قصيدة .. وطني عشق وحنين

mainThumb

13-02-2009 12:00 AM

باسقا كالحور , وارفا كالصفصاف, عتيقا كالملول, كوفيته الحمراء المعصوبة على هامته الشامخة شموخ جبال عجلون وقلعتها ,شموخ النشامى والنشميات ، تروي قصة كفاح الفلاح الأردني , وهو يروي الأرض بطهارة عرقة ، شاهدته في أحد اللقاءات التلفزيونية ، يزرع الأشجار , يمسح جبهته بمنديله الذي تخضب بلون العرق والتراب ، ليهب الحياة لون الحياة ، ذكرني بكل الذين سقطوا على ثرى الأردن وثرى فلسطين وبكل أؤلئك الذين كافحوا ليملأوا آنيتنا بزيت الزيتون الطاهر المطهر، في زمن يسد فيه ضور?Zنا رغيفٌ يعبر البحار فيسلبنا القرار، بعد أن هجرنا الأرض , لنعيش في غابات أشجارها كعماليق الوثن , سيقانها الإسمنتية تسرق من ألأحداق ألق الحياة .

إلى أبي جاد الذي أحب الأرض فأحبته وإلى كل من يشعر بالانتماء لهذا الوطن الوارف الظلال أرضا وملكا وشعبا أهدي هذه الكلمات:-

ما أبهى تلك الكوفية !

أرجوك اربطني ...

كبلني ...

بقيود

من طهر الأرض

وأبعد عني المدنية..

فخشونة كفك...

تنفي عنا

إثم الكفر...

وتبعد رجس الوثنية

..............

من غطى الشمس بهيبته

وبهدب العين ... أظل الحُورْ

من فلق الصخر بقبضته

ليشيد عشا للعصفور

من قطف النجم بمنديلي

من وضع الزيت بقنديلي

من حمل الأرض

كمشعل نور

من سقط ليبني لي وطنا

لايحمل زيف الوطنية

...............

ازرعني ....

فوق سفوح بلادي

شجرة ملول

لا ترحل أبدا

ثبت أقدامي ...

وانصبني...

كصخرة وادِ...

إن جاء السيل

كوقع الخيل

وجاب?Z الأفق?Z

صهيل الليل

تظل هناك ..

قصة عشق بدوية

.............

رددني...

في أسماع الدهرْ

أرجوزة نصرْ

شكلني ...

خارطة ..

وطنا..

بيتا في الصخرْ...

وانقشني كربوع بلادي

وشما ..

في معصم نشمية

............

كغلال..

في سنوات القحط

طهرني...

برمال العقبة

وانشرني

فوق جبال السلط ....

في غور الصافي

في عجلون

رددني عزا وفخارا

أنشودة حب كركية

..............

لِمعانٍ خذني

وانصبني ..

خيم?Zة عرس

نسجتها ..

بالغ?Zار ط?Zفيلية

.............

في إربد والمفرق

في الرمثاء

في الأزرق والزرقاء

..

في البقعة

في عمان

وفي البلقاء

وفي كل الأنحاء

أنبتني..

من رحم الصحراء

سوسنة ...

تنثرعبقا .. كالطيًون

تنشر القا.. كالدحنون

فيكون المشهد

كالأردن ...

جبلا يعتصب الكوفية

...............

وأخيرا لكنانة خذني

وانثرني....

ثلجا يرتاح على الزيتون

يلمع في مقل الأطفالِ

فيضخ الروح بأوصالي

وتشنف أسماعي طربا

ترويدة ختْنٍ قُروية*

......................

وطني يا زهرة نسرينِِ

يا سهما في دفتر طفلٍ

يدمي أوداج?Z التنينِ

يا وطناًً...

يثلم حد السيف

ويسبح بين النجماتِ

ينساب... كآخر

نسمة صيف

تمسح تعب الغيماتِ

وتردد عشقي ويقيني

مهما عقدوا ...

أيا جحدوا ...

سيظل صفاؤك يا وطني

كبراءة زهرالليمونِ .

* ترويدة الختن :- لحن عذب كانت تغنيه نساء الحي للأطفال عند الختان ومن كلماته

( طهره يا شلبي وناولو لمه ... يا دمعة الغالي نزلتْ على ثُمه )



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد