أمريكا وامن الخليج العربي

mainThumb

15-12-2008 12:00 AM

تشغل الولايات المتحدة مكانة بالغة الأهمية بالنسبة للوطن العربي وتلعب دورا متزايدا كفاعل رئيس في التطورات التي تشهدها المنطقة ,فهي الشريك الاقتصادي والعسكري لعديد من الدول العربية كما إن كثير من الدول العربية تعتمد على ضمانات الأمن الأمريكي, وقد تزايد هذا الاعتماد مع تطورات حرب الخليج الأولى حيث دخلت الولايات المتحدة منذ عام 1987 في علاقة جديدة مع دول الخليج العربي تتمثل في أشكال من التحالف الرسمي والضمني ,ثم تصاعد هذا الاعتماد على ضمانات الأمن الأمريكي بدرجة غير مسبوقة بعد حرب الخليج الثانية , كذلك فأن الولايات المتحدة لاتزال هي القوة الوحيدة القادرة على توجيه التطورات في مجال تسوية الصراع العربي الإسرائيلي وذلك بالنظر إلى علاقاتها الخاصة بإسرائيل وتحالفها الاستراتجي معها ولكونها المصدر الأساس للدعم الاقتصادي والسياسي لها.ومن هنا قدم الرئيس بوش الأب عاصفة الصحراء باعتبارها دفاعا عن الديمقراطية وطريقا إلى نظام دولي جديد ,وحقبة خالية من التهديد والإرهاب للسعي نحو السلام.و عالم يحترم فيه القوي حقوق الضعيف,.

وكان هذا التطور يعكس طبيعة الدور الأمريكي الراغب في الهيمنة وبان هناك مسؤولية أمنية عالمية الطابع وفقا للمنظور الأمريكي .

من ناحية أخرى كانت العلاقات لدول مجلس التعاون الخليجي مع إيران تسير في علاقة عكسية مع العراق ,بل يمكن تصور قيادة الحركة السياسية في الخليج إجمالا على هذا النحو في عملية ثأر تاريخي واضحة لما كان علية الوضع قبل حرب الخليج الثانية فقد أثبتت التجربة التاريخية أنه لا يمكن تسييس ,أو التعايش البيني للدولتين., لابل أن التنظير الأمريكي المعلن في إعقاب الحرب والذي وضعة مارتن أنديك مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط والمعروف( بالاحتواء المزدوج) كل من العراق وإيران يصعب تحقيقه على أرض الواقع لاعتبارات عديدة ليس أقلها إن العقلية الأمريكية لا زالت تصر على التعامل مع المنطقة بعقلية استعمارية وتلغي في الوقت ذاته إرادة شؤونها وتقرير مصائرها الداخلية والخارجية.

ومن هنا يمكن القول بأن هناك ثلاث مجموعات من المصالح العربية مع الولايات المتحدة هي أولا المصالح السياسية الأمنية المتعلقة بتسوية القضايا الإقليمية كالصراع الإسرائيلي وامن الخليج العربي ,وثانيا المصالح العسكرية التي تتجسد في التسليح والتدريب ,ثالثا المصالح الاقتصادية المتمثلة في التجارة والاستثمار والمعونة ونقل التكنولوجيا ويمكن القول أن النظام العالمي في فترة ما بعد الحرب الباردة يتسم بدرجة عالية من الهيمنة الأمريكية بالائتلاف مع مجموعة القوى الصناعية الكبرى,وقيادتها وفي هذا الإطار يصبح من مصلحة الإطراف العربية أن تظل قنوات اتصالها السياسي مفتوحة مع الولايات المتحدة , وان تحاول استثمار الدور الأمريكي بما يحقق الأهداف العربية وبشكل محدد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد