نعم للإرادة .. وتباًّ للمستحيل

mainThumb

25-05-2010 07:48 PM

   نعم للإرادة .. وتباًّ للمستحيل


من الغريب أن نجد بعض الناس من يخطط ويُنَفّذ ويحاول الإقناع والاقتناع بأمور يستحي أن يفعلها الجاهل الذي لا يملك السمع أو البصر والعقل, فما بالك بالإنسان المثقف الذي كرّمه الله بالعلم والفكر وتَوَّجَهُ بالعقل.



فكم من بشر لا يملكون الدافع لمحاولة الإصلاح أو التغيير وهذه لا تعتبر نقص بذات الإنسان ربما كان نوعا من التكاسل فكل إنسان له مقدرته وكفاءته , ولكن الذي يُعَدّ نقصا وعيبا هو من يُوْحي لنفسه قبل الآخرين بعدم الجدوى من محاولة الإصلاح والتغيير والوقوف ليس موقف السلبي فقط في أمر من الممكن تحقيقه وعمل التغيير من منطلقه ولكن الوقوف موقف العداء لأي محاولة كانت والعمل على إحباط الهمم وإرجاع الفكر من موقف " مكانك سر" إلى موقع " يا ليتني كنت ترابا".



منذ بدء إعلان ترشيح نفسي للانتخابات النيابية منذ فترة وجيزة والهدف الأكبر بالنسبة لي هو النهوض ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه لفكر وواقع نعيشه أصبح محصورا بين مطرقة تذمُّر الأفراد من حقيقة ما يمر بنا ابتداء من اشراقة كل صباح إلى غروب شمس النواح , وسندان قوانين من المفترض أنها تخدم الفرد وتؤمّن له العيش الكريم وتخدم الوطن برفعته وتطوره ,ولكن العكس ما هو حاصل بوجود فجوة كبيرة لا تُمَكِّن من الوصول إلى نقطة التقاء تُرضي الجميع , ومنذ تلك الفترة ولم أجد سوى القلة الذين يؤمنون بالإصلاح ومحاولة التغيير ليس بمجرد شعارات كاذبة فقط ولكن بأفعال, والبقية ومعظمهم من المثقفين الذين يقفون موقف المتفرج السلبي الذي لا يكتفي بالتفرج ولكن الحضّ على رفض النهج ووأد الفكرة من أساسها , فمن منظورهم أن لا تغيير سيحصل بين ظهرانينا مهما حاولنا, مما تبيّن لي أن برغم الثقافة والعلم الذي يملكون إلا أن لا إرادة أو عزيمة لديهم وهم يحاولون اتخاذ أسلوب الحرب الباردة "النفسية " ومحاولة الاقتناع بها ونشرها وإحباط الهمة , وهذه الفئة من الناس من اخطر الفئات التي تعْلم الحق وتكتمه فلا يحق لها أن تتحلى بصفة المواطنة الحرة , لان من صفات المواطن الشريف أن يُنْصِف مجتمعه قبل إنصافه لنفسه ومن حق وطنه عليه الاختيار الصحيح بوضع الرجل المناسب بالمكان المناسب بعيد عن أي محسوبية أو منفعة شخصية, قال تعالى " يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون"(30) سورة يس.




ولكن.. لكل إنسان شريف لا شعارات ولا كلمات منمّقة سوى كلمة حق – والله الغني عن أصوات من يدّعون الإنسانية والثقافة ويُرَوِّجون لكل أسلوب هادم أُريدَ به إذلال الهِمَم قبل الأمم – الله—الله// بمحاولة الإصلاح والعون كل حسب قدرته ومقدرته والعودة للفطرة الجميلة وإعادة الحقوق إلى أصحابها , قال تعالى " قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا" (95)سورة الكهف.



إن الله عز وجل تفضّل على كل بني الإنسان بقدرات وطاقات متكافئة وكامنة في نفوسهم..والفرص كذلك متماثلة، الناجحون والفاشلون على حد سواء..ولكن هناك من اكتشف تلك الطاقات والقدرات وسخّرها في عمارة الأرض وتجسيد الطموحات وتحقيق الآمال..فسَعِد في حياته وحقق ذاته..



وهناك صنف أخر لم يفتش في خبايا نفسه عن مواهب الرحمن له..فعطل تلك القدرات والطاقات..فشقي في حياته وهمَّش ذاته..وهناك صنف ثالث عرف مواهبه الربانية من قدرات وطاقات فمنها ما عطّلها حتى ضَمُرت ومنها ما سخّرها فيما لا نفع له فيه, لا في دنياه ولا في أُُخراه..ففاتته المغانم الدنيوية والأجور الأخروية..فكان بحق زائد على الحياة.،لأنه لم يزيد شيءً عليها.."وإذا لم تزيد شيء على الحياة، فأنت زائدٌ عليها.




هناك حقيقة قرأتها عن حيوان الفيل تقول تلك الحقيقة " أن هذه المخلوقات الضخمة قد تم تقييدها في حديقة الحيوان بواسطة حبل صغير يُلَفْ حول قدم الفيل الأمامية، فليس هناك سلاسل ضخمة ولا أقفاص.. كان من الملاحظ جداً أن الفيل يستطيع وببساطة أن يتحرّر من قيده في أي وقت يشاء لكنه لسبب ما لا يقدم على ذلك !
سُئِلَ مدرب الفيل : لم تقف هذه الحيوانات الضخمة مكانها ولا تقوم بأي محاولة للهرب؟
أجاب المدرب : حينما كانت هذه الحيوانات الضخمة حديثة الولادة وكانت أصغر بكثير مما هي عليه الآن، كنا نستخدم لها نفس حجم القيد الحالي لنربطها به . وكانت هذه القيود - في ذلك العمر- كافية لتقييدها..وتكبر هذه الحيوانات معتقدة أنها لا تزال غير قادرة على فك القيود والتحرر منها بل تظل على اعتقاد أن الحبل لا يزال يقيدها ولذلك هي لا تحاول أبداً أن تتحرر منه ، هذه الحيوانات - التي تملك القوة لرفع أوزان هائلة- تستطيع وببساطة أن تتحرر من قيودها، لكنها اعتقدت أنها لم تستطع فعَلِقَتْ مكانها .




هذا مثال على الحيوان- أجلّكم الله- فما بالكم بالإنسان المكرّم من الله بصفات فخر وإرادة قوية وعقل لبيب , الكثير منا أيضاً يمضون في الحياة مُعلقين بقناعة مفادها أننا لا نستطيع أن ننجز أو نغير شيئاً وذلك ببساطة لأننا نعتقد أننا عاجزون عن ذلك أو أننا حاولنا ذات يوم ولم نفلح , ونجد كثير من الناس قد يُحجم عن عمل ما من أجل أنه يعتقد عن نفسه أنه ضعيف وغير قادر وغير واثق من نفسه…وهو في الحقيقة قد يكون عكس ذلك تماماً…



.لم لا نحاول أن نصنع شيئاً..ونغير من حياتنا بشكل إيجابي وبطريقة إيجابية , في حياتنا توجد كثير من القناعات السلبية التي نجعلها (شماعة للفشل) ..فكثيراً ما نسمع كلمة : مستحيل , صعب , لا أستطيع ...
وهذه ليست إلا قناعات سالبة ليس لها من الحقيقة شيء ..والإنسان (الجاد) , (المتوكل على الله ) يستطيع التخلص منها بسهولة...والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. فلماذا لانكسر تلك القناعات السالبة بإرادة من حديد نشق من خلالها طريقنا نحو القمة , ولا ندع الأفكار السلبية والاعتقادات الخاطئة عن أنفسنا أن تتحكم في حياتنا…إن الذي يعتقدون أنهم يستطيعون زحزحة الجبال ؛ فإنهم قادرون على ذلك ، أما الذين لا يؤمنون بذلك ؛ فإنهم لا يستطيعون .



وبعون الله وبعقل حكيم وقلب مؤمن وروح شاعر ولسان أديب وقوة مقاتل وتصميم مناضل وخيال حالم وضمير إنسان وفكر مثقف واعي سأزحزح الجبال الراسيات- رضي من رضي وأبى من أبى- ونعم للإرادة .. وتباّ للمستحيل - ولله الأمر من قبل ومن بعد.

Enass_natour@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد