" 12 ساعه " لأربعين دقيقة على الحاجز الزجاجي
ليس من السهل وصف مشاعر أخ في طريقه لرؤية أخيه الاسير بعد 7 سنوات حرمت عيناه من التأمل في وجهه الذي لم تستطع سنوات الأسر وزنازين الاعتقال من النيل من صموده ، ولم تثني عزيمته اي من الأساليب الوحشية الاحتلالية ولم تحطم طموحاته ومعنوياته وقناعته بكسر قيد الإعتقال مهما قصر الزمن أو طال .
بعد سبع سنوات من المنع الأمني وعدم السماح لي بزيارة أخي الأسير " مسلمة " المحكوم بالسجن الفعلي 25 عاما ، وبجهود مشكورة لمكتب الصليب الأحمر في مدينة طولكرم ، وبعد أن طفح صدري بالشوق له وملأت عيني دموع الحرقة على فراقه ، حصلت أخيرا على تصريح لزيارته في سجن جلبوع المركزي ، وبقدر فرحتي بالسماح لي برؤية شقيقي - ولمرة واحدة فقط - خفق قلبي برهبة ذلك الموقف الذي ينتظرني هناك على الحاجز الزجاجي في غرفة الزيارة .
ليلة كاملة قضيتها سارحا في تفاصيل رحلتي مع فجر يوم مليء بالإشتياق والمعاناة والتعب ... سألت نفسي عشرات المرات : - هل سيكون بإمكاني حبس دموعي ؟!! هل سأصمد أمام مشاعري وعواطفي وشوقي لأعز الرجال ؟!! هل سيكتب لي النصيب أثناء الزيارة بأن أرى إبن خالتي الأسير القديم " مؤيد الشيص " الذي قضى 24 عاما من حكمه المؤبد ؟!! وهل ستسمح لي إدارة السجن بالزيارة ، أم أنها وكسياستها مع أهالي الأسرى ستقوم بمنعي وإعادتي من على بوابة السجن بحجة أنني أسير سابق ؟!! هل ؟!! وهل؟!! ...إلخ .
صبيحة يوم الزيارة ، وفي تمام الساعه الخامسة والنصف وصلت أنا وإبن أخي الاسير وشقيقي إيهاب إلى ساحة معبر " الطيبة " المقام على أراضي قرية فرعون الحدودية مع فلسطين المحتلة عام 1948 ، وهنا كانت بداية رحلة المعاناة والعذاب لأهالي أسرى محافظتي طولكرم وقلقيلية في زيارة أبنائهم المحتجزين في سجون مجدو وجلبوع وشطة ، رحلة مهما حدثتكم عنها لا أستطيع أن أصف حجم المعاناة والتعب فيها ، من حيث الإنتظار منذ ساعات الفجر أمام عدد من البوابات والمعّاطات والزعّاطات والزنّانات المحروسة بالجنود والمجندات والمحصنة بالأسلاك الشائكة والأبواب المصفحة وعدسات التصوير المنتشرة في كل ركن من أركان معبر الإذلال الكبير !!!! إن الم ذوي الاسرى له مذاق خاص لايمكنك ان تتخيله الا اذا عشته وتجرعت من كأسه ، ولايكفي ان تتألم حتى تشعر بهذا الألم ، يجب ان تكون فلسطينيا حتى تشعر بمرارة المعاناة والقهر والعذاب .
العمال والتجار والشيوخ والأطفال والنساء وقوافل الحجيج من عائلات الأسرى في يوم الحشر والإنتظار المرير ، إصطفوا في طوابير لا تفرق بين أحد فيهم ... "بوابات المعط" تنتظرهم على مسافات متفرقة في ممرهم الشائك ، وماكنات التفتيش "الزّنانة " و" الزّعاطه " تتربص لهم في كل ما تحمله أجسادهم وتحتويه جيوبهم وحقائبهم من أغراض يحاولون إيصالها لأبنائهم الأسرى ... يعبرون فيها ليصلوا إلى " البصّامات " و"غرف التدقيق" بتصاريح الدخول والهويات ... وبمجرد أن ينتهوا من فحص هوياتهم وتصاريح الدخول التي بحوزتهم ، تسارع الأبواب المصفحة إلى حشرهم في غرف مغلقة يتعرضون فيها للتفتيش الجسدي على وقع صراخ الجنود والمجندات ... وبعد مرور أكثر من أربع ساعات على إنتظارهم ومعطهم وتفتيشهم وفحصهم ... يؤخذ أهالي الأسرى إلى ساحة عريضة تتواجد فيها باصات الصليب الأحمر التي ستقلهم تحت مراقبة ومرافقة سيارات الشرطة الإسرائيلية إلى سجون يقبع فيها أبنائهم !!!
في رحلتك الأليمة مع أهالي الأسرى والمعتقلين ... تبهر أنظارك مشاهد التهليل والترتيل وتتحف مسامعك أدعية الأمهات ومناجات الزوجات لله عز وجل بان يفك أسر كل من هم في السجون وأن يفرج كرب الاسيرات والأسرى ، وأن يهدي القيادات والمسؤولين ويوّحد كلمتهم وصفوفهم لما فيه الخير والصلاح لشعب فلسطين وقضيته العادلة... تشدّك بشكل ملحوظ وحدة المعاناة والمصير التي تجمعهم وتخلق الترابط والتواصل بينهم ... الكل فيهم سواسيه أمام سياسات القمع الإسرائيلي ولا فرق بين فتحوي وحمسوي وجبهوي إلا بفترة الحكم ومدة الإعتقال لأبنائهم وأخوتهم الاسرى ... ولا همّ لهم إلا الحرية والحفاظ على الكرامة ومحاولة النهوض من ظلمة التراجع والإنقسام ... وعلى الرغم من عدم وجود ما يشبه معاناة الأسرى إلأّ أن معاناة ذويهم وأسرهم تكاد لا تختلف كثيرا ، فالأهالي وأثناء رحلتهم المضنية وتنقلهم بين السجون يتعرضون لسوء المعاملة ولإجراءات التفتيش المهين ويحتجزون في غرف مغلقة وساحات محاطة بالأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة ترصد تحركاتهم ويجري إحصائهم والتأكد من عددهم ، تماما كما يحدث مع الأسرى والمعتقلين داخل السجون والمعتقلات !!! .
وعلى بوابة السجن – المحطة الثانية من يوميات العذاب المرير – يجلس الاهالي لساعات طويله ينتظرون أن يتم إدخالهم أفواجا أفواج - لمدة محدودة لا تتجاوز الأربعين دقيقة - إلى غرفة الزيارة المحصنة بالحواجز الزجاجية وكاميرات التصوير لتعميق فصلهم عن فلذات أكبادهم ، وما أن ينتهي نصف يومهم ، حتى يجد أهالي الاسرى أنفسهم من جديد أمام نفس الإجراءات التي فاقت عيونهم وأجسادهم منذ ساعات الفجر عليها .. إثنا عشر ساعة راحت من عمرهم الزمني ويومهم المضني للحصول على أربعين دقيقة فقط تمكنهم من رؤية متقطعة لأبنائهم والحديث معهم بحذرعبرهاتف الإدارة المراقب ... آباء وامهات خلف جدران اسمنتية وألواح زجاجية ، اولادهم محرومون من مسحة الاب الحاني وحضن الام الحنون ، غيبتهم السجون فباتوا يعيشون على امل اللقاء والعناق ... عناق لابن او ابنة ، زوج او زوجة ، اخ او اخت ... ويتأملون بين تصريح وآخر أن تتحسن الأحوال وتتحقق أمنياتهم المستحيلة في لمس يد أحبائهم الاسرى ومصافحتهم خلال الزيارة !!!.
بين عالم السجن الأصغر في المعتقلات .... والسجن الأكبر في فلسطين مسافات قليلة ، لقد حول الإحتلال الإسرائيلي كل ارضنا الى سجن صغير ، فلم يعد هناك فرق بين ان تكون محجوزا بين اربعة جدران تواجه الزمن البطيء و بين ان تكون هناك في قبضتهم ، أو ان نكون نحن هنا في قبضة إجراءاتهم الأمنية والعسكرية مطاردين .... ملاحقين .... مراقبين .... ومحرومين من ابسط الحقوق الإنسانية .
يواجه اهالي الاسرى معركة حقيقية في طريقهم لزيارة فلذات اكبادهم ( الأسرى والأسيرات ) وهذه المعاناة بحاجة الى مئات المقالات والكتب لوصفها والوقوف على تفاصيلها ، ونعرف انه لايخلو بيت فلسطيني من شهيد او جريح او اسير او كلاهما معا ، ولكننا نعرف ايضا ان الحمل ثقيل ونعي ونعلم ان حجم الامل كبير ، وكم ستكون العودة عظيمة اذا عاد الاسرى لاهاليهم والمعتقلون لعائلاتهم .... فخلف الجدران تجد شهقة حزن او اطلالة امل في غد لايعلمه الا الله .... دموع اطفال لاتجف .... وتساؤلات نساء لاتجد طريقا لمعرفة الاجابة عليها .... حياة قاسية ولكن برغم قساوتها تشم منها رائحة العزة والإباء .... اناس الموت احب اليهم من الحياة ، فهل لاسرائيل او غيرها ان تحرمهم طعم الحياة والحرية ؟!!! القضية كبيرة وليست صغيرة .... عظيمة ومميزة .... معقدة وليست سهلة .... ورغم كل ما يعترضها من معيقات الا ان الثقة بالله كبيرة بأنه سيأتي يوم تشرق فيه شمس الحرية على كل الاسرى القابعين خلف قضبان سجون الاحتلال ، ليخرجوا منها حاملين بأيديهم راية النصر والتحرير فالنصر قادم لامحالة .... فلا تظن السجن قهرا رب سجن قاد نصرا .
التعليم العالي تبحث تعزيز التعاون العلمي مع اليمن
الأمر المالي رقم (1) لشهر كانون الثاني 2025 قريباً
تعديلات جديدة على مسارات باص عمان .. تفاصيل
غارة إسرائيلية تستهدف مستودعات للجيش السوري في ريف دمشق
طائرة قطرية ثانية تهبط مباشرة في مطار دمشق .. والسابعة بالجسر الجو .. صور
مستشفى المقاصد يقدم يومًا طبيًا مجانيًا في القويرة
مالية الأعيان تناقش السياسة النقدية واستراتيجية الحماية الاجتماعية
قرار حكومي مرتقب بصرف ردّيات ضريبية
اتحاد كرة السلة يُطلق مشروع بيت صقور الأردن
حادث دهس في الرصيفة يتسبب بوفاة طفلة 6 سنوات
العفو العام : هل هو ضرورة أم غاية شعبية
نسرين طافش تستعرض أناقتها في أحدث إطلالاتها
هيفاء وهبي تتألق في حفلتها بدبي
الشرع يعين مواطناً أردنياً عميداً بالجيش السوري .. من هو
من هو حمزة العلياني الحجايا صاحب راتب 4 آلاف دينار
الأردنيون يتعاطفون مع الفنان إبراهيم أبو الخير
ليلى عبداللطيف تتنبأ للأردن في 2025 هذه الأحداث
توضيح من إدارة السير بخصوص ما حدث في أبوعلندا
منخفض جوي وأمطار صباح وظهيرة الجمعة .. تفاصيل
مخالفات مالية في المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي
مخالفات في جامعة البلقاء التطبيقية
قريباً .. الاحتفاظ برقم هاتفك حتى لو غيرت الشبكة
تجميد 6529 طلباً للاستفادة من المنح والقروض الجامعية والسبب ..
موظفون حكوميون إلى التقاعد .. أسماء
ديوان المحاسبة يرصد مخالفات في وزارة العدل ومحاكمها
النائب الأسبق زيادين يعارض إصدار عفو عام