أريد فقط أن أعيش مثل التلفاز في بيتنا أيام شهر رمضان

mainThumb

19-07-2010 07:31 AM

طلبت معلمة من طلابها أن يتمنى كل منهم أمنيه ويسألون الله سبحانه و تعالى أن يحققها لهم ، وحينما عادت الى البيت و اطلعت على ما كتبه وتمناه طلابها، قرأت رأي أحد طلابهاو انفعلت بشده وانهمر دمعها من شدة البكاء ، وفي هذه الأثناء دخل زوجها وسألها عن سبب بكائها ،فقات اقرا أمنية هذا الطالب ،فقرأ مايلي: ((يا الهي أسألك شيئا خاص جدا ، اتمنى أن تجعل مني تلفزيون! لأنني أريد أن آخذ مكانا وأعيش مثل التلفاز في بيتنا ! لي مكان خاص، وعائلتي تجتمع من حولي، وتستمع لي بجديه عندما أتحدث ، وأريد أن أكون محور اهتمامهمم والجميع يستمع الي دون مقاطعه ومناقشه!، أريد أن أتلقى نفس العنايه التي يتلقاها التلفاز حت حينما لا يعمل!.



 أريد لأمي أن لا تتجاهلني حينما تكون حزينه ومحبطه ، وكذلك حينما يعود أبي منهكا من العمل وأريد من أخوتي أن يتقاتلوا حتى يكونوا معي.....أريد بأن أشعر بأن عائلتي تركت كل شيء جانبا بين الحينة والأخرى فقط لقضاء بعض الوقت معي !. وأخيرا وليس آخرا ، أضمن بأن أستطيع جعلهم سعداء..... ربي أنا لا أطلب منك الكثير .....أريد فقط أن أعيش مثل التلفاز))!. في هذه الأثناء قال الزوج: الهي ، هذا طفل مسكين،ووالديه سيئين!



 نظرت الزوجه لزوجها وقالت له :هذه الكتابه تعود لابننا!!!. مانراه ونسمعه اليوم لا يبشر بخير على الاطلاق من خلال ما ستقدمه وتعرضه القنوات الفضائيه في شهر رمضان المبارك لتسلسة الصائم(حسب ادعاء القائمين عليها) وذلك بأحياء ليالي رمضان ونهاره على الطريقه المبتدعه بما فيها من فسق وفجور لتبقيه بعيدا عن استغلال كل لحضه بالطاعه والعباده تاركا لكم الحكم على الكم الهائل من المسلسلات والبرامج بأنواعها على الفضائيات اما بمتابعة ما هو مفيد منها أو مقاطعتها. الفضائيات التلفزيونية أيها الأخوه تكاثرت كالنار في الهشيم والفطر (المشروم) المسموم, وأثقلت علينا الهموم ولم تترك لا سائلا أو محروم الا ودخلت بيته بأرخص الاسعار وأزهدها, لا حب فينا وانما لوأدنا أحياء لتمسمرنا وتجمدنا أمام مايسمى بالبرامج الخفيفه والمسلية، والمسلسلات والمسابقات وذلك لمتابعتها ليلا ونهار،في الوقت الذي نرى فيه بقية المسلمين من غير العرب تنصرف في هذا الشهر في بلدانهم إلى ما انصرفت إليه في شهور قبله ، وهو الإنتاج الذي ينفع البلاد والعباد في الأرض .



 لا يسعني القول هنا الا أن أتقدم باعتذاري للشهر الفضيل وأقول عذرا يا شهر رمضان ينتظرك(عري ورقص وخلاعة ورساله خادعه بالمشهد الاعلامي على الفضائيات العربيه والأجنبيه) الا البعض منها!. في بلادنا العربيه أصبح ما يعرض على القنوات الفضائيه من برامج في شهر رمضان المبارك بمثابه عاده رمضانيه تتكرر سنويا فعليه ينتظره الكثيرمن المشاهدين, ويأتي دور الكثير من المؤسسات الإعلامية في الوطن العربي، وبخاصة القنوات التلفزيونية باعتبار الشهر المبارك موسم للتنافس في جذب الجماهير وإشباع حاجاتهم، وكأنه موسم جني الأرباح كالمضاربين في الاسواق الماليه, المتمثِّل في استغلاله الاستغلال الأمثل في تقديم كلِّ ما سبق إعداده والتخطيط له لجذب أكبر شريحة من الجماهير، وإذا أقبل الجمهور على الوسيلة الإعلامية، أقبل معه المُعلن، طوعاً أو كرهاً، للتعريف بسلعته، أو الترويج لها، أو في أقلِّ الأحوال تسجيل الحضور الاجتماعي في ذاكرة المشاهد.



 في شهر رمضان المبارك شهر العبادة، نجد الكثير من وسائل الإعلام العربية والقنوات الفضائية بذلت الجهد الكبيرفي المساهمه و التضليل والصدِّ عن ذكر الله من خلال اعدادها لمسلسلات يُخدَش فيها الإيمان والحياء, و برامج منتظمة يتلبَّس فيها الخير بالباطل ويُلمز فيها أهل التقى والصلاح، ، ويتقمَّص فيها أهل الفجور شخصيات من التاريخ الإسلامي، ورموز أئمة العلم في الأمَّة و توظيف باطل للقضايا التي تعاني منها المجتمعات الإسلامية بدعوى الإسهام في معالجتها ـ كقضايا تحرير المرأه و الفساد والطلاق والرشوه و الإرهاب وغيرها من القضايا. أخي القاريء في بلادنا العربيه يتجمهر و يتمسمر بعض الصائمين ليلا ونهارا أمام التلفزيون العربي، الذي يحظى بمشاهدة غير مسبوقة في شهر رمضان الغضيل، عكس كل المجتمعات الإسلامية غير العربية،وخصوصا أن بعض المسلسلات تنفس عن المواطن العربي ما يعرفه على أرض الواقع على سبيل اليقين لا الصورة، وعندما يقبض على الراشي، والسارق والفا سد في آخر ليالي شهر رمضان، يتنفس المشاهد العربي الصعداء، ويخرج إلى أيام عيد الفطر فرحا ظناً منه أن قضايا الفساد التي يعرفها حلت على الشاشة وفي الواقع أيضاً،



 وهنا نرى أن شاشات تلفزيوننا العربي تعمل كنوع من الطعم اللذيذ الذي يتعاطاه الكسالى من الشعب ويساهم التلفزيون العربي اليوم، إلا فيما ندر، بتغييب الوعي عند المواطن العربي، وهو عمل ينشط أكثر ما ينشط في شهر رمضان المبارك,و للفساد ألوان براقه، ومن وراء كل قصه تجمل على الشاشة الصغيره من خلفها جهل بالرسالة التنموية المطلوبة, وإذا صح القول فإن الرسالة التلفزيونية العربية في معظمها هي تغييب المشاهد العربي عن وعيه بألوان زاهية باهرة. أرجو من الله عز وجل أن يهدي من ساهموا في ترويج الفساد، في شهر البر والإحسان الى طريق الخير والصلاح وأن يردَّهم إليه ردّاً جميلا وأن يجعل الشهر الفضيل شهر خير وبركه على الأمه الأردنيه والاسلاميه وأن يبارك في عمر قائد المسيره في اردننا الحبيب جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد