وأشرقت النجوم في مؤتمرها
حضرت عدة مؤتمرات للكبار، فقتلتني بروتينها وحشوها بمصطلحات عصية على الفهم، لا وظيفة لها إلا أن نأخذ علماً أن قائلها على قدر عالٍ من العلم والإطلاع والمعرفة، مؤتمرات جمهورها معدود، ومردودها محدود، لا نكهة لها ولا طعم، خالية من أية فائدة حقيقية اللهم إلا ما يرافقها من وجبات مفيدة لبعض الأمعاء، وحقائب تعين بعض مبعثري الأوراق.
يعجز بعض الكبار أن يقف أما جمهور ليلقي كلمة قصيرة، وتصطك ركبتاه، ويتعثر لسانه، ولكن كان معظم الطلبة المشاركين في المؤتمر كباراً بحضورهم الواثق الرائع القوي، وقدرتهم الفذة في إدارة الحوار وتلقي أسئلة الجمهور والإجابة عليها دون تردد أو تلعثم، وكنت كمتابع أشفق عليهم من بعض الأسئلة التي لا تراعي حدود قدراتهم ومسؤولياتهم، ولكنهم أبهروني بحسن أجوبتهم وقدرتهم على التخلص من الأسئلة الصعبة بأجوبة نالت إعجاب الحضور الكبير، ومن ذلك عندما سأل أحد الطلبة الحضور طالبة كيف نرد فضل سيدنا أبي الحسين ومكارمه فأجابت: بأن نكون طلاباً مجتهدين.
أكد لي حضوري المؤتمر أننا نحن الكبار لا نحكم على الأشياء بمصداقية وموضوعية، وهذا ما استشعرته من الموضوعات التي طرحت في المؤتمر، فقد لا تكون جاذبة لنا نحن الكبار، ولكنها لاقت استحسان ومتابعة وتصفيق الطلبة دليلاً على أنها تلامس فيهم حاجة، وتلبي لهم رغبة، وتعالج لهم قضية.
المؤتمر في المجمل جهد جماعي تعاوني متكامل رائع جداً، قدمت فيه أعمال وأوراق عمل على قدر من الأهمية والتنوع، كما عرضت مجموعة من القصائد الوطنية الجميلة ومسرحية قصيرة لاقت استحسان الجمهور.
الطالب تركي الزيادي طالب مبدع متألق في كتابة الشعر النبطي وإلقاؤه بأسلوب جميل، وقد وجد تجاوباً كبيراً من الجمهور، وله مستقبل باهر إن تابع المسيرة واعتنى بنفسه.
عرضت الطالبة مرام الحسن فيلماً من إعدادها وإخراجها عن تفجيرات عمان، وقد نال إعجاب وثناء الجميع، تقول مرام عن مشاركتها: أتاحت لي الفرصة للتعبير عن ما يجول في خاطري بخصوص قضية لطالما استفزتني، كما أنه زاد من ثقتي بنفسي وأشعرني بالسعادة وذلك لأن عملي قد عرض أمام الجميع وتم تقديره بشكل كامل.
تميز الطالب أمجد الفاعوري بأسلوبه الشيق في عرض موضوعه عن المستقبل والاهتمام بالعلم، وقد حظي بتصفيق حار من الجمهور. يقول أمجد: أعتبر أن مشاركتي في المؤتمر تعطيني دفعاً للأمام، وأحمد الله أن رأيت شباباً وشابات مبدعين في شتى المجالات، وهذا يفتح باب أمل في رؤية أبناء هذا الوطن وفكرهم المستنير المتميز الذي يهدف إلى عزة دينهم ووطنهم.
الطالبة وسام العزام رأست إحدى جلسات المؤتمر، وعرضت فيلماً من إعدادها وإخراجها عن الزرقاء: آثارها وبعض معالمها الحضارية الحديثة، وقد لاقى الفيلم الاستحسان لعرضه بعض المعالم التي لا يعرفها أغلب الجمهور، وعن عملها المعروض تقول وسام: شعور رائع بأن أكون جزءاً من هذا المؤتمر، وتضيف أن لديها العديد من المشاريع المستقبلية، ولكن كلها مؤجلة حتى إكمال المرحلة الثانوية. سألتها: هل ثمة مشكلة أن يجهل الإنسان المكان الذي يعيش فيه؟ أجابت: ليس بالضرورة وذلك يعود لشخصية الإنسان وقدرة اعتماده على نفسه، ويعود أيضاً للمكان، أما بالنسبة لي فالمغامرة جزء من حياتي ولا حياة من دون تجارب.
وقد برزت الطالبة روان العموش كموهبة تمثيلية كوميدية متميزة، أتقنت دورها في مسرحية الزرقاء زهرتنا التي ألقت الضوء على مكارم الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للطلبة.
الطالب محمود شرعان ترأس إحدى جلسات المؤتمر، وله نشاط ملموس في برلمانات الطلبة، والنشاطات المدرسية، يقيم مشاركته بقوله: الحمد لله تحقق هدفي من المؤتمر بتوفيق الله سبحانه ورضى الوالدين، وأعتبر المؤتمر فرصة لصقل موهبتي في الخطابة والكتابة.
ألقت الطالبة نور حلمي كلمة الطلبة الختامية في المؤتمر، وعبرت عن شكرها العميق لمن أعطاها الفرصة وزملائها ومنحهم الثقة للمشاركة وتقديم أعمالهم والتعبير عن أفكارهم ورؤاهم.
ورغم تأخر انعقاد المؤتمر، بسبب بعض العقبات والعراقيل، فإن منسق خطة النهوض الوطني ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر المشرف التربوي حابس المشاقبة عبر عن سعادته وسروره بالمنجز، وأعرب عن فخره واعتزازه بالفريق الذي عمل معه طلاباً ومعلمين، وقال أنه اكتشف فيهم أناساً مبدعين على قدر عال من التضحية والانتماء يطيب لي ويشرفني العمل معهم.
ويبقى أمل في المؤتمرات القادمة أن يُعطى الطلبة كامل الثقة في تولي أمر المؤتمر من ألفه إلى يائه دون تدخل من أحد، لأن من شأن ذلك أن يخلق قيادات على قدر عالٍ من الإعداد والتنظيم وتحمل المسؤولية.
وأخيراً ... يعتبر المؤتمر فرصة رائعة كشفت عن جوانب مشرقة من فكر وإبداعات الطلبة، وأتاحت لهم المجال ليعبروا عن مشاعرهم واهتماماتهم وآراءهم، وعززت الثقة بأنفسهم، ومنحتهم الفرصة لمخاطبة الجمهور والتفاعل معه دون حواجز. ولن أجاوز الحقيقة إن اعتبرت أن المؤتمر عبارة عن مفصل هام في حياة كل مشارك ومشاركة، وأن كل مشارك سيكون شخصية أخرى بعد المؤتمر، شخصية متفائلة، منتمية، تتحمل المسؤولية، وتشعر بالعبء الملقى على عاتقها، وأن دورها الحقيقي بدأ من هذا المؤتمر. وعلى عاتق القيادات التربوية تقع مسؤولية تعميم ونشر فكرة المؤتمرات الطلابية التي تسهم في بناء الشخصية المتكاملة، الشخصية الواعية، الشخصية المدركة لمهمتها ودورها في الحياة.
mosa2x@yahoo.com
منح علاوة على سلم الرواتب الأساسية لهؤلاء الموظفين .. قرار حكومي
إنهاء تنفيذ سلسلة ورش في اليرموك
شقيق الشرع بضيافة رسمية في عهد الأسد وبيان رسمي يحسم الجدل
الجامعة الأردنيّة تبحث التعاون المشترك مع جامعة هارفرد
غزة تحت النار والوسطاء محبطون من مسار محادثات الهدنة
التعامل مع 1507 حوادث خلال الساعات الــ 24 الماضية
غضب ومظاهرات في إسرائيل ونتنياهو يحتفل بحناء ابنه
نتائج أردنية مميزة في بطولة آسيا للواعدين للملاكمة
وضع مائي صعب ينتظر الأردنيين خلال الصيف
الفاتيكان: البابا يدعو لوقف إطلاق النار في غزة
جيش الاحتلال: نسيطر على نقاط داخل سوريا:فيديو
الصين: تراجع تصدير 3 معادن حرجة بسبب الضوابط
الحبس أو غرامة تصل إلى 200 ألف دينار لمرتكب هذه المخالفة
الحكومة تحسم الجدل حول قانون ضريبة الأبنية والأراضي
منتخبات ترفض اللعب ودياً أمام النشامى .. ما السبب
إحالات إلى التقاعد وإنهاء خدمات موظفين حكوميين .. أسماء
الأردن .. حجب الخدمة عن هدايا الهواتف الذكية
5 مهندسين يتنافسون على منصب النقيب .. أسماء
للأردنيين .. قرار من هيئة الاتصالات بخصوص الأجهزة المحمولة
مشاجرة محدودة في اليرموك .. والجامعة تفتح تحقيقًا موسعًا
مزاح واستخدام مادة محظورة أمنياً .. مستجدات حادثة اختناق طلاب جامعيين
بلدية أردنية تواجه ديوناً بـ72 مليون دينار
ترقيات في وزارة التربية والتعليم .. أسماء