القرار لك في الاختيار .. إما ناخبا أو مرشحا !

mainThumb

17-05-2010 08:00 AM

   القرار لك في الاختيار .. إما ناخبا أو مرشحا !

أتفضل كونك أن تكون ناخبا أم مرشحا للمجلس النيابي؟

يعد الخيارين مهمان فمسؤولية الناخب مهمة جدا إذ هي من تحْمِل المرشّح وتضعه بكرسي المسؤولية التي من خلالها إما أن يكون مثمرا وإما أن يكون هادما , فالضمير والفكر السليم والقدرة على التمييز بين الناس الأكفاء هي العوامل الرئيسة التي منها يتشكل الناخب المواطن الذي يفخر به دينه قبل أن يفخر به وطنه, ومسؤولية المرشح أعظم إذ هي الأمانة التي تطوق عنقه ما حيي وتكون عليه إما نارا أو بردا, قال تعالى " إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا" (72)سورة الأحزاب, فالكفاءة والقدرة على إيجاد الأفكار والحلول هي من مقومات المرشح الذي يجب أن يتواجد في كرسي ليس لهدف شخصي ولكن للنهوض بالوطن وإعلاء كلمة السواء والحق على جميع المستويات , ليفخر به دينه قبل ضميره ووطنه وناخبه.




مهمتان صعبتان وخطيرتان فمن يجد بنفسه الكفاءة والقدرة على خوض تجربة الانتخابات النيابية سواء ناخبا أم مرشحا فلا يدع أي جهد إلا ويعمله للوصول إلى نقطة التقاء فعالة بين المواطن والمسؤول.



الانتخابات النيابية من المفترض أنها تعكس التجربة الديمقراطية للمشاركة في رسم السياسات والعمل على تحسين الظروف والمناخ المناسب للعيش الكريم داخل الوطن بشكل خاص , والعمل على المشاركة الأوسع في وضع الأفكار ومناقشتها للوصول إلى حلول وتوافق على الساحة الإقليمية والعالمية بشكل عام ,والهدف الأسمى إخراج أنفسنا والمنطقة العربية الإسلامية من مربع العالم الثالث المتخلف بإحداث التغيير الايجابي المطلوب للنهوض بتلك الأمة بطرح المشكلات وإبداء الآراء وإيجاد الحلول المشتركة التي تفيد جميع الأطراف.




فما مفهوم العملية الانتخابية بالنسبة للمواطن؟ وهل تفضل كونك ناخبا أم مرشحا؟

معظمنا يفكر انه لا يوجد أهمية للتصويت وإبداء الرأي لأي جهة كانت مادامت أوضاع البلاد والعباد كما هي ربما تكون من سيء إلى أسوا, وهذا التفكير يعد سلبي بالدرجة الأولى إذ أن كل إنسان موجود على أي بقعة من واجبه وحقه إبداء رأيه والمشاركة إذا كان يعتبر نفسه مواطنا له حقوق وليس فقط في حال ظهور مشكلة ما أو صدور قرار حكومي يجده المواطن غير منصفا له أو لا يتماشى مع رغباته أو إمكانياته يقوم بالتذمر وإعلان الغضب والتأفف فإذا أردنا أن تسير سفينة الحياة وفق مبادئنا ورغباتنا فلندع السلبية والتفكير كأننا لا ننتمي للمجتمع الذي نعيش به ونحسن الاختيار فيمن هم كفؤا للأمانة ونغير موقفنا الذي هو " مكانك سر" وليصبح موقعنا " أنا موجود.. أنا إنسان.. من حقي المشاركة واختيار الأصلح".




لسوء الأوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد وبين العباد والمسؤولية هنا تنقسم مابين المسؤول والمواطن فهما شركاء لما آلت إليه الأوضاع , إذ أننا من المفروض ثلاث طبقات في المجتمع "الغنية , المتوسطة, الفقيرة" ولكن الملاحظ أن الطبقات انحصرت إلى طبقتين " الغنية , الفقيرة" والطبقة الوسطى شبه انقرضت , وللأسف النوع الثاني من الناس من يبيع ضميره وذمته مقابل مبلغ من المال" المال السياسي" مقابل الصوت "فمن يدفع.. أصوت له" والاختيار يكون على أساس المادة متناسيا أن تلك الخطوة هي من وضعنا في فجوة الفقر , وذلك لعدم الاختيار الصحيح الذي هدفه مبنيا على المصلحة الشخصية سواء للناخب أم المرشح الذي لا يكون اهتمامه إلا بالمنصب والمكسب الشخصي ضاربا بعرض الحائط أي اهتمام بطرح القضايا العالقة ومحاولة إيجاد الحلول لها وفق صلاحياته كمنتدب من وعن الشعب.




 والمتضرر الرئيسي من هذا الوضع المواطن الذي يضل ساعيا لقوت يومه ولا يحصله في ظل فساد إداري ومالي , والوطن الذي لا يتم النهوض به وإعلائه بين الدول وبقائه في أسفل سلم الحضارة والتطور , وهنا أشير أن هذا النوع من الناس لا يستحق لقب المواطن الشريف الذي يستحق العيش الكريم ولكن الوصف الأدق له هو " الخائن" الذي بتصرفه هذا يجر نفسه لغضب الله أولا وإدخال المال الحرام على نفسه وعياله ومنها إلى إيصال بلده في الدرك الأسفل لسوء اختياره للمسؤول الراشي الذي لا يتوانى عن بيع وطنه كما باع نفسه للشيطان.




أما النوع الثالث والذي اعتبره الأخطر ألا وهو من يبيع صوته ليس لأجل المال ولكن لأجل اسم العائلة والعشيرة واختيار الشخص من غير كفاءة ومقدرة ,على النهوض بالوطن وهي المصلحة الأعم , فكم من مسؤول وصل إلى منصب رفيع والسبب أصوات لم تكن في محلها وأشخاص لا تستحق الوصول وكانت المحسوبية والواسطة هي المتحكم بالبلد بحيث حدثت الفجوة الأكبر في سوق العمل فقد انصبت التعيينات للمحسوبية وليست للكفاءة العلمية والعملية مما أدى إلى اغتيال الكفاءات فمنهم من هاجر تاركا البلاد ليستفيد منهم ومن كفاءاتهم بلدان أخرى تزيد من تطورها ورقيها وربما كانت سلاحا موجها لنا بعد حين على أن تكون سلاحا كان المفترض أن يكون بأيدينا , ومنهم من تقوقع على نفسه زاهدا بحياة العلم والتعلم والتطور في ظل أناس لا يستحقون أي مجهود يبذل , ومنهم من تحول من عالِم قادر على صنع المعجزات إلى فاسد مرتشي أخر يضاف إلى قائمة كبيرة ممن شملهم الفساد والإفساد.



فالمتهم الأول والأخير المواطن الناخب الذي وضع الأمانة المكلف بها في موضع الشبهة والحرام , فهو من أضاع البلاد والعباد بالسلبية والطمع وسوء الاختيار والمحسوبية.


الآن السؤال المهم أي موقع تفضل أن تكون سواء ناخبا أم مرشحا ؟



أتفضل أن تتسم بالسلبية وعدم المشاركة بصنع القرار والانتخاب , أم تفضل أن تكون خائنا تبيع صوتك ومن يبيع وطنه من السهل عليه أن يبيع شرفه , أم تكون ممن يتخذون مبدأ هذا ما وجدنا عليه آباؤنا ويتخذون المحسوبية والواسطة ويساعدون على تنميتها في ظل المصلحة الشخصية التي لا تدوم فان دامت لغيرك دامت لك, أم تكون مرشحا ذا كفاءة تنهض بنفسك وبقومك وبوطنك والأمة العربية جمعاء , أم مرشحا يزيد من رصيده بالصفقات والمال النجس الذي سيطوق عنقه في دنياه قبل آخرته , فالقرار لك بالاختيار إما جنة تنعم بها مع اهلك ووطنك وإما نار تحرقك وتحرق كل من حولك.



بالنسبة لنفسي اعرف اختياري وسأقوم بترشيح نفسي والله الموفق والأمر لله من قبل ومن بعد.

Enass_natour@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد