في ذكرى العقد الأول لاستلام الملك سلطاته الدستورية

mainThumb

07-02-2009 12:00 AM

تمتزج اليوم الذكريات لسنين عديدة, واعوام مديدة, ابتدأت منذ تسلم الملك الباني الحسين- رحمه الله وجزاه عنا خير الجزاء- الى ان ترجل عن فرسه ورحل –كما هي سنة الحياة,وسلم الراية الى الملك المعزّز عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه,هذا هو دأب الهاشميين اذا مات منهم سيد قام سيد.

تمر الذكرى وقد حمل جلالته على كاهله من المسؤوليات ما ان تنوء بحمله الجبال, المتمعن للأيام السالفة يجدها أياما" وليال كانت مليئة بالتحديات وعظيمة بما تحقق من انجازات, الملك المعزّز قاد السفينة بحنكة وحكمّة- وما زال- في بحرلجّي متلاطم الأمواج وفيه من الظلمات ما لا يسبرغوره لولا نور منّ الله به علينا.

الأيام القادمة ايضا" مليئة بالتحديات الجسام من حولنا وحوالينا,وهي بلا شك تحمل في ثناياها مسؤوليات عظام تتجسد في فكر الملك ورؤيته الثاقبة للأمور,تحديات كثيرة داخلية وخارجية لا تزال على اجندة جلالته للعقد القادم, تحديات مقدور عليها بعون الله وبعلو الهمة والهامة واليقظة السياسية لمؤسسة العرش.

مسار السلام في المنطقة لم يكتمل بعد, ولا بد ان ينتهي باعلان دولة للاشقاء الفلسطينيين ليتوارى بعدها هاجس الوطن البديل الى غير رجعة,تحديات الأمن الاقليمي في المنطقة ما زالت غامضة ولم يتسنى لمن يدركون ابعاده من رسم سياسة فاعلة تتحداه, خصوصا في ظل حالة اللا استقرار السياسي في الدول المجاورة شرقا"وغربا",وعدم اتضاح الرؤيا لسياسة التغيير التي تنتهجها الادارة الامريكية الجديدة تجاه منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ,وما يدور في ذهنها ومخططاتها تجاة قضية اعلان الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية,اضافة لما يدور في أروقة الأمم المتحدة من اجل اصلاح المنظمة وأداتها السياسية الفاعلة"مجلس الأمن" .

بالرغم من عظم الانجاز وسلامة السفينة وأمنها, الا ان التحديات الداخلية واعادة ترتيب اروقة البيت الداخلي من اقتصادية وسياسية واجتماعية ,هموم لا تفارق اجندة القائد,ففي الشهرين الماضيين وتأثرا" بالعدوان الاسرائيلي على غزّة وما رافقها من غليان الشارع ظهرت على السطح أدوات للتعاطي السياسي وأصوات متعالية هنا وهناك –تشكك في صّحة المسار- والكل يعلم ان الصدر يضيق بما يقولون-هداهم الله, حيث خلطوا عملا" صالحا" واخر سيئا" ويحلفن ان اردنا الا الحسنى.

هذا يستدعي من كافة القوى السياسية والشعبية الوقوف صفا" واحدا" متلاحما" خلف القيادة. والأيام القليلة القادمة قد تحمل في ثناياها من القائد بيانا" للناس تجلى به الحقائق وتطمئن به قلوب المواطنين وتهدأ به خواطرهم.

للملك الباني الحسين في هذه الذكرى الدعاء بخير الجزاء, وللملك المعزّز القائد الرائد طول العمر والبقاء, لخدمة البلاد والعباد,حفظة الله وأيّده بنصرة واسبغ عليه وعلى الوطن الغالي نعمائه وأمنه, وجزاه الله كل خير, انه لا يضيع أجر المحسنين.
lawyer_adnan@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد