الإبداع والتميز ،كيف، متى وأين؟؟؟

mainThumb

07-10-2010 01:47 AM

رسالة إلى ممثل الإبداع والتميز في وزارة التربية والتعليم رسالة إلى وزير التربية والتعليم الدكتور خالد الكركي المحترم معالي وزيرنا المبجل:

اليوم إبداع جماعي إن التغييرات شديدة السرعة في عالم اليوم ترفع لنا شعاراً جديداً في مفهوم الإبداع وهو "الإبداع الجماعي".

 لم تعد القيادة والتأثير حالياً للشخص المبدع "الفرد" بل للمجموعة أو "الفريق المبدع" أفراد الفريق الواحد أوجدوا إبداعاً جديداً يفوق الإبداعات الفردية نوعاً وكما كيف لنا أن نحقق إبداعا فرديا أو جماعيا ونحن عاجزين عن التوافق الاجتماعي في ظل التغيرات المتواصلة لقيادتنا التربوية الملهمة لنا في العمل داخل مدارسنا ومديريتنا(  للاستقرار) أين البيئة الآمنة التي نادت بها جلالة الملكة رانيا المعظمة " معا نحو بيئة مدرسية آمنة." "
 إن ثمرة الإبداع لا يمكن أن تنمو إلا في بيئة آمنة ومناسبة لها من الخصائص و المميزات ما يجعلها المكان الوحيد و المناسب لإبراز الإبداعات الفردية ومن ثمً تسويقها و تهيئتها للمنافسة, ولكن واقع الحال في بيئات العمل يحدُ كثيراً من انطلاق الملكات الفردية فضلاً عن دعمها أو توظيفها.

فالبيئة الآمنة باتت مفقودة والاستقرار الوظيفي مغيب والآمان الوظيفي مفقود في إداراتنا التربوية والمعلم أو المدير بات مهددا في كل لحظة بالانقضاض عليه وسلبه كل معنى من معاني حب المؤسسة التي ينتمي إليها فلا يكاد يبدأ حتى يطلب منه المغادرة شاء أم أبى عليه المغادرة دون أن يكون لرأية أو لاستقراره وأحلامه أي معنى.

وبين أيدينا محاولة متواضعة لوضع صورة متكاملة للبيئة المناسبة لغرس بذرة الإبداع، ومن ثم جني ثمرتها من خلال ربط رمزي للفكرة مع أشجار النخيل. فالعمل في تغيير بيئة المؤسسات التربوية يعد من أصعب الأمور وأكثرها حاجة لعاملي الوقت والتدرج فكان القياس على شجرة "النخلة" الأقرب لشرح الفكرة و بيان الهدف, حيث تعد النخلة أكثر الأشجار طلبًا للجهد والوقت من صاحبها ، ومن خلال هذا الربط بين عملية استنبات النخيل وعملية استنبات الإبداع لا بد من مقومات أساسية إن أردنا التوظيف الأمثل للملكات الفردية و توجيهها لخدمة الأهداف فنجني رطباً لذيذاً تسر به عيون الجميع .

أين التربة المناسبة للاستنبات الذي نريد ؟ وأقصد بهذا الأرضية الأساسية لبنية المدرسة، فكما أنه لا حياة مستقرة للنخلة بدون أرض خصبة تساعدها على النمو؛ فإنه لا يمكن لشجرة الإبداع أن تنمو ما لم تتوافر لها منظومة عمل متكاملة على رأسها الرؤية الواضحة والمشتركة، والتي تشرك القيادة موظفيها في صياغتها والحماس لتحقيقها. وأين الفسيلة الجيدة ؟وما هي آلية اختيار العاملين و الموظفين في وزارتنا؟.

 لا يمكن بأية حال من الأحوال أن تتطور وزارتنا ومدارسنا أو تنافس غيرها إذا لم يتم التدقيق في نوعية الكوادر التي تستقطب ، كون الركيزة الأساسية لأي منظومة عمل هي الإنسان، فإذا لم يكن مؤهلاً للعمل والمنافسة والحفاظ على المكتسبات، فإن التعثر سيكون النتيجة المتوقعة نجد أنفسنا لا نكاد ننهض من تعثر وسقوط حتى تواجهنا عثرات كثيرة وسقوط متوالي وعندما نهضنا بأنفسنا هذا العام وبدأنا نستعيد توازننا في اربد من سقوط متوالي حتى استفقنا على عثرة انتقال مدير المؤسسة التعليمية التي ننتمي إليها كنا قد تعاملنا مع وصف مميز في الإدارة يتمتع بالقدرات العملية، والتي تعكس المهارات والسلوكيات التي يمكن توظيفها لخدمة أهداف المؤسسة ويتمع بالأخلاق: والتي تمثل القيم والمبادئ التي يعيش بها ومن أجلها الشخص بحيث تشكل حصانة من التهاون أو التفريط في مسؤوليات الموظف أو ممتلكات المؤسسة.

أين الرعاية لمكتسباتنا التربوية؟ الماء عصب الحياة، قال تعالى ( وجعلنا مِن الماءِ كل شيءٍ حيٍّ ) فلا حياة بغير ماء، وسقيا شجرة الإبداع هي الثقة التي تنساب في النفوس انسياب الماء في عروق النخلة وجذورها،  فالثقة مثل الماء طاقة تنبعث وحيوية تتدفق، الباذل لها وهي القيادة يعوزها مستوى معين من الشجاعة نظير المخاطرة المحسوبة التي تتحملها و تتوقعها، وهي حيوية تتدفق من الموظفين الجديرين بها جراء نفسية التمكين التي يعيشونها فتدفعهم لبذل الوسع بكل سرور وتحقيق النتائج بكل إصرار.

