقنعت نفسك بهذا فستسمع كل كلام فلا يؤثر فيك و تسمع كل احتقار فلا تكترث له حتى تكون حينئذ بهذه الانطلاقة مصلحاً ومغيراً لإفهام الآخرين بإذن الله.
ونختم هذه الكلمات في أهمية دور المعلم بحديث منقول عن احد التربويين يقول فيها :(( لا ريب أن المعلم هو المربي الروحي للطالب ، فينبغي أن يكون ذا أخلاق فاضلة ، وسمت حسن حتى يتأسى به تلامذته ، كما ينبغي أن يكون محافظا على المأمورات الشرعية ، بعيد عن المنهيات ، حافظ لوقته ، قليل المزاح ، واسع البال ، طلق الوجه ، حسن البشر ، رحب الصدر ، جميل المظهر ، ذا كفاية ومقدرة ، وسعة اطلاع ، كثير العلم بالأساليب العربية ليتمكن من تأدية واجبه على الوجه الأكمل )).
shnnagra@yahoo.com
موعد تشغيل الربط الكهربائي بين الأردن والسعودية
تعرف على أفضل البدائل للأرز الأبيض
مذكرة نيابية تطالب بوقف رسوم إعادة التيار الذكي .. وثيقة
واتساب يطور مكالمات الصوت والفيديو على الويب
بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض
استثناء خاص لكورتوا في ريال مدريد
الإحتلال يعلن تصفية 3 قادة ميدانيين في عمليات أمنية داخل غزة
الصين تؤجل عودة روادها إلى الأرض بسبب سوء الأحوال الجوية
النوايسة: نظام جديد لدعم التعليم الدامج وذوي الإعاقة
الأونروا: إسرائيل اعتقلت أكثر من 50 موظفاً بغزة
المخبز الأردني المتنقل بغزة ينتج 390 ألف رغيف
نجمات الفن يشاركن روجينا عيد ميلادها: فيديو
جلسة حاسمة قريباً قد تطيح بــ 4 رؤساء جامعات
خبر سار لأصحاب المركبات الكهربائية في الأردن
مصادر حكومية: الأردن أكبر من الرد على بيانات فصائل فلسطينية
الأردن .. حالة الطقس من الخميس إلى الأحد
توضيح مهم بشأن تطبيق العقوبات البديلة للمحكومين
الليمون يسجل أعلى سعر بالسوق المركزي اليوم
رسائل احتيالية .. تحذير هام للأردنيين من أمانة عمان
مسلسل تحت سابع أرض يتسبّب بإقالة 3 مسؤولين سوريين .. ما القصة
الخط الحجازي الأردني يطلق أولى رحلاته السياحية إلى رحاب
تصريح مهم حول إسطوانة الغاز البلاستيكية
مصدر أمني:ما يتم تداوله غير صحيح
أول رد من حماس على الشتائم التي وجهها عباس للحركة
رفع إنتاجية غاز الريشة إلى 418 مليون قدم يوميا