النائب الذي لا نريد2 ( الزوج المثالي)

mainThumb

13-06-2010 06:00 AM



بما أن كثيرا من الذين يُقدمون على الترشح لمجلس النواب مازالوا ينظرون إليه على أنه وجاهة وتعالٍ على الآخرين وتفاخر بين الناس، ومكاسب مالية واجتماعية، دون معرفة دوره في الحفاظ على البلد أو حتى دور النائب في مجلس النواب، و أن منتهى قصد المرشح هو الدخول إلى المجلس للوجاهات والتفاخر بين العائلات، لذلك يتباين النازلون إلى هذه المعركة من حيث العمر والدراسة والفكر من الأدنى إلى الوسط وليس الأعلى، فتجد منهم العجب العجاب في الثقافة والاهتمامات.



فعلى سبيل المثال هناك من المرشحين من يظن أن فكرته عن نفسه هي عند الجميع( أي أنه وحيد حصره وفلتة زمانه، وهذه الصورة معكوسة عند الناس)، ويرفض فكرة أنه يجهل كثيرا مما يحيط به من حراكات اجتماعية، وذلك أنه قضى عمره في وظيفة يكدح لأهل بيته مخلصا لزوجته ولأولاده ولم يعلم في يوم أن هكذا أعمال تحتاج إلى استعدادات خاصة، وخبرة طويلة في التعامل مع فئات المجتمع ومؤسساته كافة، فلم ينخرط صاحبنا في عمل جماعي أو اجتماعي طوال حياته ولم يخبر العمل السياسي بل قد يعده من المحرمات الحكومية أو هو كذب وهراء لا يليق به كإنسان يعيش بنفسه ولنفسه ولا يتدخل بهذه الشؤون حتى لا يؤذي نفسه وعائلته، كما بُرمج في وظيفته.



ثم وبدون سابق إنذار عندما يبدأ التحرك للترشح تدفعه فكرته عن نفسه وشوقه إلى الوجاهة لخوض غمار الانتخابات في حارته أو قريته ولا يحسب ما يدور حوله، وكأن الصراع بينه وبين منافسيه من أقاربه، أو يعتمد على ماله الذي يظن أنه هو الموجّه الوحيد له في خضم موج الناس الذي يتهافت على المال.



ما أريد أن أقوله هو أن الدوافع التي تدفع المرشحين إلى خوض الانتخابات ليس لها أي علاقة بشكل عمل مجلس النواب والمستقبل السياسي للبلد، حتى أن كثيرا من المرشحين لا يعرف أبجديات السياسة، ولا في ذهنه أساسا برنامجا سياسيا أو تصورا لما سيكون عليه البلد إذا ما حالفه الحظ ونجح في الانتخابات، بل هذا هو آخر اهتماماته، ولا يقلقه سن القوانين أو تمريرها من بين يديه لأنه لا يرى أن ذلك من اختصاصاته على افتراض حسن النية، يعني من لم يعرف غير وظيفته وبيته وخدمة نفسه لا يمكن أن يصلح أن يكون خادما لهم ومدافعا عن حقوقهم، ومن لا يعرف أساسيات مجلس النواب لا يجوز أن يطلب من الناس أن يوصلوه إليه..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد