أوباما والتحديات المستقبلية

mainThumb

21-01-2009 12:00 AM

هل نبارك لأنفسنا تولي أول رجل أسود من أصول إفريقية من العالم الثالث (باراك اوباما ) منصب رئيس الولايات المتحدة بعدما ادى اليمين الدستورية أمام البلايين المراقبين من قرب ومن بُعد،أم نفرح كثيرا لمغادرة الرئيس السابق سدة الحكم بعد أن لاقى ما لاقاه منا ومن حذاء المنتظر ،ما أشعر به الآن أنني أمام مفارقات من المشاعر تجاه هذا الموقف ،بين رعشة البكاء على أنّ الآمال العربية معقودة بشخص الرئيس الجديد ونمط تفكيره بالأوجاع والآلام والتفرقة العنصرية على أساس من العرق والدم والأصل وبين الفخر والأنتصار إلى أنّ ما أخذه الرئيس القديم من هدية أهداها أياه المنتظر تعبيرا عن الغضب والحبّ عن الوجع والصحوة امام جماهير الأمة كان كافيا ليعرف الجميع أن لدينا مشاعر جياشة من الغضب تجاه م?Zن ينزل بساحتنا نزول المستعمر المتعالي.

جملة من الأسئلة المطروحة تتزاحم الآن في رأسي ندفع بها إلى الرئيس الجديد علّها تقدّم نفعا لنا قبل أن تقدّم اجابات مرهون أمر وضوحها بما نطمح ونأمل ،ومنها :هل تعلّمت أيها الرئيس الذي وجد حلمه بعد زمن من العذاب والقهر كيف يكون ثمن الخيانة وثمن القهر وثمن الاغتصاب للدم العربي أم لا ،هل خطر ببالك حجم المسؤلية الدينية وأنت تلقي اليمين الدستوري واضعا يدك اليسرى على الكتاب المقدس تجاه المنكوبين والمقهورين والمستعمرين من بلادنا،هل ذكرتك لحظة العذاب القديم حين كنت لا تجرؤ على الوقوف بمطعم يرتاده البيض بأطفالنا الذين هجّروا من مطاعمهم ومنعوا من غذائهم ما ذنبهم إلا أنهم طالبوا بحقوقهم الانسانية ،هل ستؤكد ما قلته من ان الولايات المتحدة "ستبدأ وبشكل مسؤول بترك العراق لشعبه وارساء سلام في افغانستان".

هل سيشفع اسم الحسين العربي الاسلامي الذي يتوسط اسمك وأنت القائل: "انا باراك حسين اوباما اقسم انني سانفذ بامانة مهام منصب رئيس الولايات المتحدة، وساعمل باقصى ما لدي من قدرة على صيانة وحماية دستور الولايات المتحدة والذود عنه"- لهذه الشعوب التي عانت وما تزال تعاني من الاستعباد والقهر والعنصرية اليهودية كما واجهت وعملت على مواجهته يوم كنت تقف في الباص للبيض إذا ما دخلوه،هل سيتفعك هذا للقضاء على فكرة شعب الله المختار ،هل علمت حقا من هم الأرهابيين الآن وأنت القائل محذرا الارهابيين في كل انحاء العالم من انهم لن ينجحوا في اضعاف الولايات المتحدة، مؤكدا انك "ستلحق الهزيمة بهم".

وأنّ"الذين يسعون الى تحقيق اهدافهم من خلال الارهاب وقتل الابرياء نقول لهم الان: لا يمكنكم القضاء علينا وسنلحق الهزيمة بكم".،أتمنى أنك تقصدهم لأنهم هم الذين سيهلكونك ويهلكون أمريكا .

هم قتلة الأبرياء أيها الباحث عن الاستقرار والحريّة والعدل والصداقة، وقد اخترت "الامل عوضا عن الخوف".

أنا أعتقد أن التحديات التي أشرت إليها في خطابك وكانت في أغلبها تشير إلى ان الاقتصاد الاميركي يحتاج الى تحرك "جريء وسريع" وقد تعهدت بايجاد وظائف جديدة وارساء اسس جديدة للنمو. وأنك سنبني الطرقات والجسور وشبكات الكهرباء والخطوط الرقمية التي تغذي اقتصادكم وتصلكم ببعضكم"ليست هي بحجم التحديات التي تغافلت عنها كرئيس عالمي له حظوة وله حضوره وثقله السياسي والاقتصادي والعسكري في العالم كلّه.

هناك تحديات أكبر تتعلق بصحوة الضمير وإرساء العدل وإحقاق الحقّ ونبذ التفرقة العنصرية لا خلقها من جديد وأنت العارف جيدا ما تقدمه العنصرية من وباء وداء .ثمة أطفال لنا يقتّلون في فلسطين لا في العراق فحسب ،ثمة من يبحث عن السلام في لبنان وفي السودان وفي ساحل العاج وفي قارتك التي نزحت منها لا في افغانستان فحسب .

ما أقوله لك أيها الرئيس المسافر من رحم المعاناة وقد رضعت حليب البحث عن الحريّة -إن الجسور التي ستبنيها لتتصل بالآخر هي ذاتها الجسور التي ستمنعك من ان تتصل بالآخرين إذا ما تعهدت بتغيير السياسة الأمريكية القديمة ،وإن الخطوات التي تعهدت بإنجازها بسرعة وجرأة للنمو الاقتصادي هي ذاتها الخطوات التي تحتاجها كثير من الشعوب الموغلة بمشاعر القهر والظلم لتتحرر من شبح الليل وشبح الصهوينية وشبح الجوع وشبح التشذرم وشبح التهجير , أعتذر لك لأنني قد كلفتك ما لا تطيق وذكرتك بحذاء المنتظر و بالتصرف القائم على الازدواجية الفرديّة للعهد القديم ،وذكرت أمامك القهر والظلم والجوع والتشرّد وأنت الآن تشرب نخب الانتصار وكأس من مشهد النجاح، ولكننا للآن نرى أطفالنا المنكوبين تحت الانقاض شموعا تحترق في عيد عهدك الأول البكر المجيد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد