صحيفة السوسنة الأردنية

الحكايات التي نقولها للأطفال قبل النوم: أعظم وأعمق أثرا من كل ما سوف يتعلمه الطفل في المدرسة والجامعة.. لماذا؟!

لأن هذه القصص، الى جانب انها مثيرة ومسلية وتبعث على النوم، فيها كل القيم الأخلاقية والفنية. فكل قصة لها معنى من الصبر وانتصار الخير على الشر. والإيمان بقدرة الانسان وتفوقه على الحيوان وعلى الجن ايضا!

مثلاً، قصة (الصياد والعفريت) في (الف ليلة). فالصياد يلقي بالشبكة.. ويسحبها فلا يجد إلا أحجارا وأصدافا، وفي المرة الرابعة يخرج قمقم يفتحه فينطلق عفريت قد حبس فيها من ألوف السنين.

هذه كارثة. والعفريت أقوى من الإنسان. ولكن ذكاء الانسان هو الأقوى. فقال الصياد للعفريت: أنا مندهش كيف انك بهذا الطول قد انحشرت في هذا الإناء الصغير. هذا شيء غير معقول بل مستحيل.

قال له العفريت: ليس مستحيلا وسوف ترى.

ودخل العفريت في الإناء الفخاري فما كان من الصياد إلا أن أغلق القمقم وألقى به في البحر!

وهذا مصداق لما جاء في القرآن الكريم من أن النبي سليمان أراد أن يرى عرش الملكة بلقيس والتفت الى العفاريت. فقال (عفريت من الجن أنا آتيك به قبل ان تقوم من مقامك. وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك)..

وما نسمعه اليوم عن الأشباح والأرواح والجن يدل على قدرة متواضعة جداً للعفاريت كأن يأتي بشيء من مكان الى مكان. ولكن الذي استطاعه الإنسان هو إبداع رائع. لا في الأرض وحدها وإنما في الكواكب وبينها..

بمثل هذه المعاني يجب أن ننقل للأطفال هذه الحكايات ومعانيها السامية الأخلاقية التي تمجد الانسان والرحمة وحب الحياة والناس!