كي تبني الكلمات واقعا صحفيا أفضل .. !!

mainThumb

31-01-2009 12:00 AM

لم أجد أقذر من تحالفات بعض الصحافيين المختلة ضد بعضهم ، إنها احد أبرز سمات التخلف ، فيها من الزيف ما يؤكد أن الواقع لن يكون كما يجب ، وأن الفساد في اليمن سيظل مقيما ، لا يبارح أماكنه .

الصحافيون المؤدلجون ، أكثر فتكا بالمهنية وكبتا لحرية الكلمة ، يمارسون عن قناعة عقائدية ومصلحيه، فعل الإقصاء والكبت . الاقتراب من مشهد ذلك الفعل ، يجعلك تدرك فداحة ما يحدث ، ولعنة الأيدلوجيات المتحجرة التي تسكنها متناقضات المصالح وصراعاتها الملفعة بها ، كثير تحسبهم أنقياء يمارسون النزاهة ، لكنها نزاهة نظرية فيما الفعل يكشف عكس ذلك .

ثمة صحافيون يتلاعبون بعقول رؤساء تحرير أغبياء ، لديهم سلطة خفية عليهم ، لاحظ أنك ستجد صحفي متلاعب مثلا ذو قناعات أيدلوجية كيف بإمكانه أن يستمرء لعبة السخرية من ذلك الغبي ، بل يمارس دورا متعدد الأدوار فهو مثلا يحترمه ، ويحتقره ، يمدحه ويذمه ، كثيرا ما تستطيع أن تكتشف من هذه الأمور ، حين تكون صادقا لا تستطيع أن تمارس صدقك إلا بشق القلم ، واختناق الحبر ، وارتعاش الكلمة ، مقصيا ، تعاني من عقوقك حقك ، رؤساء التحرير هؤلاء كثيرا ما تشعر نحوهم بالشفقة ، والسخرية ، مما يحدث لهم من قبل من يحسبونهم يستحقون أن يكونون كاملي الحقوق ، إنهم أذكياء إذ يمارسون دورا تحقيريا لهم ، سيكلوجيا عجيبة وغريبة تتلبس هؤلاء الذين ركلتهم صدف الايام إلى امتلاك صحف أو مواقع الكترونية ..!! ذات دورة في فندق تاج سبأ قبل أربعة أيام-عن صحافة التحقيقات الاستقصائية- ، كانت المدربة تسألنا ، عن من استطاع ان يعمل تحقيقا استقصائيا مستمرا ، حقق نتائج ، الكل صمت ، وكأنه لم يوجد بعد ، كان الزميل والصحفي الرائع علي الضبيبي ، هو الصحفي الاستقصائي النموذجي الذي أنجز ذلك التحقيق الذي تسأل عنه المدربة ، ثمة صحافيين يدركون ذلك ، لكنهم صمتوا ، لم استطع أن أواصل الصمت كنت انتظر أن يجيب أحدهم أن علي هو من نفذ ذلك التحقيق ، حين كاد الجميع أن يخرجوا من صمت السؤال، وعقم الاجابة ، قلت بسرعة للمدربة يا أستاذة الزميل علي الضبيبي أنجز تحقيقا صحافيا مستمرا ، في قضية السجناء المعسرين ، وظل يعمل تحقيقات مستمرة لمدة سنتان حقق نتائج رائعة وملموسة ، الى قبل 6اشهر تم الإفراج عن 1200سجين معسر ، وكانت صحيفة "النداء" المستقلة التي تتميز بأداءها المهني الرائع هي من نشرت تلك الملفات والتحقيقات الصحفية ، وحظي الزميل علي الضبيبي بدعم وتشجيع رئيس التحرير سامي غالب ، وهي الوحيدة التي مازلت إلى الآن تتبنى قضايا حساسة ومهمة بالمعنى المهني ،عادة ما لا تحظى باهتمام بقية الصحف اليمنية ، كقضايا المعسرين واللاجئين ، وتعذيب السجناء ، والسجناء الذين مرت سنوات عليهم ولم يفرج عنهم أو يطبق القانون فيهم ، وقضايا التهريب والتسول والتعليم ، وغيرها من القضايا الهامة .

معنويا أن تعترف لزميلك بأنه أنجز ما يستحق الاحتفاء والتشجيع ، يجعله يشعر بأنك لم تغمطه حقه ، ويضاعف من جهده في عملية تحدي اقتحام الميدان لإنجاز ما يجعل الحياة الوطنية أفضل ، ويخفف من وطأة الفساد ، لكن الإشكالية ان صحافيي المكاتب ، واستقصائيي الهواتف ، وذوي الاستعراضات اللغوية والمجازات الاستعارية والروائية في الكتابة هم من يحضون وحدهم بالتشجيع ، والاستقرار في صحيفة ما ، فيما الصحفي الحقيقي غير مستقر ، ومنقوص الحقوق غالبا ، وهذا هو الحاصل .

أخيرا كان لابد أن نكتب ذلك، ليس لما قد يظن البعض ، ولكن لتغيير واقع ينبغي أن يتغير ، فاللغة القوة ، لأن الكلمات تبني الواقع.

· كاتب وصحافي يمني

  • Antwfe_25@hotmail.com.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد