العراق والحاجة إلى صانع سلام .. توماس فريدمان
توماس فريدمان ـ نيويورك تايمز
لا أستطيع أن أتخيل كيف سأشعر لو كنت والد أحد الجنود الأميركيين في العراق، وقرأت لتوي بأن البرلمان العراقي قرر أخذ فترة عطلة طيلة شهر أغسطس لأن الطقس، كما أوضح المتحدث باسم البيت الأبيض، "توني سنو"، حار جداً في بغداد. والحق أنه سبق لي زيارة بغداد في الصيف والجو هناك حار جداً ، لكن الأكثر قيظاً من كل ذلك هو أن ترتدي الزي العسكري الأميركي وتحمل بندقية وحقيبة الظهر وتتصبب عرقاً تحت خوذة فولاذية، بالإضافة إلى التوجس الدائم من أن تقذف في وجهك قنبلة من مكان مجهول. وقد أخبرني أحد الجنود أنه فقد ستة أرطال في يوم واحد، لكن في المقابل نحن على يقين بأن البرلمان العراقي مكيف. لذا دعونا نتأمل الوضع قليلا: فالبرلمانيون العراقيون، على الأقل الذين لم يقاطعوا البرلمان، سيكونون في إجازة خلال شهر أغسطس ليهربوا من الصيف القائظ، بينما الرجال والنساء الأميركيون إلى جانب جنود الجيش العراقي سيقاتلون في عز الحر لخلق بيئة أمنية مناسبة يستأنف السياسيون العراقيون بعدها تشاحنهم في شهر سبتمبر في الوقت الذي تشتعل فيه البلاد.
وحتى تعرفوا رأيي أقول بأن كل ذلك محض هراء. فلكي تتخذ إدارة الرئيس بوش من حالة الطقس في بغداد ذريعة للبقاء، فذلك يثبت فقط درجة ارتهانها للعراقيين. فالإدارة الأميركية تعترف على الدوام بأن الزيادة في عدد القوات ضرورية، لكنها غير كافية لوحدها. وهذا صحيح تماماً، إذ لا بد أن يصحب ذلك اتفاق سياسي بين الأطراف العراقية، والحال أن التقرير الأخير حول العراق يشير إلى أنه لا وجود لإرهاصات اتفاق ما في الأفق المنظور. فأين إذن الجهود الدبلوماسية؟ وماذا ننتظر؟ يوم منعش في ديسمبر؟ ولا يملك أحدنا وهو يقرأ الأخبار اليومية في الصحف عن الأميركيين الذين يذهبون إلى العراق في جولتهم الثالثة، أو الرابعة، ثم نرى أن هذه الإدارة لم تكلف نفسها عناء إرسال أفضل دبلوماسييها، ولو لجولة واحدة في محاولة جدية وشاملة لحل الصراع، لكنها راهنت بكل ما لديها على الجيش، سوى أن يصاب بالغثيان. صحيح أن وزيرة الخارجية "كوندوليزا رايس" ستقوم بإحدى زياراتها السريعة والخاطفة إلى الشرق الأوسط في الشهر المقبل لحشد التأييد لمؤتمر سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال الخريف القادم، وأنا طبعاً مع أي مفاوضات عربية- إسرائيلية، لكن المكان الذي يحتاج أكثر من غيره إلى عقد مؤتمر من أجله هو العراق، ولن يحدث ذلك بالاعتماد على دبلوماسية الزيارات الخاطفة.
والواقع أن الرئيس بوش يثير في نفسي الكثير من الحيرة. فإذا كان مجمل تركته الرئاسية يستند إلى العراق، فلماذا لا يقوم بشيء حاسم؟ لو كنت مكانه لجندت أفضل المفاوضين مثل "هنري كسينجر" و"جيمس بيكر" و"جورج شولتز" و"جورج ميتشل" و"دينيس روس" و"ريتشارد هولبروك" ولطلبت من أحدهم، أو من جميعهم الذهاب إلى بغداد، بتفويض واضح من الأمم المتحدة، وبالتوجيهات التالية: "إني أريدكم أن تذهبوا إلى المنطقة الخضراء في بغداد والاجتماع بالفصائل العراقية وألا تعودوا إلى الوطن إلا بعد أن تصلوا إلى إحدى النتائج الثلاث التالية: 1- أن تجدوا حلاً للقضايا المرتبطة باقتسام النفط والسلطة التي تعرقل المصالحة السياسية؛ 2- أو تستنتجوا بأن تلك العراقيل هي أكبر من أن تُحل ومن ثم تقدموا للعراقيين خطة للتقسيم يمكن طرحها أمام الأمم المتحدة وتشرف على تنفيذها قوات دولية: 3- أو تستنتجوا بأن العراقيين غير قادرين على الاتفاق لا على المصالحة السياسية، ولا على خطة التقسيم، وهنا تخبرونهم بصراحة أن الولايات المتحدة لا تملك من خيار سوى إعادة نشر قواتها إلى الحدود وترك العراقيين يحلون مشاكلهم بأنفسهم".
والنقطة الأخيرة مهمة للغاية، ذلك أن أي محام سيخبرك بأنه إذا كنت تتفاوض مع طرف آخر يعرف بأنك لا تستطيع الانسحاب، فإنك لا تملك أي نفوذ معه. وفي العراق لم يكن لنا يوماً نفوذ قوي لوجود قناعة راسخة لدى العراقيين بأننا لن ننسحب أبداً، وبالتالي لا يوجد ما يدفعهم إلى التنازل من أجل التسوية. وهذا ما يفسر استمتاع البرلمان العراقي بإجازته في شهر أغسطس بينما يحارب جنودنا في الحر، وهي الصورة التي تنطوي على خلل ما. فأولاً يقضي بوش ثلاث سنوات وهو ينكر ضرورة رفع عدد القوات في العراق لفرض الأمن والاستقرار، وعندما بدأت الأمور تخرج عن السيطرة مع تجذر الميليشيات في كل مكان أعلن قرار الرفع في عدد القوات منتقداً الآخرين لنفاد صبرهم. وفي الوقت نفسه يعلن الرئيس بوش عن عقد مؤتمر للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بدل العراقيين، وهو في ذلك يشبه الرجل الذي استدعى رجال الإطفاء لا ليخمدوا الحريق في بيته المشتعل، بل ليطفئوا لهيب النيران في الشارع.
ولا شك أن مغادرة العراق ستكون مدمرة من الناحية الأخلاقية والاستراتيجية، لكن الاكتفاء بالرفع من عديد القوات من دون وجود خريطة طريق تنهي الصراع السياسي ومع غياب المشرعين العراقيين في إجازاتهم، فإن النتيجة ستكون أيضاً غير مسؤولة أخلاقياً واستراتيجياً. إننا مدينون للعراقيين بأفضل عسكريينا وجهودنا الدبلوماسية لمنع وقوع الكارثة التي ستترتب عن انسحابنا، لكنهم إذا لم يستغلوا تلك الجهود فإننا مدينون لجنودنا بتذكرة العودة إلى الوطن.
انخفاض ملحوظ في أسعار السلع في سوريا .. فيديو
النادي الفيصلي: أزمة فنية وإدارية تُهدد مسيرته التاريخية
مانشستر سيتي يواصل صحوته في الدوري الإنجليزي
فضائح وكشف المستور .. شمس الكويتية تتصدر مواقع التواصل
66 شهيداً بغارات للاحتلال على غزة منذ الفجر
هل سيكون الشرع رئيساً لسوريا .. توقعات ليلى عبد اللطيف تهز المواقع مجدداً
النائب الغويري: لا اؤيد خروج السجناء المصنفين بالخطرين بالعفو
هل تحقق قرارات الحكومة جودة التعليم وتعزز الحريات
موعد الترخيص المتنقل في الأزرق وبلدية برقش
المومني يعلق على قرار حكومي مهم .. تفاصيل
غزة .. خروج المستشفى الإندونيسي عن الخدمة
تنفيذ 13 مشروعاً في مواقع أثرية بالمفرق
ليلى عبداللطيف تتنبأ للأردن في 2025 هذه الأحداث
الشرع يعين مواطناً أردنياً عميداً بالجيش السوري .. من هو
من هو حمزة العلياني الحجايا صاحب راتب 4 آلاف دينار
الأردنيون يتعاطفون مع الفنان إبراهيم أبو الخير
موظفون حكوميون إلى التقاعد .. أسماء
ليلى عبد اللطيف: بطولات وتضحيات وحكومة جديدة بفلسطين
مخالفات في جامعة البلقاء التطبيقية
تجميد 6529 طلباً للاستفادة من المنح والقروض الجامعية والسبب ..
قريباً .. الاحتفاظ برقم هاتفك حتى لو غيرت الشبكة
النائب الأسبق زيادين يعارض إصدار عفو عام
قرارات حكومية بشأن المركبات الكهربائية
المستحقون لقرض الإسكان العسكري لشهر كانون الأول .. أسماء
إعلان أسعار المحروقات للشهر المقبل .. تفاصيل