أين المتابعة والعناية لمكتسباتنا التربوية؟ من طبيعة حياة النبات تعرضه المستمر للشوائب والآفات، فلا يصح إهماله وتركه يصارع الآفات من غير علاج ولا وقاية، وكذلك المؤسسات. لا تلبث أن يعكِّر صفو سيرها حوادث الأيام، فهي تشيخ وتهرم فتحتاج إلى نوع خاص من المعالجة والتقوية، وقد تضخ فيها الدماء الشابة فتعتريها مخاطر المراهقة، فيجب في حقها وقاية من آفات أخرى، وهكذا تدور عجلة التغير والتغيير ولا يقتنص ميزة كل عهد إلا القياديون المهرة، وأما غيرهم فيخبط خبط عشواء تداوي حيناً وتقتل أحياناً كثيرة تعرضت مديرتنا هذا العام لأعاصير وعواصف لولا قدرة الله وحكمة مديرها لأعلنت العجز والنهاية لكن القيادة الحكيمة استطاعت أن تخرج بها إلى بر الأمان وتجتاز بها محن كثيرة ولم تكد تبدأ بتذوق رائحة أزهارها التي تعد بنتخاب ثمار جديدة حتى أصابها اجتثاث من الجذور.
 
شجرة الإبداع غذاؤها التدريب والتعليم ووقايتها في التشجيع والتكريم فأين ؟ ، وهما عنصران لا غنى عنهما في الحياة، لأن امتناعهما يعني ضمور المواهب ونضوب المشاعر، فالمواهب إذا لم تغذَ بالجديد النافع والخبرة المجربة تركن إلى القديم من الوسائل وتعجز عن مجاراة المنافسين. كما أن التشجيع والتكريم يلهم مشاعر الموظفين فيكون ولاؤهم للمؤسسة أقوى وحرصهم على المبادرة أشد وهذا لاشك ميزة يكاد يتفق على تواجدها في المؤسسات المتفوقة دائماً.
   
أين البيئة النقية التي وعدنا بها؟ قل لي أي بيئة تعيش مؤسستك! أقل لك جودة إنتاجها!لا يتوقع رطباً جنياً من نخلة لا تتنفس إلا بصعوبة وإذا تنفست كان كدراً وضيقاً على صدرها، وكذلك الإبداع لا ينمو في بيئة ينعدم عندها احترام الآراء وتغيب فيها روح الفريق ولا تسود فيها القيم الإيجابية والمبادئ والأخلاق، وهي من الأهمية بمكان يجدر الوقوف عنده كثيراً، وتلمس كل الوسائل لتهيئتها لكثرة التفريط فيها من جهة، ولأثرها البالغ في تميز المؤسسات التربوية وغيرها.فإذا فتشنا في تاريخ الغادرين لمؤسساتهم وأماكن أعمالهم؛ لوجدنا أن الغالبية العظمى تعزو ذلك إلى بيئة العمل السيئة.

أين الضياء و الحرارة عناصر الاستمرار؟ هل شاهدتم نخلة تنمو في غير ضياء؟ هل رأيتم رطباً يثمر في شتاء قارص؟ أو جو بارد ؟ الضياء والحرارة من نعم الله على بني الإنسان، بهما يسهل معاشهم ومنهما سبيل دفئهم وغذائهم، ليس لهم بهما بديل ولا عنهما سبيل. القدوة والقيادة هما الضياء والحرارة لشجرة الإبداع ، القدوة كالضياء يسير في ركبها المقتدون على خطى قائد هم اقتناعاً منهم بعلمه وحنكته الإدارية، فتقل بذلك الاجتهادات الهوائية والانتقادات الظنية.

والقيادة كالشمس ترسل دفئها فتتسارع عملية البناء داخل النخلة فتينع الثمرة و يحسن الحصاد، والقيادة هي الأمر الوحيد الذي لا يمكن تفويضه فلا حياة مؤسسة بغير قيادة كما أنه لا حياة لنخلة بدون ضياء أو حرارة.تلك عناصر ومقومات الإبداع والتميز التي نبحث عنها في مديريات التربية والتي نحرم منها في كل عام ، في كل عام يأتي إلى مديريتنا مدير تربية جديد ،نبدأ بالتخطيط و الإعداد لكننا لا نكاد نبدأ بإعداد التربة حتى تتوالى الرياح والعواصف التي تحمل في طياتها ذرات تربتنا وتقلع معها الجذور وبالتالي صار علينا محرما أن ننعم بظل الشجرة أو رائحة الزهرة ا وان نحلم بالثمرة ، لغاية الآن لم ننعم بثمرة واحدة كوننا في كل عام نزرع أشجارا ونغدر بها لأننا لا نواصل العناية بها ولا يسمح لنا بذلك ليس تخاذلا ولكن هناك قوى أعتى وأشد من إرادتنا اشد من أحلامنا تلك تقف سدا منيعا بين أهدافنا وحاجزا قاسيا في طريق أهدفنا.

- shnnagra@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد