الإنحلال الأخلاقي إلى أين؟؟
ألأخلاق هي : عنوان الشعوب وحثت عليها جميع الأديان السماوية ، وقد نادى بها المصلحون وهي أساس الحضارة وهي عبارة عن وسيلة للمعاملة بين الناس وتغنى بها الشعراء في قصائدهم ومن بينهم أمير الشعراء أحمد شوقي :
* وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا*
لهذا فإن للأخلاق دور كبير في في تغيير الواقع الحالي للأفضل إذا تم التقيد بها واكتساب الأخلاق الحميدة والإبتعاد عن العادات السيئة بهذا قال رسولنا الحبيب محمدا صلوت الله عليه وسلم : (إنما بعثت فيكم لأتمم مكارم الأخلاق ).
أي أنه (ص) حدد الغاية التي بعث من أجلها وهي إتمام مكارم الأخلاق في نفوس الناس والتحلي بالأخلاق الحميدة وأن تتعامل بقانون الخلق الحسن الذي لايعلوه قانون والإبتعاد عن الأخلاق السيئة والتي تؤدي بالمسلم إلى تحقيق الأهداف النبيلة منها :السعادة والرضا والضمير وترفعه درجات وتشيع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع .
لهذا فإن الأخلاق هي الآداب التي حث عليها الإسلام والتي ذكرت في القرآن والسنة النبوية الشريفة كما قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز )وإنك لعلى خلق عظيم )من سورة القلم.
والان أود أن أطرح سؤالا لطالما تبادر في ذهني ألاوهو:
أين أصبحت قيمنا الآن؟
وأين باتتت أخلاقنا العربية الإسلامية ؟
لهذا أود أن أطرح أخطر وأهم موضوع كما يجب أن نركز عليه كونه وباءا يتفشى في مجتمعاتنا العربية والإسلامية وعلينا أن نسلط الضوء على هذا الموضوع لأهميته ألا وهو: ( الإنحلال الأخلاقي وأسبابه ).
إن التطلع الذي يفوت الحد ورغبةالشباب في مجاراة العصر ومجاراة بعضهم البعض والكبت والحرمان والتقليد كل هذه العوامل تعود إلى الإنحلال الأخلاقي لأن الحاجة للمال حينها يصبح ضرورية ومهمه والسعي لإتيانها يتطلب السير عبر الطريق السهلة والتي غالبا يكون وراءها رفاق السوء.
من هنا تظهر جرائم القتل والإنتحار وتعاطي المخدرات وبيوت الدعارة وخطف الأطفال بغرض المتاجرة بالأعضاء، كما نسمع في كل يوم بخطف طفل لاندري ما مصيره ؟!
وهذه السلوكيات قادت إلى الحكم العام بالسلوك السالب على العامه من الناس لأنها طفحت بصورة واضحة على المجتمع فالملاحظ للشارع العام يجد أن المظهر العام لايشرف ولا يطمئن فكثير من الفتيات أصبحن يرتدين من الثياب العارية ولا أحد من أهلهن يسألهن وبالتالي يصعب على أحد آخر التعرض والتجرؤبسؤالها ، وهكذا يقولون بأن :(( صاحب الحاجة أرعن )).
فهذا العري الهدف منه هو لفت الأنظار وعرض المستور لمن يرغب وهذا أمر لا نستغربه وليس هو بجديد لأن لكل زمان ثقافته وفلسفته ولكن كانت هناك (ثقة ) أما اليوم فهناك (أزمة ثقة) . وهذا المجتمع الذي نعيشه هو صنيع الظروف المتعدده وهي ليست ظرف أو ظرفين بل عدة عوامل وظروف تظافرت وتشابكت وكانت وراء هذا الإنحطاط والإنفلات الأخلاقي ومن عوامل ودوافع هذا الإنفلات سلوكيات بعض أولياء الأمور خاصة في هذا الزمن الصعب الذي ينشغل الأب عن رقابة أسرته تماما لإنشغاله بأمور عديدة حيث كثر الزواج السري والعرفي وغيرها من الزيجات ا الحلال والحرام والمرفوضه إجتماعيا وأيضا من السلوكيات التي تؤدي إلى الإنفلات الأخلاقي هو ما نشاهده في زمننا هذا أن المرأة أصبحت تعمل في مجالات تسيء بكرامتها ولا تليق بعفتها وأخلاقها مقابل الحصول على المال كما تتعرض المرأه بشكل دائم لعديد من التحرشات الجسدية واللفظية فالتحرش بالفتيات ليس بالموضوع الجديد بل هو ظاهرة قديمة ولكنها أصبحت الآن تتفشى في المجتمع بشكل أكثر ونرى أنه يكثر في الاماكن العامة وخاصة في السوق والأماكن المزدحمة وفي مواصلات النقل العام حيث تتاح الفرصة للشباب ليقوموا بفعلتهم هذه وبلا أدنى إحتساب أو تحسب أو خجل .
هناك أيضا أنواع للتحرش عن طريق الهواتف النقالة خصوصا التي تحمل خدمة ال(blutooth ) هذه من أبشع ما توصل إليه هؤولاء الشباب من أساليب منحرفة ومنحلة وخارجة عن الآداب العامة فإنهم بها يستطيعون ان يتحصنوا داخل أجهزتهم ليرسلوا لأي فتاة قدتكون جالسة مع أهلها أو مع زوجها رسالة نصية منحطة أو صور مخلة بالآداب والأخلاق أو أخذ صورة عشوائية لفتاة ما في الشارع العام أو في أي مكان آخر ثم عمل إضافات لا أخلاقية لجعل صاحبة هذه الصورة في وضعيات مخلة بالآداب ونشرها على شبكة الإنترنت في مواقع محرمة أو تداولها عبر الهواتف النقالة عبر خدمة البلوتوث وهنا تكمن المشكلة فما ذنب هذه الفتاة وغيرها من الضحايا التي تنشر صورهن دون علمهن بأشكال وأوضاع غير أخلاقية لم يقمن بها وإنما ابتدعوها لكي يسيئوا لسمعتها واحداث الضرر بها أو إرغامها على علاقة غير شرعية بالتهديد بالصور ونشرها ؟ لهذا أصبحنا نشاهد الفساد بأم أعيننا وهانحن نشاهد أيضا من خلال القنوات الفضائية التي أصبحت تبث تللك المسلسلات الهابطة أخلاقيا والتي تنشر الفتن والفساد والرذيلة وخصوصا المسلسلات التركية الرخيصة التي تروج للعهر والإنحطاط الأخلاقي وتحارب الأخلاق الإسلامية التي تربينا عليها وتحطم قيمنا وكل ما بناه الإسلام وكل خلق حسن .
لهذا علينا أن نرى ولا نجهل ما تخبيء تلك المسلسلات التي تغزو القنوات الفضائية من أهدف مدمرة مثل تشجيع العلاقات المحرمة القائمة على الصداقات والزنا واختلاط الأنساب وقبول ذلك داخل الأسرة.
وإيضا ممارسة الإجهاض الذي تحرمه كل الشرائع السماوية والتي تكون حلا لمشكلة الزنا كذلك نشر ثقافة العري والأزياء الغربية الفاضحة والمحرمة شرعا وشرب الخمر والمسكرات وعرض بعض اللقطات الإباحية دون حياء وتشجيع النساء على التمرد على أزواجهن وجعل القوامة بين أيديهن والأخطر من ذلك أن تلك المسلسلات يقوم على دبلجتها كادر من الممثلين السوريين العرب وقبول كل ما يعرض في هذه المسلسلات الهدامة ، لهذا نحن الآن نعيش في غزو ثقافي فكري يغزو ويحطم أذهان وأفكار شبابنا ويتشربون أفكار المجتمعات الغربية ويتقلدون بهم تقليد أعمى وحين نجحت تلك الثقافات الغربية في إفقاد هويتنا الإسلامية وديننا وعاداتنا وتقاليدنا أصبحت تظهر بعض الظواهر المحرمة مثل الشذوذ والعلاقات الغير شرعية .
السؤآل هنا :
- ماذا سيجنيه الشباب والشابات من وراء هذه المسلسلات الساقطه ؟
- ماهو السبب أو الأسباب التي تؤدي بهم لمشاهدت مثل هذه المسلسلات ؟
أرى أن من الأسباب التي تؤدي بهم لمشاهدة مثل هذه المسلسلات الفاضحة هي : البطاله والفراغ بأنواعه خصوصا الفراغ العاطفي والشغف للزواج في مثل هذه الظروف القاسية التي يعيشها شبابنا من غلاء في المهور وإرتفاع نسبة العنوسة .
لهذا فإن الشباب هم قوة المجتمع وعماده فإذا صلح حال الشباب صلح المجتمع وبالعكس فإن بتغير الزمن أصبحت هناك معوقات تقف حائلا أمام مسيرة الشباب وتكبح طاقاتهم وهذه المعوقات ما هي إلا نتيجة سلسلة من التراكمات من عوامل إنحراف عند الشباب وهذه الإنحرافات لها عدة عوامل وأسباب منها أيضا ضعف الوازع الديني فهو هلاك للأمة الإسلامية فإذا كان الشاب ضعيف الوازع الديني حتما سيكون فريسة للأهواء والضياع والإخلاق السيئة والأمراض الخطيرة .
وهذا يدفع الشباب بالإستهانة بأعراض الآخرين ونشر الرذيلة والإقدام على فعل المحرمات ليشبع بها رغباته وشهواته التي تسيطر على قوة الضمير الديني والخلقي لديه فيضعف أمام المغريات فتسيطر نفسه اللوامه على نفسه الأمارة بالسوء فتخترق الأفعال الإنحرافية واللآأخلاقية جدار الضمير الضعيف أمام الشهوات ليجد وقتا كافيا للنوم حتى يقوم عقله الباطن المليء بالشهوات بإفراغه للخارج فيظهر السلوك اللآأخلاقي .
وهناك أيضا الميل الإجرامي : أشار العالم الإيطالي ( بنيودي توليو) من خلال نظريته ( الإستعداد الإجرامي ) التي تجيب عن السؤآل الأتي:
كيف ولماذا يستجيب بعض الأفراد للجريمة أو الإنحرافات دون غيرهم بالرغم من وجودهم في بيئة لها نفس الظروف؟؟
- أشار توليو إلى أن بعض الأفراد لديهم الإستعداد لإرتكاب جريمة أو الإنحراف دون غيرهم هذا الإستعداد ينمو مع مراحل نمو الشخصية الإنسانية وهذا يجعله ينعكس على سلوك الفرد أي العوامل العضويه الوظيفيه تتأثر بالعوامل النفسية وتؤثر فيها فإذا كان الفرد سويا من الناحية النفسية كانت لديه القدرة على السيطرة على الدوافع العدوانية .
وكما أشرنا سابقا فإن الفراغ سببا من أسباب الإنحراف الأخلاقي فإن للفراغ آثار سلبية إن لم تستغل إستغلالا صحيحا فأثبتت الدراسات أن الشباب المنحرفين هم أكثر ممارسة للنشاطات السلبيه من أقرانهم في وقت الفراغ وذلك يرجع إلى مكان قضاء وقت الفراغ والفئة التي يقضي وقت الفراغ معها والوسيلة الترفيهيه المتاحة فكل هذا يتيح جو مناسب للإنحراف .
كما نلاحظ أيضا في واقعنا غياب الرقابة الذاتية والإعتماد على الرقابة الخارجية فنرى أن البعض يخافون من القوانين التي تفرض عليهم لكن عند غياب القانون يقعون في الخطأ وهذا يدل على سلطة القانون وغياب الرقابة الذاتية أي أن أخلاقنا تقيدها القوانين وليست التربية الخلقية الدينية المنبثقة من الداخل فالخوف من القانون دون الفهم الصحيح لمعنى الضبط النفسي والداخلي حتما سيعرض صاحبه للوقوع في الخطأ .
فالأخلاق ليست فقط الصدق والأمانة وغير ذلك بل هي وليدة التربية والبناء السليم القائم على الوازع الديني والخوف من الله تعالى ومراقبة الذات .
كما أخطأ بعض من رجال الدين في تعريف الأخلاق فبعضهم يرى أن الأخلاق هي العفة والطهارة والحشمه بينما الأخلاق هي كل ما أمرنا الله تعالى ورسوله الكريم من معاملات حسنة وتصرفات وسلوكات تنعكس على النفس البشرية بالإيجابية والخوف من الله تعالى في كل شيء والإبتعاد عن مايغضب الله ورسوله فالعفة والطهارة وغيرها هي من السلوكيات والتصرفات التي أمرنا الله بها إضافة إلى الصدق والأمانه وحسن الظن وإحترام الآخرين وبر الوالدين وغيرها الكثير فيجب التركيز على كل ما تعنيه كلمة الأخلاق وليس على جانب واحد .
فقال الرسول الحبيب (ص): ( أدبني ربي فأحسن تأديبي) صدق الرسول الكريم .
بهذا الحديث الشريف يتضح أن التربية الخلقية هي مفهوم أساسي من مقومات الإسلام وتربيته،فالتربية الخلقية الإسلامية تتمثل في الضبط النفسي والإتزان الشخصي لهذا فإنه يحدد سلوك الإنسان وتصرفاته .
وخلاصة كلامي أن الوازع الديني ومخافة الله عز وجل له بالغ الأثر في الحد من نشر مثل هذه الفضائح لكن يجب التركيز على البعد التربوي أيضاوأثره في الحد من إنحرافات الشباب .
فيجب وضع عقوبات وجزاءات لكل من تسول له نفسه استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة استخداما سلبيا ، لهذا أصبحت هذه التكنولوجيا نقمة بدلا من أن تكون نعمة فكل هذه المشاكل التي نشاهدها في أيامنا هذه من قتل وخطف وإنتحار وعلاقات غير شرعية وغيرها كلها عباره عن إفرازات الضعف النفسي أمام المغريات ولايردعها سوى الوازع الديني والتربوي .
يجب الأخذ بعين الإعتبار أنه لايوجد إنسان أومخلوق على الأرض حرا حرية مطلقه وأن يفعل ما يحلو له دون قيود وضوابط تحكمه ما دام أن الإنسان يدعى عبدا لله يعني هذا أن الإنسان يمتلك صفة العبوديه لله تعالى أي أنه لايمتلك الحرية وأن هنالك ضوابط دينية وأخلاقية تضبطه للسير في الطريق السليم وهو ديننا الذي نعتز به ونفتخر به بين جميع الأديان السماوية لهذا علينا أن نكون حافظين على هذه الأمانة التي أنعم الله بها علينا لنفوز بالآخرة.
مصر تواصل دعمها الإنساني والسياسي لغزة
مستثمرون صينيون يتخارجون من السندات الأمريكية
الإمارات تؤكد رفضها لكل ما يتعرض له سكان غزة
حزب الله: لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح المقاومة
عراقجي: الاتفاق النووي ممكن إذا تحلت واشنطن بالواقعية
رسمياً الروابدة نقيباً للمرضين
تحذير من حملات حج وهمية عبر مواقع التواصل
الوحدات يتغلب على الحسين إربد ويشعل المنافسة على لقب الدوري
إحباط محاولة تسلل لشخص قادم من سوريا إلى الأراضي الأردنية
انخفاض الرقم القياسي العام لأسعار أسهم بورصة عمان
مهم من وزير الداخلية للمواطنين
لأول مرة .. رصد مذنب سوان حديث الاكتشاف من سماء الأردن
انتهاء الشوط الأول بين الوحدات والحسين بالتعادل 1-1 .. تحديث
الكترونيا فقط .. الأحوال المدنية تُلغي الحضور الشخصي
قانون الأبنية والأراضي .. تعرّف على نسب الضريبة .. وأبو حسان:لن يثقل كاهل المواطن
الحكومة تحسم الجدل حول قانون ضريبة الأبنية والأراضي
رفع العلم الأردني في جميع المحافظات الأربعاء
الحبس أو غرامة تصل إلى 200 ألف دينار لمرتكب هذه المخالفة
إعفاء موظفين بالأردن من مستحقات الجمع بين راتبين .. وثيقة
إحالات إلى التقاعد وإنهاء خدمات موظفين حكوميين .. أسماء
منتخبات ترفض اللعب ودياً أمام النشامى .. ما السبب
أسعار الذهب تتجه لـ 70 دينارا في الأردن
للأردنيين .. قرار من هيئة الاتصالات بخصوص الأجهزة المحمولة
الأردن .. حجب الخدمة عن هدايا الهواتف الذكية