مشهد تسوّق كارثي

mainThumb

17-12-2008 12:00 AM

دخلت يوم أمس أكثر من محل لأتسوّق، وقد مكثت لأكثر من ساعة في المحلات دون أن أتمكن من شراء شيئ .

المحلات التي قصدتها كانت بعض عقول مجموعة من الشباب (ذكورا وإناثا!). فحصت المنتجات التي عرضت عليّ للبيع، ولم أتمكن من الإقتناع بجدوى الشراء لتدني القيمة الموجودة في كل منتج معروض ، حيث يقوم المشتري غالبا في تقييم القيمة بإستخدام معادلة فائدة/فوائد المنتج بالنسبة الى الثمن الذي سيدفع.

والثمن عادة لا تمثله النقود التي تدفع فقط، وإنما يضاف اليها بنودا اخرى لا تقل أهمية عن النقود مثل : الوقت، مخاطر الشراء، الجهد المبذول في عملية الشراء والتضحية بالفرصة البديلة....إلخ.

من المنتجات التي فكّرت في تسّوقها: مستوى اللغة العربية وخصوصا الإملاء، مستوى اللغة الإنجليزية وخصوصا قواعدها ، محادثتها وكتابتها، مستوى التحصيل الجامعي، طرق التفكير ومستوى الافكار أو وزنها والتي تحملها العقول (المحلات) تلك!.

تطوير منتج وطرحه للبيع يحتاج الى المرور بمراحل ، والمراحل تحتاج الى وقت وجهد كبيرين من قبل المطوّر. لم يفكر من قابلتهم سوى بمنتجات خاوية ليس لها قيمة مثل تبادل مواد عبر البلوتوث ورسائل نصية وإجراء مكالمات لا معنى لها، او مشاهدة برامج معظمها عاطفية عبر الفضائيات او النوم لساعات طويلة او قضاء وقت لا بأس به في التجوّل في المولات والمحلات او.... أمامنا مهمة إعادة التفكير بموضوع المنتجات التي تبيعها عقول الابناء قبل فوات الأوان و قبل ان يكبر عبئ خوائهم أكثر مما هو عليه الان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد