الجولان مقابل حزب الله

mainThumb

01-04-2008 12:00 AM

سوريا دولة دكتاتورية بكل معنى الكلمة ، فهناك كم قاس ووحشي للافواه المعارضة ، الاجانب موجودون هناك قيد المراقبة الدائمة ، كل بريد الكتروني يتعرض للفحص ، وكذلك كل فاكس ، انها دولة بوليسية ، الا ان سوريا هي ايضا الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط التي نجحت في كبح جماح الموجة الاسلامية ، فالاب حافظ الاسد هو الذي قام بالجزء الاصعب من المهمة عندما خاض حرب لا هوادة فيها ضد الاخوان المسلمين الذين حاولوا القضاء عليه ، ونجح في القضاء عليهم وقطع دابرهم من خلال مذبحة جماعية في مدينة حماة السورية في عام ,1982

مرت سنوات وبدأت في سوريا في عام 2000 موجة اصلاحية ، مئات المفكرين وقعوا على عرائض تدعوا للدمقرطة ، في البداية بدا ان بشار الاسد يسمح لهم بالتحرك ، لكنها كانت وهما قصير المدى ، ففي أواسط 2001 بدأ القمع ، وجزء من النشطاء أُدخلوا السجن ، النظام سماهم "عملاء الغرب" بالتأكيد ، لقد نادوا بالديمقرطية ، وها هم يتعرضون للقمع منذئذ ولكن مثلما هو الحال في مصر لا يؤدي قمع الليبراليين الى قمع المسلمين ، فالشارع السوري حسب رأي الخبراء يزداد تأسلما يوما بعد يوم ، وبالرغم من ذلك ما زالت سوريا دولة مستقرة ، وربما احدى الدول الاكثر استقرارا في المنطقة.

يدور في الاسابيع الاخيرة جدل حول المسار السوري: بن كاسبيت وعوفر شيلح في صحيفة "معاريف" ويوئيل ماركوس في "هـآرتس" أوصوا بالدخول الى المسار السوري ، فلربما يكسر ذلك محور الشر او يسد قناة الحياة بين ايران وحزب الله - ربما ، عاموس جلبوع احد قادة الاستخبارات سابقا كتب في "معاريف" ان هذا وهم بلا رصيد.

جلبوع محق ، فاحتمالية ان تمد سوريا اسرائيل بالبضاعة التي تطلبها وان تحطم محور الشر ضئيلة جدا ، الا ان هذه الاحتمالية الضئيلة ليست سببا لاغلاق المسار السوري من المفاوضات ، فان وفرت سوريا البضاعة فهذا يوفر الثمن والثمن معروف ، وان ادى السلام مع سوريا للقضاء على حزب الله وكسر المحور الاسلامي الايراني الناشيء من حولنا فذلك يبرر الثمن الباهظ.

هناك سبب آخر: للاستعداد الاسرائيلي نفسه مغزى ومعنى ، لانه ان اضطرت اسرائيل الى التصادم مع حزب الله او سوريا معا او فرادا فستكون اقوى بكثير ان حدث ذلك بعد ان تكون جربت طريق السلام ، اجل فالقضية هي قضية عدالة الطريقة ، قضية لتكون ايادينا نظيفة ، لان الجنود الذين سيضطرون لدفع الثمن الفادح عندما تحين الساعة سيعرفون اننا قد جربنا النهج الاخر ، اذن اجل يجب ان نجرب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد