أغاني الراب

mainThumb

04-04-2010 07:29 AM

 يتعلق الكثير من الشباب هذه الأيام وبخاصة من يهتمون بالفن والموسيقى بأغاني الراب . ويدور في هذه الأوساط ممن يجعل منه رسالة، بأن هذا النوع من الغناء قد يكون الطريقة العصرية لمخاطبة الآخر وإيصال صوت العربي وقضيته إلى الرأي العام والى المجتمعات الأمريكية تحديدا..إذ إن هذا الغناء وليد البيئة الأمريكية، ويتحدث عن معانات المجتمعات ، ويحمل قضية وله هدف كما يقول من يفضلونه.....

ولكن القضية المطروحة هي ليست في هذا الغناء من حيث أنه لون أمريكي وله خصوصية الواقع الأمريكي ، ويفضل أشخاص منا الاستماع له! ....بل في إنشاء الفرق الموسيقية المتخصصة به ، وجعله الوعاء الذي يمكن أن يستوعب همومنا ويحملها إلى الآخر ، وكأنه لاتوجد طريقة لعرض الهموم العربية وإيصال صوتنا إلى العالم إلا هذه الطريقة حيث لاصوت يسمع هذه الأيام إلا صوت الغناء والفن!!


فانشغل الشباب بهذا اللون، مثلما انشغلوا بكل ما يأتي من الغرب على أنه تقدم وتحضر، كاللباس ، والشكل ، وقصات الشعر، حتى الميل إلى العنف، وتقليد البيئات الغربية ، إذ كيف سيعيش شاب في مجتمعاتنا الهادئة نسبيا وهو يتقمص شخصية زنجي في أحياء أمريكا الفقيرة ، يحمل ما يحمل من السخط على مجتمعه ويدعمه الإعلام الغربي بالعنف الذي يريد من أفلام ومسلسلات وأفلام كرتون لا تعرف إلا العنف .. هذا النمط الذي أصبح يسيطر على الشباب الذين أولعوا بتقليد الغرب في كل شيء، إلا في شيء يدفعهم ويدفع بلادهم إلى مصاف تلك البلاد من حيث التقدم الإداري والتقني..


جميل أن نطلع على ثقافات الآخر، ولكن ليس شرطا أن نتبناها ، حتى وإن حصل إعجاب بشيء نأخذه بوعي بحسب ما يناسبنا ، وهذا أمر لا يترك للشباب ، لان الشاب قد لا يستطيع التمييز والأخذ... ولابد من حارس من الحكومات لحماية مجتمعاتنا من الانجراف وراء هذه الدعوات ،لأننا بتعلقنا بهذا النوع من الغناء نكون قد فقدنا شخصيتنا وتلاشينا في الآخر وفقدنا تراثنا ، مع أن لدينا تراثا موسيقيا كبيرا وواسعا ، ولو أراد أحد أن يتخذ الموسيقى سلاحا لما نضبت أسلحته , وهو بذلك منسجم مع قضيته حتى يرى الآخر همومنا بلباسها لا بلباسه فلا يجد فيها شيئا لافتا ولا مؤثرا...


نحن أمة لها تاريخ عميق وتراث زاخر، ولو بحث بعض الموسيقيين ممن يكوّنون الفرق التي تختص بأغاني الراب في التراث الموسيقي العربي لوجدوا الكثير من الألوان التي يمكنهم عرضها للعالم كقالب موسيقي ويحملونها ما أرادوا من مضامين


مثل الزجل والمواليا وغيرها الكثير في التراث العربي ، فلماذا لا يحييها هؤلاء وهي أفضل من هذا اللون الممل من الغناء الأمريكي ، حتى أن لون شعبان عبد الرحيم الذي ابتدعه وعرف به أفضل من هذا النمط الذي لا يناسبنا بكل شيء من الحركة الى اللحن. ثم إن بعض ألوان الغناء البدوي التي تقال على الربابة ، يشبه هذا الغناء فلماذا لا يطورونها وتشكل فرق جديدة لعرضها ونشرها في العالم ليعرفوا موسيقانا ومعاناتنا..


ولكن الشباب للأسف متعلقون بكل ما هو غربي ، حتى ولو كان غناء بسيطا مثل الراب ، الذي خرج من مجتمعات تختلف عنا حتى في المعاناة وإن كانت تمت بصلة تاريخية إلى معاناة كل العالم من ظلم الحضارة الغربية المتغولة ، أقول الحضارة الغربية وليس التقدم المدني والتكنولوجي الغربي..


ليت الشباب يفصلون بينهما ويأخذون التقدم التكنولوجي دون حضارة الغرب ، ويطبعونه بطابعنا وروحنا الطيبة...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد