صحيفة السوسنة الأردنية

 اخـــي : لك هويتك ولي هويتي ولك وطنك ولي وطني ولن يرضى كل منا بغير وطنه وطنا" حتى لو كانت جنة عدن أخي: كنت تعيش في وطنك تبادله حبا" بحب ... تمنحه جهدك وعرقك فيغدق عليك من خيره وثمره ، تسامره في ليالي الصيف وتناجيه وتحاوره وتغني معه الحان الميجنا والعتابا تحنو عليه ويحنوعليك ، يمنحك دفأه في ليالي الشتاء من حر حبه وشوقه ، حتى توحدتما في جسد واحد هو فلسطين ، ومضت الايام يتمسك العاشق بعاشقه ، لا تفرقهما نوائب الدهر ، وفجأه لاحت في الافق بوادر الخطر والتي تمثلت بوعد من المستعمر لقطعان من الذئاب ليهبها وطنك وارضك ودارك لاقامة وطن لها فيه . اقتلعوك من ارضك ودارك رغما" عنك وارسلوا بك الى شتى بقاع الارض استبدلوا وطنك بمخيم وبيتك بخيمه وخيرات ارضك بـ(كرت) المؤن ، وخدعوك بمنظمات دوليه لغوثك وتشغيلك ، والحقيقه انهم ارادوا من خلالها ان يمنحوك شرعية اللجوء ،الا انك كنت مصمما" على التشبث بتلك الارض الطيبه المعطاء وبتلك الدار التي شهدت ولادتك و ولادة اجيال من قبلك وولادة ابنائك من بعدك فتمسكت بمفتاحها في (عبك) الى جوار (قواشين )الارض التي ستثبت مهما طال الفراق ان الارض ارضك وان الدار دارك وان الشجر شجرك وان المستوطن غريب وأن الذئاب راحلة عن الارض والدار والوطن مهما طال الزمان . ورغم انهم حاولوا كثيرا" ان يلحقوا من بقي من اخوانك ابناء فلسطين بمن خرج الى شتات الارض من خلال الاعتداءات والغزوات والاجتياحات الا انهم ما زالوا عاجزين عن اخراج من بقي متشبثا" منتظرا" رجوعك ، يقدم التضحية تلو التضحيه ، وكلما ارتقى شهيد ولد بدلا" منه الف شهيد . ان الذين اقتلعوك رغما" عنك فشلوا بان ينسوك وطنك ا وان يجبروك على التخلي عن مفتاح بيتك و(قوشان) ارضك يحاولون اليوم الالتفاف عليك لدفعك للتخلي عن وطنك طواعية فتمزق اوراقك وترمي مفتاحك من خلال اطروحة الوطن البديل ثم تكون المرحلة التاليه والتي اصبحوا يروجون لها وهي طرد من تبقى في الارض الى خارجها وذلك لتفريغ الوطن من اهله وناسه ليصبح وطنا" يهوديا" خالصا" . ها هم المستثمرون اصحاب الكروش المنتفخه الباحثون عن الثروة والمال والكنوز ومنهم من هم من ابناء وطنك وعروبتك يحاولون اجبارك على التخلي عن حقك بالعودة الى الارض التي ارضعتك ، وعلى بيادرها ترعرعت ،وفي سهولها نضح عرق جبينك ، وخضبت جذوع زيتونها دماؤك ، متذرعين بالعجز عن اقناع قطعان الذئاب باعادتك اخــي: عليك اليوم ان ترفض هذا الطرح ، وأن تثبت لكل الدنيا انك لن ترضى بغير وطنك وطنا"، ولن تتخلى عن مفتاح دارك حتى وان صودرت الدار وهدمت ولن تمزق (قواشين) ارضك حتى لو صودرت الارض وبنيت فوقها الف مستعمره