"الفردية" غالبة

mainThumb

22-08-2010 08:00 AM


كل النداءات التي توجه إلى المواطن لأن يتخذ موقفا ضد أمر من أمور الاستهلاك في صالحه، كأن يقاطع الخيار لأنه أصبح طريقا للاستغلال من قبل انتهازيين، أو لا يشتري السلعة الفلانية لأنها غير ضرورية وشراؤها سيسبب ارتفاع ثمنها ويجعل المحتكر أو الانتهازي يتمادى في سلوكه هذا، لا يستمع المواطن إلى أي نصيحة بل على العكس يقبل على هذه السلعة وهو يشكو من ارتفاع ثمنها! ويشكو فقره وعوزه في حين أن السلعة لا تشكل له أي ضرورة، كالفجل مثلا مع أن المواطن لو استغنى عن مثل هذه السلع يوما واحدا ستتكدس عند انتهازيي التجار وينقلب الأمر رأسا على عقب وينزل ثمن السلعة أضعاف ما ارتفعت.



السبب في هذا هو الإغراق في الفردية عند الكثير من المواطنين، وعدم الشعور مع الآخر في كل شيء فإذا ارتفع ثمن سلعة يذهب إليها الكثير وهم غير محتاجين إليها، فقط من أجل أن يقال إنه استطاع أن يشتريها رغم ارتفاع ثمنها، أو رآها فاشتهاها واستغل المستغل شهوته، وإذا أقبل رمضان أو توقع ثلوجا أو أمطارا أو حرارة زائدة طاروا إلى الأسواق يحاولون إفراغها في بيوتهم، دون التفكير بأن هناك آخرين يحتاجون أكثر منهم وأن سلوكهم هذا يحرم الكثيرين من الحصول على حاجاتهم البسيطة بزيادة طلبهم عليها، فإن استطعت أنت شراء السلعة لأنك تملك ثمنها المرتفع فإنك بهذا تثبّت ثمنها المرتفع وتحرم الذي لا يملك ثمنها من القدرة على شرائها، وأغريت البائع لأن يستغل المشتري مهما كان دخله، والسلوك الصحيح هو أن تفكر في المجتمع أجمع وتسأل نفسك هل يستطيع الجميع شراءها؟ وإن كان ثمنها مبالغ به لا تشتريها حتى لو كنت بأمس الحاجة إليها! من أجل أن لا تستعدي المحتكر على إخوانك، وبهذا تكون قد شعرت مع كل شخص في المجتمع، وإن حدثتك نفسك بأن تشتري نصف حاجات السوق وتكدسها عندك خوفا من أن تجوع! ففكر بأناس لا يستطيعون شراء غير حاجة يومهم فلا تكن أنانيا وفكر بغيرك .



إذا وصل المجتمع إلى هذه الدرجة من المسؤولية، وأصبحوا جسما واحد لا يستطيع أحد استغلال المواسم للإثراء كرمضان، والتوجيهي للبعض، والأعياد لشركات الاتصالات، وغيرها من المواسم التي أصبحت الشركات والتجار يتصيدون الناس ويثروا من فرديتهم، والأدهى أنك لو نصحت أحدهم بأن يلتزم بأمر في مصلحته، قال: " ما كل الناس تعمل هيك!!" وبالفردية كل المشاريع الوطنية وحتى القومية ستفشل وستبقى طاقاتنا معطلة وقوتنا مبعثرة.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد