اعتذر .. لن أكون بالبرلمان هذه الدورة

mainThumb

13-10-2010 05:30 AM

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن – ولم تكن هذه السفينة التي تحمل فكرا يمثلني يوما ذات مطمع شخصي إلا أنها كانت تأمل وترجو تحقيق ولو تغيير طفيف في قرارات تأتي لصالح الجميع إضافة إلى تحريك بعض الأفكار للناس نحو الايجابية وتصحيح مفاهيم كانت السبب في تراجعنا زمنا طويلا, تلك المفاهيم ضلت عالقة في الأذهان ولا زالت بان الشرور والفساد هو الغالب على أمرنا مهما حاولنا التصدي له ستظل رايته أعلى من أي محاولة لإحباطه.

ولكن ولأسباب لم تكن متوقعة خارجة عن التخطيط المسبق للترشيح النيابي الخاص بي وفي آخر لحظة بحيث لم يتسنى لي وضع بدائل للاستمرار تم تغيير دفة السفينة التي من المفترض لها السير نحو تحقيق بعض التوازن المطلوب للوصول للنتيجة المرجوة من الإصلاح , وتم مع هذا التغيير توقف مؤقت لخوض غمار الانتخابات الحالية بعدم التسجيل مع الإصرار على بذل كل مجهود لإنجاح كل ذي صوت حق وللسعي في إيصال مفهوم المشاركة في الانتخابات سواء للمرشح أو الناخب فهذه مهمة وطنية واعتبر كل من يحاول إحباطها أو بث روح السلبية بعدم المشاركة فهو ليس ابن للوطن فلا يجعل مبرراته تنصب على قانون محدد أو وجهة نظر هو متمسك بها محاولا إقناع الجميع بها – فمن وجهة نظري الايجابية المتفائلة بإمكانية إحداث التغيير والإصلاح ولو على المدى البعيد وان من أراد النجاح بإخلاص وهمة وتوفيق من الله لخدمة الجميع ذلل أي معوقات كانت , ومن أراد السوء بوطن أو مجتمع أو لعدم وجود الأهلية والكفاءة لديه كان عنده مبررات لا غاية منها سوى البقاء"مكانك سر" وما أسهل صنع العقبات وبث سمومها في ظل الإمكانات الكثيرة المتاحة حاليا من وسائل الإعلام وغيرها , وللأسف إنساننا البسيط لا يكلف نفسه التفكير العميق بمجريات الأمور ويحب دائما اخذ كل ما هو جاهز حتى لو كانت أفكارا ملتوية تزيد من الفرقة والتضليل , والضحية الوحيدة في هذه المسرحية هو الإنسان المواطن الذي ينعكس بدوره على الوطن بشكل عام.

بعدم المشاركة في الدورة الحالية ليست النهاية ولكن هناك دورات أخرى وصولات وجولات ومجالات أكثر لإيصال أفكار ربما في يوم أحيت ولو نفس واحدة , فاليأس والتحسر لم يكونا يوما من شيمي وصفاتي,لأني أحمل الهوية العربية المسلمة التي بها أفتخر وأعتز, وانتمائي لأرض عشت عليها وتنفست هواءها , وأجواء أمن وأمان تعبق أردننا على مدار العقود الكثيرة الماضية والتي نأمل أن تستمر إلى الأبد , لتعم وتشمل كل دولنا العربية والإسلامية فلا يصح إلا الصحيح ومكاننا الحقيقي في أعلى القمم ولسنا بأقل من تلك الدول التي نصبت نفسها شرطي مرور يتحكم بإشارات العالم كله , وكل ما لمسناه من استقرار في أوطاننا لم يأتي من فراغ فقد كان لأسلافنا ومن خلفوهم الفضل بعد الله بالسعي في الأرض وعمارتها للوصول إلى ما نحن عليه فلا نجعل ما بناه هؤلاء الأشراف ساحة للتناحر عليها , ولنقف وقفة واحدة مع كل صوت حق ولنأخذ بيده للوصول فنحن من نحتاجه في هذا الوقت لإعلاء كلمتنا وصوتنا وليس هو من بحاجتنا , فهل أنت أيها الكريم ممن يأخذون بصوت الحق إلى مفترق طريق تكون نهايته مصلحة الجميع أم ممن يصمّون الآذان ولا يستمعون إلا لمن لا هدف له سوى الإخلال وإيجاد الفرقة بين الصف الواحد ؟ أنت اعلم بمن تكون فراجع نفسك وانظر لعل بوضع صوتك في مكانه كنت أملا للأمة ونصرتها .

رسالتي للاعتذار عن عدم تمكني من مواصلة ما ابتدأته من حلم كاد ليكون وشيكا بفضل من الله وشكر لكل من ساندني وساعدني بكل الوسائل ولكل من قرأ لي إعلان الترشيح في الصحف الالكترونية وعقّب عليه, ومن قرأ رسالتي هذه سواء أعجبه ما احتوته أم لم تعجبه , ولكني مصرة في مرة قادمة بعون الله أن لا يكون مجرد حلم ولكن حقيقة تسطع كالشمس وحجرا مدويا في بركة راكدة "جملة اقتبستها من صديق فاسمح لي أيها الصديق الكريم" , ولله الأمر من قبل ومن بعد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد