خطوة اولى في مسيرة المليون

mainThumb

05-12-2007 12:00 AM

ما الذي أسر عيوني في مشهد انابوليس؟ انه عدم الانفعال ، ثلاثة زعماء منتوفي الريش مصابون بجراح المعارك ومتعبون وقفوا على منصة الخطباء وكانوا يرغبون ، بل يرغبون جدا بالوصول بهذه الحكاية الدموية الى خاتمتها السعيدة ، يريدون ولكنهم لا يستطيعون على ما يبدو.

فبوش "عالق" في العراق مع اربعة آلاف قتيل ، وسيدخل التاريخ الامريكي على ما يبدو كرئيس متعثر فوضوي. وأبو مازن؟ يعيش على الوقت المستقطع حيث توجد القوة الحقيقية في يد خصومه من حماس.

أما ايهود خاصتنا ، ايهود اولمرت ، فما زال يعاني من متلازمة لبنان ومرض فينوغراد (وأقل من ذلك من التحقيقات الشرطية) ويتمتع بدعم شعبي قليل.

ولكن ماذا بعد؟ ، وضع الثلاثة الصعب تحديدا يمكنه ان يكون عصا التحفيز لـ"وصايا الاعمال الخيرة" ، وكل شيء بالطبع وفقا للناظرين ، ماذا لديهم حتى يخسرونه؟ ، بامكانهم ان يدخلوا التاريخ بقوة - ولكنهم يذكرون ايضا ماذا حدث للقادة الذين أرادوا جدا مثلهم في السابق ، فأحدهم دفع حياته ثمنا.

في شهر تشرين الثاني سيصادف مرور ستين عاما على قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة الذي نشأت دولة اسرائيل على اساسه ، معلومة تفصيلية مثيرة: بنحاس يورمان يقول في كتابه المثير للاهتمام "دولة مبتدئة" ، الذي صدر مؤخرا ، أن ثمن انضمام اسرائيل للامم المتحدة كان ثلاثة ملايين ونصف دولار.

على ماذا ولماذا؟ تنظيم اجتماعين استثنائيين للجمعية ونفقات اللجنة الخاصة التي حققت في مجريات الاحداث في ارض اسرائيل ونفقات الوساطة. وساطة؟ ما هذا ، من الذي حصل على ذلك؟ صحافة تلك الايام نشرت انه "وفقا للتقديرات ستضطر الدولة الجديدة (أي نحن) الى دفع اربعين سنة حتى نغطي النفقات التي تترتب على اقامتها".

من سيزيل الغبار عن أعين اولئك الذين اعتقدوا قبل ستين عاما ان الدولة الوليدة ستحتاج الى اربعين عاما حتى تعيد ديونها البالغة ثلاثة ملايين ونصف دولار؟ هذا كما يبدو لي اقل من ساعة واحدة من وجود الدولة على الاقل وفقا لكتاب الميزانية.

في شهر تشرين الثاني ستصادف الذكرى ، كان هذا اليوم الذي فرحنا به ، آلاف اليهود خرجوا عن اطوارهم وسافروا في سياراتهم وشاحناتهم مصفرين صارخين: "دولة عبرية ، هجرة حرة ،"، كانت تلك احدى الاحداث الاولى التي نقشت في ذاكرتي. ليس من الممكن المبالغة في اهمية قرار التقسيم في تشرين الثاني ، فالقرار الذي أقام لنا دولة وأدخلنا الى أسرة الشعوب هو أحد العلامات الفارقة التي تلازم دولة اسرائيل حتى آخر الايام ، موعد التقسيم في تشرين الثاني يوم يجدر بنا أن نتذكره.

كما ليس من حق اليمين الاسرائيلي فقط ان يرفع صوته مع بدء الاتصالات مجددا بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية ، بل ان من واجبه ان يفعل ذلك ، لانه اذا لم يفعل فما هي جدوى وضرورة وجود مثل هذا اليمين؟ ما الذي يتبقى له حينئذ؟ مظاهرات بيتار القدس؟.

كنا لنقول ايضا انه لولا مثل هذه المظاهرات لكان على اولمرت أن يطلب تنظيم مظاهرات مثلها ، اولمرت يحتاج لأن يظهر لبوش ولأبو مازن ولكل العالم ان الوضع صعب بالنسبة له ايضا ، وان لديه هو كذلك خصوما من داخل البيت وان من الواجب الاكتراث لأمره ايضا عند اتخاذ القرارات المصيرية والتاريخية. ولكن على اساس الماضي المؤلم والمحزن يتوجب على قادة اليمين والصهيونية الدينية الوطنية ان يضعوا حدودا وقيودا وتحفظات للاحتجاج ، مسموح لهم كل ما هو مسموح في الدولة الديمقراطية وبالوسائل الديمقراطية ، ومن المحظور كما نعلم جميعا منذ زمن ، كما تفيد قواعد اللعب عندنا ، والجميع يعرفون ما هو المحظور.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد