الأمن الاجتماعي

mainThumb

31-01-2009 12:00 AM

يُعد الامن بشكل عام حاجة من الحاجات الاساسية الضرورية الملحة لكل بني البشر, اذ لا يوجد انسان على وجه البسيطة لا يخاف, بغض النظر عن مصدر الخوف ودرجته او مستواه والنتائج المتربة عليه.

يشير مفهوم الأمن بشكل عام الى احساس الفرد بعدم الخوف والطمأنينة على نفسه او ماله او احباءه او اقاربه او عشيرته او غيرهم ممن يساهمون في بناء وتشكيل امن الفرد ذاته بطريقة مباشرة, او غير مباشرة وبدرجات متفاوتة .

يسعى الافراد الى تحقيق امنهم وتبديد مخاوفهم بطرق عدة, منها ما يقوم على اسس مالية اقتصادية, حيث يعتقد الكثير من الافراد انه وبالمال يستطيع الانسان ان يكون آمنا من عدد من الاخطار التي قد تواجهه.

ومنها ما يقوم على اسس اجتماعية كالاسرة والعشيرة, اذ يحس الانسان بالأمن بسبب انضمامه او انتسابه الى اسرة او عشيرة او جماعة اجتماعية كبيرة يلجأ اليها الفرد في حال تعرضه للخطر, كما قد توفر السلطة والقوة الامن للانسان وتجعله لا يشعر بالخوف ما دام ممتلكا لها. فيما تشكل العقيدة الدرع الواقي الحقيقي من كل الاخطار, فقد قال الله تعالى (الّ?Zذِين?Z آم?Zنُوا و?Zت?Zطْم?Zئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّ?Zهِ أ?Zلا بِذِكْرِ اللّ?Zهِ ت?Zطْم?Zئِنُّ الْقُلُوبُ) [ الرعد : 28 ] إن الأمن يرتبط ارتباطا مباشرا بالفرد ذاته اكثر من ارتباطه بأمن الدولة التي ينتمي اليها او يقيم فيها, فالانسان قد لا يكون آمنا على نفسه او ماله رغم ان الدولة قد تكون آمنة احيانا, على ان لا يفهم ان امن الدولة ليس مهما في امن الافراد فامن الدولة يساهم مساهمة كبيرة في زيادة درجة او مستوى امن الافراد, ومن هنا فان مفهوم الامن الانساني الذاتي قد برز الآن كتحد حقيقي مهم حديث في هذا العصر.

إن الامن حق من الحقوق الاساسية للانسان وقد جاء القرآن الكريم ليؤكد على اهمية الامن باعتباره هاجس الافراد والجماعات والدول, تسعى الى تحقيقه بكل ما تيسر لها من سبل.

لقد جاء الامن في ايات كثيرة في القران الكريم, اسوق هنا بعضها, بعد بسم الله الرحمن الرحيم. ( و?Zإِذْ ق?Zال?Z إِبْر?Zاهِيمُ ر?Zبِّ اجْع?Zلْ ه?Zذ?Zا ب?Zل?Zداً آمِناً و?Zارْزُقْ أ?Zهْل?Zهُ مِن?Z الثّ?Zم?Zر?Zاتِ م?Zنْ آم?Zن?Z مِنْهُمْ بِاللّ?Zهِ و?Zالْي?Zوْمِ الْآخِرِ ق?Zال?Z و?Zم?Zنْ ك?Zف?Zر?Z ف?Zأُم?Zتِّعُهُ ق?Zلِيلاً ثُمّ?Z أ?Zضْط?Zرُّهُ إِل?Zى ع?Zذ?Zابِ النّ?Zارِ و?Zبِئْس?Z الْم?Zصِيرُ) [البقرة:126] ( أ?Zو?Zل?Zمْ نُم?Zكِّنْ ل?Zهُمْ ح?Zر?Zمًا آمِنًا يُجْب?Zى إِل?Zيْهِ ث?Zم?Zر?Zاتُ كُلِّ ش?Zيْءٍ رِزْقًا مِنْ ل?Zدُنّ?Zا) [القصص:57]. ( و?Z ل?Zن?Zبْلُو?Zنّ?Zكُمْ بِش?Zيْءٍ مِن?Z الْخ?Zوْفِ و?Z الْجُوعِ و?Z ن?Zقْصٍ مِن?Z الأ?Zمْو?Zالِ و?Z الأ?Zنْفُسِ و?Z الثّ?Zم?Zر?Zاتِ و?Z ب?Zشِّرِ الصّ?Zابِرِين?Z ) [ البقرة : 155 ] ان علماء الغرب وعلماء علم النفس تحديداً قد تبهوا لاهمية الامن في حياة الانسان ايضا, فماسلو وضع الامن على راس الحاجات ضمن تصنيفه للحاجات الانسانية من خلال هرمه المعروف بهرم الحاجات الانسانية, فالانسان غير الامن لا يستطيع ان ينجز عملا ويكون شغله الشاغل البحث عن الامن مما قد يحول حياته الى مأساة حقيقية ويورثه الكثير من الامراض العضوية والنفسية. ان الاردن والحمد لله يُعد واحة امن واستقرار على مستوى المنطقة جميعا, ولهذا فان انجاز ابناء الاردن مقارنة مع غيرهم وعلى مختلف الصعد والمجالات يعتبر متميزا ومتفوقاً ومتقدماً.

لقد برزت في الآونة الاخيرة بعض المشكلات المتمثلة بانتشار بعض الظواهر الغريبة المستهجنة في مجتمعنا الاردني الطيب كالمخدرات والسفاح, والتي تمس الامن الاجتماعي للافراد, ولاهمية هذا الموضوع وحساسيته فقد اثرت ان اكتب فيه من اجل المصلحة العامة, خاصة وان كثيرا من وسائل الاعلام قد اخذت في التسابق في نشر مثل هذه الاخبار, كما ان هذه الموضوعات وعبر متابعاتي المتكررة لها وعبر الصحف المختلفة وخاصة الالكترونية منها هي الاكثر قراءة ومتابعة من قبل الاخوة القراء.

لقد تعامل الاسلام مع الزنا او السفاح او القذف بطريقة عجيبة علينا ان نفهمها جميعا, اذ كما يقول العلماء ان الاسلام بحديثه عن الزنا قد نفاه ونفى وقوعه, ولك اخي القارىء ان تتصور ذلك من خلال نص الآية القرآنية الكريمة الاتية ( و?Zالّ?Zذِين?Z ي?Zرْمُون?Z الْمُحْص?Zن?Zاتِ ثُمّ?Z ل?Zمْ ي?Zأْتُوا بِأ?Zرْب?Zع?Zةِ شُه?Zد?Zاء ف?Zاجْلِدُوهُمْ ث?Zم?Zانِين?Z ج?Zلْد?Zةً و?Zل?Zا ت?Zقْب?Zلُوا ل?Zهُمْ ش?Zه?Zاد?Zةً أ?Zب?Zداً و?Zأُوْل?Zئِك?Z هُمُ الْف?Zاسِقُون?Z )[النور : 4] اذن لقد اشترط الاسلام وجود اربعة شهداء كبينة للزنا او الحد للمدعي, ولك اختي / اخي القارىء ان تتصور حدوث هذا على ارض الواقع .

ان هذا من الامور المستحيلة الحدوث تقريبا. ان تناقل مثل هذه الاخبار واشاعتها على النحو الذي يجري الان يزعزع الامن الاجتماعي للافراد ويغرس في قلوب الناس الشك والريبة والخوف, ويجعل الكثير من الافراد يظنون ظن السوء ربما باقرب الناس اليهم ويجعلهم يتصرفون بطريقة مغايرة ومخالفة للمالوف والمنطق والاعراف.

لقد سمعت الكثير وربما سمع مثلي البعض مثل هذا الكلام والذي يعكس هذا النوع من الخوف , فمن قائل ان الجامعات قد اصبحت موطنا للمخدرات والرذيلة بدلا من الاخلاق والفضيلة, الى قائل ان الجامعات تحولت الى بيوت هوى وعشق بدلا من بيوت علم وهكذا.

لقد ترتب على زعزعة الامن الاجتماعي ان منع بعض الاباء بناتهم تحديدا من الدراسة في الجامعات احيانا او منعهن من العمل احيانا اخرى.

إن الامن حاجة انسانية فردية ملحة وان على الدولة وبكافة مؤسساتها ان تعمل على توفيره وبطرق علمية سليمة, وان من الضروري العمل على مكافحة مصادره ووقفه قبل ان يتفشى ويصبح مرضا خطيرا يُغلق على الناس ابوابهم.
 abdallahazzam@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد