صحيفة السوسنة الأردنية

لا غبار على أن الدم الفلسطيني النازف في غزة هو دم الشهداء المكرمين عند الله عزّ وجلّ ،وان الجرح القادم من غزة هو جرح العرب جميعا لكنّ أحدا لا يستطيع أن ينكر أن الأقرب إلى الوجع والألم من ذاك الجرح هو الأردن.

منذ بكرة الأيام ونحن والأهل في فلسطين الأسيرة في الهمّ والجرح معا ، ما فرقتنا الأيام وما بعدتنا السنوات طعامهم طعامنا وماؤهم ماؤنا وهواؤهم هواؤنا ،الأمل واحد والآمال واحدة ،الألم واحد والعدو واحد .

ولن تثنينا الأيام العصيبة عن التخاذل في الوقوف مع هذا التوأم الروحانيّ سنقتسم معهم الجرح وسنتقاسم معهم الغذاء والدواء ،سنشعل لهم أصابعنا شموعا وسنكتب من أول السطر وآخره أن فلسطين عربية ،وسننشد شعر المقاومة في بيوتنا ومكاتبنا ،سنعلّق على الجدران صور الشهداء ونكتب تحت كلّ صورة من دمائنا أنتم الأعلون مع الصديقين والأنبياء.

سنحفر على القلوب اسم فلسطين ونرسم على اللوحة غزة الأبيّة سنتعلم الكتابة من جديد فنحذف (الجيم) من حروفنا إن كانت تعلمنا الجبن ونحذف (الخاء) إن كانت تعلمنا التخاذل سنحذف كلّ الحروف التي تقودنا الى التواطؤ والهزيمة،سنجعل حروفنا تشع من جديد بالحريّة والعدل والانتصار .

وإذا ما سألنا أحدهم ما لكم وأطفال غزة سنفقأ عينيه ،إذا ما سألنا أحدهم ما لكم وشهداء غزة سنحفر له قبرا بيدينا ،ونسأل الله له الزبانية ،وسنغير خارطة الطريق المؤدية إلى تقسيمنا من جديد ،ونقرأ كلّ يوم على أولادنا أنّ القدس عربية سنرضع أولادنا محبة التوأم الذي لم يرحل عن وجداننا ،سنطعمهم الحرية والوحدة العربية ،وننسف من ذاكرتهم المشهد المؤطر بالسلامة الأنية . فالدم واحد يا فلسطين الأبية.