أنت تريد .. وأنا أريد .. وغيرنا يفعل ما يريد

mainThumb

25-08-2010 08:00 AM

 
الكثير منا سمع بالجملة القائلة "أمة ضحكت من جهلها الأمم" , وبتعديل متواضع أقول " أمة ضحكت من غفلتها الأمم" , فمن مفهوم البطولة والفروسية والنخوة والشهامة والإيثار التي تمتعت بها امتنا السابقة إلى مفهوم قديم جديد الإرهاب والعنف والتبعية- وما يسوءنا أكثر اقتناعنا بهذه المسميات بالرغم من محاولاتنا للتبرير والدفاع إلا أننا نظل في موقع المتهم الذي لن تتم تبرئته مهما فعل, فكل البراهين والدلائل والفكر المشوّه الذي يحمله الإنسان سواء العربي أو المسلم أو الذي يقع ضمن نطاق العالم الثالث النامي " النائم" حسب مسميات دول العالم الأولى- كل تلك الإثباتات تشير إلى أننا إرهابيون إن لم يكن بالفعل فهو بالفكر والعقيدة وكل محاولة لتصحيح مفهوم خاطئ لأي مقرّر أو مجال نندرج تحت قائمة الإرهاب التي وضعت أحكامها وقوانينها ولمساتها الأولى والأخيرة دول الإرهاب بحد ذاتها فأخذت دور الجاني الإرهابي الظالم والجلاد الذي ينظر إلى العالم بفوقية وما دونه اللمم.

 

هذه تركيبة العالم اليوم إما أعلى السلم وإما أسفله , فبأيدينا وهِمَمِنا المتراخية على مدار الأزمان والعصور حولت العزة والرفعة التي اكتسبها أسلافنا الشرفاء بالعقيدة الصحيحة والجهد والجهاد إلى خضوع وذلة توارثها المرجفون الضعفاء بالتقليد المدمّر والبعد والعناد , هذا ليس كلام لتذكير الأمة بما كانت عليه فالحقيقة لا يمكن أن تُخبئْ بغربال- ولكنه نداء استغاثة لمن يملك السمع والعقل لمحاولة إحداث تغيير ايجابي لتلك المقولة التي التصقت بنا والأسوأ أنها صادرة من أنفسنا" أمة ضحكت من جهلها الأمم" , فلم تكن امتنا الإسلامية والعربية يوما ذات جهالة إنما هي مركز للحضارة والتقدم ولكن بوجود غشاء يعمي الأبصار وآذان اخترقتها كاذب الأخبار- وفكر غريب تربى وتغذى على مفهوم الإنكار- كل هذا حجب الحقيقة الناصعة المشعة بغربال – الحقيقة الواضحة بمقدرتنا على تحقيق الآمال- وقوة إرادتنا إذا أعْمَلْنا الفكر في اتجاهه الصحيح بلا أدنى انحرافات تخدم غيرنا فنظل في منظور العالم امة الجهل التي تعمل وتدعو وتشجع إلى نهضة غيرها وهي قابعة أسفل سلم الحياة والممات- وجل اهتمامها ينصب على أمور تافهة متناسية الأمور العظام التي لو تمسكت بها لنهضت نهضة يشار لها بالبنان.

 

في دراسة للتاريخ القديم و الأمم المسيطرة على العالم تم التركيز على دور العرب من قبل احد القادة حيث كما قال إن هناك ثلاث قوى متحضرة احتلت العالم هم الفرس و الروم و العرب أما الفرس و الروم فقد كونوا حضارة ثم قوة ثم استعملوها لغزو العالم عكس العرب الذين كانوا " عصابات همجية "فنهضت بعد الإسلام واحتلت العالم ثم بعدها كونوا حضارة , ومميزات حضارتهم أنهم لم يفرضوا حضارتهم و يلغوا حضارة الآخرين بل أضافوها إلى غيرها من الحضارات فكانت الحضارة الإسلامية دليل على تحضّر أهلها..وأضاف هذا القائد انه أعجب بدين الإسلام بالرغم من انه نصراني فطبع المطبوعات التي تعرّف الناس بالإسلام و وزّعها على جيشه للاطلاع عليها و خصوصا الغير مسلمين .

 

أعطى المقاتلين في جيشه من المسلمين الحق بالصلاة في أي مكان وفي أي وقت مهما كانت الظروف فكانوا يصلون جماعة في ساحة العاصمة,  وهو ينتظر حتى يكملوا صلاتهم ليلقي بعدها خطاباته للجيش.

 

وكان يجتمع برجال الدين العرب ويسمع منهم عن الدين و سيرة الصحابة وكيف كانوا يتصرفون, وحث المشايخ أن يكونوا مع جيشه أسوة بالقساوسة فيدعون غير المسلمين و يحثوا المسلمين على قتال اليهود .



أراد هذا الزعيم أن يلقي خطاباً للعالم يوم زحفت جيوشه إلى موسكو , يملأ به المكان والزمان ، فأمر مستشاريه باختيار أقوى وأجمل وأفخم عبارة يبدأ بها خطابه الهائل للعالم .. سواء كانت من الكتب السماوية، أو من كلام الفلاسفة، أو من قصيد الشعراء، فدلهم أديب عراقي مقيم في ألمانيا على قوله تعالى "اقتربت الساعة وانشق القمر" (1) سورة القمر , فأعجب هذا القائد بهذه الآية وبدأ بها كلمته وتوّج بها خطابه, ولو تأملنا هذه الآية لوجدنا فخامة في إشراق .. وقوة في إقناع.. وأصالة في وضوح .



نعم انه الزعيم النازي أدولف هتلر قائد الجيش الألماني الذي طالما أشيع عنه انه يتنادي له ولقومه بأنهم فوق البشر , وما ذكرته ليس للدفاع عن هتلر وإنما لكشف تزوير الحقائق لمن عادى الصهيونية , فالانكليز فعلوا أكثر من ذلك وكذلك اليابانيين أيام الحكم الإمبراطوري فلماذا العالم ينقم على هتلر إلى اليوم ويسخر من النازية وكأنها موجودة إلى الآن بينما نسي جرائم اليابانيين بعد انتهاء حكم الإمبراطور وجرائم الانكليز ضد الاسكتلنديين و جرائم نظام جنوب إفريقيا فور انتهائها .

 

دعوة للتفكير ووقفة لأصحاب العقول التي لم يغلفها الغزو الفكري الدخيل الذي طالما احتال على عقولنا بشعارات ووسائل خبيثة للوصول إلى مبتغاه مُزَيّن الباطل إلى حق وطمس كل ما هو حق – نعم إنها الصهيونية التي تُوْهِمُنا بما نريد – أنا وأنت – وتفعل هي ما تريد.

 

هذا ويُذكر أن أدولف هتلر يذكُر في كتابه ( كفاحي ) والذي كتبه في أثناء احتجازه في السجن عام 1924الكثير من عبارات القرآن الكريم منها ( حتى يلج الجمل في سم الخياط) في وصفه لليهود وعدم إمكانية إصلاحهم وهدايتهم .ويقول الله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) الأعراف , ومن أصدق من الله قيلا.

 

ثروات بلادنا وأهمها الإنسان ولله الحمد كثيرة, ومقومات النجاح بأيدينا- وإسلامنا وعروبتنا تتوّجنا, ورأس الأمر كله توكلنا على الله. فعقل وفكر رجل , وعاطفة وفكر امرأة تصنع المعجزات وترقى بحضارتنا وتدفعها إلى القمة- فيتحقق بذلك المراد وتتغير الموازين ونصلح الحال بإصلاح الفكر وسلامة القلب لتتربع إرادة الخالق فوق كل اعتبار واضعين الشعار الذي سارت عليه كل الأمم التي ضحكت من غفلتنا والأفعال التي طالما اتخذتها الأمم الظالمة ضدنا تحت أقدامنا واقفين رافعين الرأس محلّقين بين الأمم والحضارات مردّدين دستور الأرض والسماء " أنت تريد – وأنا أريد – والله يفعل ما يريد".

 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد