أختاه هذا العيد

mainThumb

01-09-2010 07:43 AM

  وتمر حقبة من الزمن ، بعد ان تبدلت الحياة من البداوة الى المدنية ، في اقل من مائة عام ، اختزلتها الأيام ، والساعات والدقائق


نقف في هذه اللحظات على أبواب عيد جديد من رمضان ، وقد ودعنا سنوات عديدة من أيام الشهر المبارك ، في اكثر من أربعة عقود ، مر منها مرور السحاب


ويتوالى شهر رمضان والأمة في قرن غابر غائر في صمت مطبق ، بعد أيام العز والرفعة التي مرت عليها في سنوات الخير والبركة التي كانت تخرج فيها من نصر الى نصر ، ومن موجة شرف ووقفة تتويج الى أخرى عابقة بالخير والقوة والمنعة

 
تداخلت علينا الأيام ، فماجت الحياة بألوان الغث ، وتبدل السمين طواعية او عن إكراه ، وتلونت الأيام التي كانت صافية الى أصباغ وطين بعضه ليس فيه الا رائحة البارود وغبار المعارك

 
 آه من تلك الأيام التي تبدلت على وجه السرعة ، كم أبقت لنا من طعم ولذة ، بعدما نسيتنا الأيام المتعاقبة ، وتداخلت علينا أحزان العراق وانين الموجوعين في فلسطين وأفغانستان وفي شرق البلاد وغربها

 
لم يبق لنا من مساحات الفرح المطلوبة في العيد الجديد غير أصوات الأطفال الباحثين عن الحياة ، وهمسات الرياح التي تسأل بإشفاق عن نباتات نظرة تردد معها ترانيم العذاب


عيد بأية حال عدت يا عيد ، لما مضى أم لأمر فيك تجديد ، فلا الأحبة عادوا حين نطلبهم ، صورا ورسما وألحانا وترديد ، كل مضى الى غاية لا كان يعرفها رمزا وسحرا وألوانا وتبديد


حبا بحب ، أم الأيام تقتلنا ، أين الذي كان يسقينا فيشفينا ، فالربع خال من الأصوات ويحهم ، راحوا الى العيد بعد العيد يفدينا

 
سجلت في دفتر خاو مطالبتي ، بالعيد والشمع والنيران تكوينا ، ويحي امن أم أوفى دمنة نال مقصدي حزنا وشجوا وإيلاما وتسكينا ، يا ليت أنا الى الأعياد لم نكتب ، دفاترا وقراطيسا ونسرينا ، هب ان كل فتاة طاب ملعبها بالعيد حلوا وأفراحا ويسمينا

 
قلت اهدئي يا نفس ، فالعيد الذي طمست معالم فيه  من حبنا من بين ما كتبت فيه الدفاتر والأقلام تكوينا ، غارت علينا به الأيام متعبة ، بالهم والحزن والإعياء كافينا

 
نعم هي هذه الأيام الباقيات كافية الى ان نملا نصف الكأس ، في لحظات عاثرة من مستقبل ما فيه غير المجهول ، من بعض أيام العيد الذي يتدحرج صوبنا ، متثاقلا ، غير عارف الى أين الطريق


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد