جهاز كشف الكذب

mainThumb

03-02-2009 12:00 AM

في ضوء انتشار ما يسمى بثورة الاتصال والمعلومات, وتعدد مصادر الخبر وتعدد قنوات وسبل انتشاره برزت ظاهرة خطيرة جدا, هي ظاهرة الكذب والتضليل والتزييف والتحريف العامد المتعمد.

الأدلة على صدق ما أقول كثيرة جدا ولا تخفي على أي متابع أو مراقب موضوعي ينشد الحقيقة ويبحث عنها, ولكن ما يؤسف له في هذا المجال انخفاض نسبة من قد يستطيعون ولأسباب كثيرة الوصول إلى كنه الحقيقة وجوهرها.

إن الإعلام الموجه ساهم و يساهم بدرجة كبيرة في انتشار ما يسمى بظاهرة غسل الأدمغة وتحريف الحقائق وتدليسها و قلب المفاهيم وتشويهها.

لقد استفاد الصهاينة من وسائل الإعلام استفادة ما استفادها احد مثلهم, كيف لا وقد استطاعوا وبرغم كل المجازر البشعة التي ارتكبوها عبر تاريخهم الأسود أن ينجحوا في أن يقنعوا العالم أنهم الضحية البريئة, وان الأطفال والنساء والشيوخ ممن قضوا على أيدي دبابتهم وقنابلهم في فلسطين, بأنهم هم القتلة والإرهابيون.

كيف استطاعوا أن يقنعوا العالم أن هناك تهريبا للسلاح إلى غزة وان على العالم أن يتحد ويعمل معا على إيقاف ما يسمى بتهريب الأسلحة إلى غزة.

الم ينتهي العدوان على غزة منذ أيام قليلة؟ أشاهد العالم طائرات الاباتشي الفلسطينية أو الحمساوية وهي تمطر سماء تل أبيب بالقنابل الفسفورية حتى تسرع الفرقاطة الفرنسية لتراقب شواطئ غزة؟

أم هل شاهد العالم الطائرات الحربية والدبابات الفلسطينية والحمساوية وهي تقصف وتدمر المدارس التابعة للأمم المتحدة وتروع الآمنين واللاجئين إليها بحثا عن الأمن والسكينة؟

أسئلة كثيرة يمكن أن تساق كدليل هنا, و لا إجابة لها إلا نجاح الكذب الصهيوني المتقن والإعلام الموجه المُسيس والعجز الإعلامي العربي المسلم في نقل الحقيقة وتفنيد كذب الصهاينة.

الغرب بشكل عام يؤمن أن العرب والمسلمين إرهابيون مهما كان لونهم ومهما كان شكلهم ومهما كان جنسهم وأصلهم وفصلهم.

إن أعجب العجب ليس في أن يصدق الغرب كذب الصهاينة, وليس في أن ينجح الصهاينة في إقناع أمريكا أو فرنسا أو بريطانيا أو غيرها من هذه الدول بأنهم الضحية وان حماس أو المقاومة هي رأس الشر والشيطان والعقبة الكأداء أمام السلام الذي ستمنحه إسرائيل للعرب والمسلمين.

المشكلة والعجب العجاب الحقيقي أن يأتي من هو من أبناء جلدتنا, من ينطق بلغتنا, من يزعم انه منا, من يحلف انه حريص على مصلحتنا ليقول ويردد ما يقوله أعداءنا.

استمعت إلى كلام بعض القيادات الفلسطينية بأسف وحزن عميقين ولولا أني اعرف الأشخاص معرفة لا يقبلها شك ولا يعتريها غموض لقلت أن من قالها ليس منا ولسنا منه وليس من أبناء جلدتنا وما في دمه قطرة من دمنا.

كيف نتنكر لبعضنا البعض؟ كيف نجحد بعضنا البعض؟ كيف يتطاول البعض على الموقف الأردني المشرف؟ كيف ينسى التضحيات الأردنية الجسام ويتنكر لها؟ كيف ينسى أن الدم الأردني والفليسطينى توأمان ممتزجان منذ خلق الله جلت قدرته الأرض ومن عليها؟ اقترح على وسائل الإعلام في كل بلاد المعمورة الراغبة في معرفة الحقيقة وقبل نشرها لأي تصريح أو خبر أو قول لمثل هذه الحفنة من المزورين الكاذبين أن تختبر صدقه من خلال ما يعرف بجهاز كشف الكذب والذي هو شائع الاستخدام في الغرب وحينها استطيع أن اجزم أن أيا ممن ذكرت سابقا سيخرس إلى الأبد وانه لن ينبس ببنت شفه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد