تصدير الثورة الإسلامية للعرب

mainThumb

04-02-2009 12:00 AM

"لقد عاد الإمام" كان عنوان الصحف الإيرانية وقت رجوع أية الله الخميني من منفاه ووصوله الى طهران وتبني شعار تصدير الثورة الى المستضعفين في الأرض وخصوصاً العرب ففي إطلاق الخميني "يوم القدس" والذي كان شعاره تصدي المستضعفين للمستكبرين واليوم الذي تتحرر فيه الشعوب من ظلم الولايات المتحدة والمتحالفين معها , أخذ على عاتقه تحرير الأرض من ظلم المستكبرين وتبنى القضية الفلسطينية لتكون المفتاح الوحيد لفتح الباب أمام تصدير التجربة والثورة الإسلامية الإيرانية في البلاد العربية.

واليوم وبعد مرور ثلاثين عاماً على هذه الثورة الإسلامية وعدم النجاح في تصديرها للبلاد العربية والبلاد المتاخمة للحدود الإيرانية إلا بالتحالف السري ممن كانت تصفهم بالشيطان الأكبر " الولايات المتحدة " عن طريق المشاركة في الإطاحة بالنظام العراقي السابق ونظام طالبان في أفغانستان وإستباحة الساحة العراقية وعن طريق أذرعها في لبنان وفلسطين نجحت في جر بعض الفصائل اليها لتكون " ولي أمر المسلمين" لتعتبر نفسها الدولة الوحيدة التي تدعي خوفها على فلسطين ولبنان والعراق والشعوب العربية أكثر من العرب أنفسهم.

وإذا كانت الثورة الإسلامية تتكلم بلسان عربي وتأخذ على عاتقها تحرير العرب المستضعفين وإقامة المظاهرات وإحداث شغب لتطيح بالأنظمة العربية التي تعتبرها إيران من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة , فالأولى لها أن تصدر ثورتها للجنوب الإيراني حيث هناك الكثير من المستضعفين من عرب الأهواز حيث لا حول لهم ولا قوة , وأن تسمح لهم بالتظاهر للمطالبة بالحقوق المدنية والإنسانية المنتهكة من قبل النظام الإيراني , وأن توقف النزعات الدينية التي أوجدتها في العراق وجر الفصائل المتحالفه معها في حروب غير متكأفئة بغية تصدير الثورة ولو على حساب الدم العربي.

كما أن "الثورة الإسلامية" التي إدعت إيران بقيامها للإطاحة بحكم الشاه , لم تشارك بها قوى إسلامية إيرانية فقط بل ضمت تجمعاً للقوى السياسية الإيرانية الاخرى مثل مجاهدي الشعب وخلق والحزب الشيوعي وقوى ليبرالية وديمقراطية مختلفة , لكن تصدير الثورة الإسلامية ونظرية ولاية الفقية طبقت على القوى الإيرانية أولاً والتي شاركته في إطاحة نظام الشاه فما كان منه إلا أن يمنعها من القيام بأي نشاط سياسي وأعدم الكثير من القوى اليسارية والديمقراطية الإيرانية وأعتبر حركة مجاهدي خلق منظمة محظورة وخارجة عن القانون.

إذا كانت الثورة الإيرانية مصدر إنقاذ للمستضعفين العرب كما يصفون فنحن لا نريدها بل نريد أن نبقى مستضعفين من قبل إخواننا العرب , وإذا كان الدم العربي هو مصدر خلاصنا من قوى الإستكبار أو من "الشيطان الأكبر" والمتحالفين معه في المنطقة فالدم العربي ليس رخيصاً بل أغلى وأكبر من المزايدات والمهاترات السياسة وإذا كان " ولي أمر المسلمين " يخاف على الشعوب العربية من الخنوع والذل فالأجدر به أن يخاف على شعبه أكثر.
 
* - كوالالمبور- ماليزيا


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد