صحيفة السوسنة الأردنية

القانون يحمى الموظف ولا يحمى المواطن عبارة احفظها منذ ان كنت صغيرا وقبل ان يطر شاربي هذه العبارة تجعلك حذرا بل وخائفا من التعامل مع اى موظف في اي دائرة حكومية ومفاد هذه العبارة (يجرم من يعتدى على موظف اثناء العمل الرسمي ) وما يجول بخاطري هنا ليس الاعتداء باكثر من مخاطبته بحدة او برفع صوت او مطالبته بأن يؤدى عمله المطلوب منه لك بصورة مناسبةاو لائقة والواجبة عليه – فإن كانت لك اي معاملة رسمية فعليك قبل البدء باجراءتها أن تأخذ دورة في كيفية تدليل الموظف ومناغاته وتليعه وعمل مراسم الدبلوماسية والاتيكيت كما يسمونها وان تحفظ كل الخطوات والعبارات التى سوف تقوم بها عن ظهرقلب قبل الدخول الى الدائرة الرسمية ولك الويل كل الويل إن سألت موظفا كان مندمجا في مغازلة هاتفية أو يجلس على مكتبه وكأنه في مقهى او كوفي شوب يدخن ويحتسي الشاى والقهوة وهو ينظر الى المراجعين بشزرقائلا لهم بنظرات عينيه كل مصالحكم بيدى احررها متىاشاء واطلقها متى اشاء واحبسها كيفما اشاء ومن يرفع حاجبه احبسه كيفما ومتىاشاءفتتسمرامامه متجلمدا كقطعة صخر صماء حتىيروق لك وتتعدل مزاجيته وكما يقولون تأتيه ساعة رحمانية ويكلف نفسه ان يرد عليك او يلتفت اليك وساعتها يكون قد ابتسم لك الحظ وزغردت لك تلك الساعة من الدنيا والويل لك كل الويل إن تضايق منك أو تجهم في وجهك فعليك ان تنسى وتعود ادراجك من حيث اتيت والاسوف كما يقولون في اربد تتقفقف اى تذهب الى قفقفا خاصة اذا كان هذا الموظف من شلة المدير فليس لك ان تشكوه لأن حصانته موجودة من حصانة المدير الذى يغطى عليه بكل ما أوتي من قوة ومن علوم الادارة والتزلف وتجيير الحق الى باطل كما يغطى على نفسه ، أما إن كان من الموظف من شلة الضد او الجماعة المغايرة وهذه طبعا من الندرة بمكان أن يكون الموظف ضدا لمديره اتعرفون لماذا لأن المدير سيسعى جاهدا لنقله بعيدا حتى يرتاح منه لكن والحالة هذه ان كان الموظف ضدا تجد هذا المدير قد تغيرت ملامحةمعك ثم يمسك نظارته ويضع طرفها على شفته ويروح في تفكير عميق ثم يخرج زفرة حرى ويهز برأسه متأففا ويقول متىنرتاح من هذا الموظف الذى كل يوم يسبب لنا مشكله طبعا هذا الاسلوب كي يثيرك كمراجع ويحرضك على ان تقدم به شكوى خطية وتجد المديركريما ساعتها حين يقدم لك ورقة وقلما كى تكتب شكواك ومهما كان خطأ هذا الموظف من البساطة التى يمكن تجاوزها والقفز عنها بل وتناسيها . وهنا لا بد لي أن اذكرهذه الحادثة التى حصلت معى في دائرة اراضي اربد وقد شكوت مدير الدائرة الىاعلى جهة حكومية لها علاقة بهذه الدائرة وانا على يقين تام بأنه لم يتخذ أي اجراء لأن الشللية والتابعية هيالفيصل في ذلك ونحن كمواطنين لا نملك الجرأة أن نشكو خوفا من عبارة الاعتداء على الموظف خلال عمله الرسمى . وها هى الدولةبأمر ملكى سام قامت بتشكيل ديوان المظالم ، ترى هل نبقى في خانة الجبن والخوف من تقديم شكوى ضد المحبط والمتخاذل والمتهاون والمرتشي والمتقاعس والواسطة وصاحب المحسوبية وغير ذلك ؟ دعنا نتعرف الى قصتى مع دائرة الاراضى وعندها يجب ان نبحث عن الحل ... خلال شهرتموز من عام 2008 م راجعت دائرة الاراضي لاستخراج سند تسجيل وقد دخلت الدائرة تمام الساعة الثامنة والربع او يزيد وما وجدتهان المكاتب فارغة بمعظمها بعضهم لم يحضر بعد والبعض الاخر حضر وطبعا تجمعوا عند المدير لتقديم مراسم الولاء والطاعة الصباحية وكانت البداية عند موظف خدمةالجمهور وقد وجدته ملتزما وقد باشر عمله حيث اعطانى ورقة ملأت فقراتها ثم قال لى الى شياك رقم ثلاثة فوجدته وقد ولى دبره للشباك فناديته يا اخىانا مستعجل فقط فأجاب لم يبدأ الدوام بعد حيث كان جالسا معطيا ظهره للمراجع يحتسي الشاى او القهوة ويدخن ولم يعرنى اى انتباه الى ان كررت عليه الطلب وقلت له الساعة الان الثامنة والثلث لماذا لم يبدأ الدوام ؟ طبعا الرد بالحرف الواحد روح اشكينى للمدير ومن فورى دخلت على المدير وهو شخصية معروفة فاخبرته بما جرى معى وان الساعة الان بعد الثامنة والثلث وان الدوام عندكم لم يبدأ بعد فما كان منه الا ان تجهم واحتد غاضبا ثم قال : ( مين انت حتىتحاسبنى... لا انت مدير ولامسؤول ... )قلت له انا مواطن ومن حقي ان احاسبك لانك انت هنا موجود لخدمة المواطن ولولا وجود المواطن مراجعا لما بقيت انت على رأس عملك فزادت حدة المدير وثارت ثائرته وقال بأسلوب لا يليق بمن يجلس على كرسي الادارة ( ترى ... اسمع ... انا ما تهمنىالوظيفة ولا غيرها ... ترىالوظيفة تحت قاع كندرتي ... وضرب بيده على نعل حذائه .... ومن فورى امسكت هاتفي واتصلت بمديرعام دائرة الاراضى من رقم مكتوب فوق رأس المدير واخبرته بالقصة وبعد ان طيب خاطري قال سوف نتخذ الاجراء اللازم في ذلك خاصة انه قال الوظيفة تحت حذائي وبالطبع لقد نسيت القصة من لحظتها ولم يتخذ اي اجراء ... وقد يقول احدكم لماذا أنت تركت الموضوع كل هذه المدة ولم تتذكره الا الآن ؟ وأود القول أنه شاءت الظروف في الأسبوع الماضي أن راجعت نفس الادارة وشاهدت سوء معاملة الموظفين للمراجعين حيث تجد المراجع يقف نصف ساعة على الشباك وما من أحد من الموظفين يجيبه ! ترى لو أن مدير عام دائرة الأراضي اتخذ الاجراءات اللازمة عندما وصلته مني الشكوى لكان وضع الدائرة ليس بهذه الصورة أو الحالة وهنا لا بد لي من أن أقترح على مجلس الوزراء المبجل أن يوجد آلية تقوم بالمتابعة والمراقبة للدوائر الحكومية والموظفين بوجود مراقبين سريين خاصة وأنه والحالة هذه في الوقت الحاضر يوجد الهاتف الذي يصور الأحداث ويسجل واقعتها بالصوت والصورة ولا مجال لأن نقول اعتداء على موظف خلال العمل الرسمي وبعد ذلك سوف ترون مدى التزام كل موظف بعمله بالصورة التامة الا اذا كان هناك رأي آخر باستمرار الترهل الاداري والفساد الوظيفي