خمس سنوات من الفشل في العراق

mainThumb

27-03-2008 12:00 AM

لو أشرف الرئيس جورج بوش ورئيس وزراء بريطانيا توني بلير كمديرين تنفيذيين على ممارسات التضليل والاحتيال في المدينة التي تشبه الممارسات التي ارتكبوها في العراق ، لصرفا من الخدمة على الفور وبطريقة فظة. خمس سنوات مضت حتى الآن واصبح ارث حرب العراق واضحا. حسب الدراسة التي اجرتها مجلة "لا نسيت" الطبية البريطانية المرموقة ، قتل اكثر من مليون مدني عراقي - وهو رقم يفوق حتى ارقام الابادة الجماعية في رواندا. وفقا لجوزيف ستيغليتز ، تصل التكلفة التي تحملتها بريطانيا عن القتال في العراق وافغانستان الى حوالي عشرة مليارات جنيه استرليني ، اكثر من ثلاثة مليارات منها انفقت في العام الفائت وحده. واستنادا الى تقديرات مكتب الموازنة في الكونغرس ، بلغت تكلفة الحرب بالنسبة للولايات المتحدة تريليونات الدولارات.

انتهاكات خطيرة شاملة لحقوق الانسان ارتكبتها الدول المحتلة. أو سمحت بها ، وتتضمن التعذيب واساءة المعاملة في سجن ابو غريب ومعتقل غوانتنامو ، واستخدام الفسفور الابيض وقصف وقتل المدنيين أضافة لأعمال الاغتصاب والفظائع الأخرى.

أخيرا ، تضاعف سعر النفط اربع مرات منذ عام 2002 ووصل سعر البرميل الى حوالي 110 دولارات.

المذهل في هذه الروايات والاحصائيات ان السياسيين المسؤولين عنها لم يصبحوا عرضة للمحاسبة رغم حقيقة أن ما بين 65 70و بالمائة من العراقيين يعارضون الحرب ، ورغم حقيقة أن الحرب اصبحت كارثة تامة.

لقد دخلنا فترة خطيرة في السياسية العالمية ، فترة لا يحاسب السياسيون البريطانيون فيها على اخطائهم او كذبهم.

موقف بلير غير الرسمي حيال حكم القانون الدولي تجلى بوضوح من جديد هذا الاسبوع عندما اعترف وزير الخارجية ديفيد ميليباند امام البرلمان بأن بريطانيا ساعدت في تسليم معتقلين للولايات المتحدة في عام 2002 ليواجهوا معاملة مشكوك فيها من محققين أجانب في سجون أجنبية.

لقد اصبحنا ضالعين في سلسلة من "الاساليب القذرة" السرية المخادعة في ما تسميها اميركا "الحرب على الارهاب". يجب ان يتوقف هذا الامر الآن.

حرب العراق كانت منذ البداية غير اخلاقية ، وغير قانونية ولا يمكن كسبها. لم نوفر قوات او معدات كافية ، ولم نوفر الموارد الكافية لدعم المدنيين على الارض. لقد فشلنا في توفير الامن ، وفشلنا في توفير حكم جيد وفشلنا في جهودنا لاعادة الاعمار. العراق اليوم اقل امنا واستقرارا مما كان عليه تحت حكم صدام حسين. حتى أيام صدام ، لم يلجأ مليونان من العراقيين الى الهرب خارج البلاد ولم يكن هناك مليونان آخران من المشردين داخل بلدهم. الفشل كما عبر عنه المركز العراقي للابحاث والدراسات الاستراتيجية في استطلاع اجراه في كانون الاول عام 2006 ، هو ان 90 بالمائة من العراقيين يعتبرون أن العراق كان أفضل تحت حكم صدام حسين.

ماذا تفعل قواتنا فعلا في جنوب العراق؟ لم تكن هذه القوات قادرة على منع ذبح الشعب العراقي. اعتقد ان السبب الوحيد لزيارة رئيس الوزراء غوردون براون للعراق هو توفير غطاء من التمويه للتواجد الاميركي.

يجب علينا ان ننسحب من العراق ونعيد نشر قواتنا في مكان آخر من العالم نكون فيه قادرين على القيام بعمل جيد. ان استمرار هذه الحرب سوف يؤدي الى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.

في كانون الثاني 2006 ، طالب الجنرال سير مايكل روز رئيس الوزراء بلير بالرد على اتهامه امام القضاء بالتقصير بشان العراق. انا سوف اتقدم بطلب مختلف اكثر اعتدالا لخليفة بلير: السيد رئيس الوزراء ، أناشدك والحكومة البريطانية اعلان تاريخ لانسحاب قواتنا من العراق ، وان تفعل ذلك اليوم قبل الغد.

أتفق من كل قلبي مع بيان منظمة العفو الدولية (امنيستي) هذا الاسبوع انه قبل اجراء تحقيق مستقل مطلوب وضروري ، يتعين على الحكومة ان تدين من غير لبس كل" عمليات تسليم المعتقلين ونقلهم سرا وكذلك برنامج الاعتقالات في الظل."

بالتأكيد ، لقد حان الوقت كي نعترف بان الحرب كانت كارثة. أناشد براون بان يكون لديه القوة والامانة ليفعل الشيء الصائب ، ويعترف باخطاء سلفه وان ينسحب من العراق بشكل كامل وعلى الفور.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد