السلام قد تنشده أي دولة إلا اسرائيل

mainThumb

05-12-2007 12:00 AM

خالد يقلل من أخذ اولاده لقريته الاصلية غربي الضفة ، جنوبي قلقيلية ، ومن الصعب عليه ان يجلس على سطح منزل والديه وان يطل من هناك على ارض العائلة (مسافة 500 متر) ، دون ان يتمكن من الوصول اليها ، وهذه الارض كانت دائما نوعا من الوعد: وعدا بدخل ثابت حيث يعمل كل الاشقاء والشقيقات من اجلها ويأكلون من ثمارها ، وعدا بالراحة من الفوضى الحضرية والعمرانية في المدن ، ونوعا من التأمين والتوفير للايام السوداء - المرض لا سمح الله أو توفير الدراسة العليا للاحفاد ، ومن الممكن دائما بيع دونم واحد أو البناء عليه من اجل تحقيق حلم.

وبين السطح والوعد ، وبين العشرين دونما المتبقية للعائلة ، هناك جدار فاصل: جدار قبيح من الاسلاك المعدنية العالية وخطوط عريضة واسعة من الارض المجروفة المقتلعة الاشجار.

وسطح منزل طفولة خالد بالنسبة له منطقة الحنين والشوق ، فهو يرى كل الارض الموعودة ولا يستطيع ان يصل اليها مثل جبل نيبو ، فموظفو الادارة المدنية يعكفون على ابتداع اجراءات بيروقراطية معقدة وطويلة من اجل اصدار تصاريح الدخول الدورية للاراضي الخاصة التي تقع خلف الجدار ، والى ان يتم سبر غور هذه الاجراءات والتعرف على كنهها سرعان ما تتغير وتصبح المعايير والمتطلبات أصعب.

النتيجة: الآباء يحصلون على تصاريح دخول لاراضيهم ، إلا انهم لا يستطيعون فلاحتها وحدهم ، الأبناء والأحفاد يستطيعون الحصول على تصريح ، ولكن ليس كأبناء عائلة وانما كعمال ، والتصريح محصور لايام قلائل وليس ملائما لمن عمله المنتظم في مكان آخر ، وعدا عن ذلك مجرد واجب طلب التصريح للوصول الى ممتلكات الأسرة - وكل ذلك فقط اذا برهنت على سبب قوي مقنع برغبتك في ان تكون في ارضك - مثير للغضب لدرجة تدفع الناس الى التنازل عنه مسبقا.

وفي الضفة هناك مليوني خالد ، لكل قرية ومدينة وعائلة هناك ارض تمنعهم اسرائيل من الوصول اليها في المنطقة (ج) ، 60 % من الضفة ، بواسطة الجدار الفاصل ، والشارع الامني الخاص بالمستوطنات ، والمستوطنات المشيدة على جزء من الاراضي مغلقة امكانية الوصول الى الارض المتبقية غير المصادرة ، وشارع يحظر على الفلسطينيين دخوله ، وكذلك منطقة عسكرية مغلقة أو معسكرا أو حاجزا.

حكومة اسرائيل تحظى بالثناء والمديح لموقفها من "الدولتين لشعبين" ، المبدأ الذي تبناه قادتها كما يبدو شكليا وحملوه معهم الى انابوليس ، ولكن اسرائيل ترفض الالتزام بجدول زمني لتطبيق هذا المبدأ ، وفي غضون ذلك يتم دمجها في الجيش والادارة المدنية والمستوطنات بادارة المنطقة لحظة بلحظة وتجري مفاوضات أحادية الجانب حول حجم الدولة الفلسطينية المستقبلية وشكلها ، وهم يفعلون كل شيء حتى يضمنوا عدم اعادة ملايين الدونمات من الارض التي هي الاحتياطي لهذه الدولة ، الى اصحابها الشرعيين ، وهم يتسببون باظهار المزيد من المناطق كاراض مهجورة ، قفراء ، أو ما يسمى بالقاموس الاسرائيلي الشائع "اراضي غائبين" ، أي ان دولة الشعب اليهودي قد تعلمت كيف تعلن عنها كدولة خاصة بها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد