هل تعيد تركيا بعض ما سلبته العلمانية ؟

mainThumb

21-01-2009 12:00 AM

منذ بداية القرن التاسع عشر ودور تركيا في المنطقة دور متناقص، على اعتبار أن الدولة العثمانية مرت بمرحلة ضعف أستمرت حتى جاء أتاتورك وأعلن هدم الخلافة وقيام الدولة التركية ( العلمانية )، وأن هذه المرحلة من تاريخ الدولة العثمانية تمثل الحلقة الأضعف في سجلٍ حافل بالانجازات والتوسعات التي لم تكن دولة في ذاك الوقت تحلم بها.

استمر بُعد الدولة الحديثة عن كل ما يمتّ للدين بصلة حتى المظاهر العامة كانت أبعد ما تكون عن الدين، وهذا ما سبب بُعداً عن الشرق العربي وقضاياه، ولكن يبقى في الذاكرة موقف السلطان عبد الحميد الثاني من القدس وفلسطين، فكان يومها الموقف الأقوى والأوضح، ولعله قد دفع ثمن هذا الموقف الكثير، في الوقت نفسه لا أظنهُ قد ندم على ما فعل.

"انصحوا الدكتور هرتزل بأن لا يتخذ خطوات جديدة في هذا الموضوع ، إني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض ، فهي ليست ملك يميني ، بل ملك شعبي ، لقد قاتل شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه. . . فليحتفظ اليهود بملايينهم ، إذا مزقت إمبراطوريتي فعلّهم يستطيعون آن ذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن ، ولكن يجب أن يبدأ ذلك التمزيق أولاً في جثثنا ، وإني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة".

هكذا كان رد السلطان عبد الحميد رحمه الله على عرض اليهود لشراء أراضٍ في فلسطين لإقامة دولتهم عليها.

أما اليوم فتركيا – مشكورة – تعود إلى الساحة من أوسع الأبواب، تقف مدافعةً عن أهل غزة أكثر مما فعل بعض من ينتسبون إلى غزة نفسها، وسط إصرارٍ كريم بحضور اللقاءات في مصر ، وسؤال دائم عن الأوضاع والأحداث ، وأكثر من ذلك تمثيل القضية في المنتديات الدولية وطرح المبادرات المنطقية لحل الأزمة.

كل ذلك تقدمه تركيا اليوم للأمة العربية والإسلامية في جوٍ من الدهشة والاستغراب، فدولٌ العربية لم تفعل مثل ذلك ، بعضها اكتفى بالمشاهدة والتحسر، والبعض أطلق عباراته الرنانة وشعاراته الزائفة.

إن تركيا هذه الأيام تتميز عن الدول العربية بالكثير، ليس المال والبترول والإمكانات، وليس العدد والسكان، وإنما تتميز بمشروعها الذي ينسجم مع متطلبات المجتمع وأهداف القادة السياسيين، كما يتسم بالجدية ووضوح الرؤية، وعودة إلى الأصول والثوابت ومحاولة تثبيتها بما ينسجم مع التطورات المعاصرة.

وأكثر من ذلك كله فإن المشروع التركي يتميز بالثقة العالية، ثقة القيادة بنفسها والثقة بالحق الذي تنادي به، والثقة بإمكان تغيير شي في مجريات الأمور. بعيداً عن الارتماء في أحضان هؤلاء أو أولئك.

كل ذلك يدعو للتساؤل، هل ستعيد تركيا شيئاً مما سلبه أتاتورك وم?Zن بعد?Zهُ من العلمانيين؟ أم أنها مجرد نشوة وهبة ريح كما في باقي دول العالم؟

لقد نعى أحمد شوقي الخلافة بأبيات من الشعر يقول فيها:

ض?Zـجّ?Zـتْ علـيـكِ مآذنٌ ومـنابرٌ وب?Zـكتْ عليـكِ ممالـكٌ ونـ?Zـــواحِ

الهـندُ والهـةٌ ومصــرُ حـزينة ٌ تـ?Zبْـكي عليـكِ بم?Zدم?Zـعٍ س?Zحّــــاحِ

والشّامُ تسْألُ والعِراقُ وف?Zارسٌ أ?Zم?Zح?Zا من الأرضِ الخلافة?Z ماحِ؟

واليوم ننادي تركيا لتعود إلى ماضيها العريق : يا أمةً ع?Zشِقْتُ بِالخ?Zيرِ م?Zحْض?Zر?Zه?Zا م?Zاضِـيـكِ لِلعُــلا غــدا ل?Zــــوّاح مِن أجْد?Zادكِ الفتحُ ج?Zــاء?Z مرت?Zق?Zب?Zــاً د?Zوّتْ بِـــه م?Zح?Zـافِــلُ الأفـــراحِ الش?Zرقُ بِع?Zـدلِكِ ز?Zاد?Zتْ م?Zش?Zــارِقُـهُ والغ?Zربُ ز?Zال?Z ظ?Zلامُهُ بِص?Zـلاحِ اليوم?Z نُن?Zــادِيكِ بِـل?Zـهف?Zـةِ شوقِــن?Zــا ع?Zلّ?Z التجبّر?Z فِي أرْضِن?Zـا ينْز?Zاح



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد