بركاتك ياشيخ

mainThumb

19-11-2008 12:00 AM

تعودنا منذ أن كنا صغارا أنا ومجموعة من الأصدقاء القدامى أن نقوم بالالتحاق بالمراكز الصيفية أثناء فترة العطلة الصيفية، وكانت تلك المراكز تختص بتحفيظ القران الكريم بالإضافة لاشتمالها على نشاطات ثقافية ورياضية مختلفة، المهم أنني أتذكر أن كل من كان مسؤولا عن تلك المراكز كنا بمجرد رؤيته نسرع نحوه لنقول له (بركاتك ياشيخ).

كانت تلك الايام جميلة لأن من كانوا بها كانوا يعطونها رونقا وطعما خاصا لها ،أتذكر أنني كنت أنتظر بفارغ الصبر طلوع الصباح من أجل رؤية الشيخ (عبدالحي)والشيخ(أبو المنذر)الذين كانا مسؤولين عن النشاط الرياضي ،فكانت المباريات تقام حسب المناطق، وأذكر أننا لعبنا مباراة بين منطقتنا (القصر)ومنطقة (الجديدة) وفزنا بها بعد ان أحرزت هدف الفوز بالدقيقة الأخيرة قبل الذهاب للاصطفاف بالطابور مما دعا الشيخ (عبدالحي) أن يكرمني بالطابور أمام الجميع ويطلق علي لقب (النجم)للمستوى الذي ظهرت به في تلك المباراة.

فعلا أن أيام زمان كانت تحمل (البركة) والحلاوة والجمال في طياتها وذكرياتها، فالناس كانت لا تحمل (كرها وضغينة وحقدا) كما نراه اليوم، وما دعاني للتحدث بكل ذلك هو قراءتي لخبر غريب مفاده وقوع (مشاجرة) في نهاية أعمال منتدى الوسطية بين (مشايخ)واستخدام الأيدي والادوات الأخرى بتلك المشاجرة.

فحتى (مشايخنا) ومن نظنهم قدوتنا أصبحوا ممن يحملون الادوات الحادة في اجتماعاتهم تحسبا لأي طارئ، فربما أن كلمة (بركاتك ياشيخ )والتي كانت في الماضي قد تغيرت في وقتنا الحالي إلى قول(شفراتك يا شيخ)أو بكساتك يا شيخ)أوربما(شلاليتك يا شيخ)!!!. عموما قضت أيام البركة واختفت مع الماضي الذي غادرت معه لتحل مكانها الأيام التي لا تعرف إلا لغة الشجار والعنف حتى ممن نظنهم قدوتنا وأسوتنا في مجالات الحياة المختلفة، فهاهي مجالس( المصارعة والملاكمة) قد انتقلت في جلساتهم ونقاشاتهم لذا لن أقول إلا: (سقا الله على أيامك ياشيخ عبدالحي)!!!!! muath_majali@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد