صحيفة السوسنة الأردنية

مرت علينا ايام العيد واتقدم الى الشعب الاردني وقيادته الهاشمية بافضل التهاني والتبريكات ونسأل الله تعالى العفو والعافية وأن يحمينا جميعا من كل مكروه وكل عام وانتم بخير . أثناء مطالعتنا للمواقع الالكترونية خلال عطلة العيد التي بدأت من يوم الاحد 7 / 12 / 2008 حيث وقفة الحجيج الكرام على صعيد عرفات الى انتهائه مساء يوم الخميس 11/12/2008 وتعطلت الصحف الورقية تبين بان طرقنا الداخلية والخارجية سجلت 801 حادث سير اي بمعدل 160.2 حادث لكل يوم وبمعدل 6.675 حادث لكل ساعة نتج عنها للاسف الشديد 17 وفاة اي بمعدل 3.4 وفاة لكل يوم و عدد الاصابات 153 اصابة منها 15 بليغة وكانت عدد المخالفات 800 مخالفة على الطرق الداخلية و3171 مخالفة سجلتها الدوريات الخارجية كان منها 2597 مخالفة رادار اي زيادة في السرعة عن الحد المقرر.

ان هذه الارقام لو تمعنا فيها قليلا فانها يبعث القلق والارق لجميع الاردنيين لانها تنغص علينا حياتنا وتعطي اشارة واضحة ان عدم احترام القوانين وانظمة السير هي سبب هذه الحوادث مما يدل على اننا ننسى انفسنا عند جلوسنا خلف مقود المركبة وننظر الى الشوارع وكانها ملك لنا وتعمى بصيرتنا عن المركبات الاخرى والعملية برمتها تحتاج الى توعية مرورية وخاصة فئة الشباب من عمر 20 – 35 سنة وهذا العمر هو قمة الحماس لدى الانسان ويرى البعض منهم رجولته في سرعته الزائدة والتشحيط وحيث ان شوارعنا الخارجية كانت فارغة فهي تغري هذه الفئة لزيادة سرعتهم متناسين ان الشوارع تحدث بها مفاجآت لاتخطر على بال احد .

هنا سؤال يخطر على بال الكثيرين ما ذنب هذه الوفيات والاصابات ؟؟!!! فللاجابة على هذا السؤال لابد ان نقف عند قوانين السير فهل هي غير صارمة بحيث لايكترث لها هذا العدد من المخالفين ام انها غير كافية ؟؟؟ فالكل قبل مدة كان يشكو من ان هذه المخالفات اصبحت عملية جباية مطالبين بتخفيفها ولكن هذه الارقام اثبتت عكس هذا المطلب فعلى الرغم من صرامتها لكنها لاتجدي نفعا .

ان غالبية المخالفات التي وقعت هي سببها زيادة السرعة وهذه احدى اهم المخالفات القاتلة في قوانين السير فلماذا نرتكبها وبعضا منا يتفاخر بسرعته الزائدة ؟؟؟ هذه اشارة واضحة لرجال الامن العام الذين يعطون المحاضرات لابد من التركيز على هذه النقطة ونطالب في حال ارتكاب هذه المخالفة اكثر من مرة لابد من سحب الرخص لانه يعتبر من مرتكبي الجرائم وبالتالي فاننا بهذه العملية نمنح فرصا للحياة لاناس اخرين وان كانت الاعمار بيد الله سبحانه وتعالى ما ذنب الاطفال الذين يدهسون من قبل الطائشين والمستهترين بارواح الناس وماذنب اي انسان ترتكب بحقه جريمة قتل ؟؟ لابد من ادارة السير باعادة النظر بالقوانين السارية التي تخص السرعة الزائدة والتركيز على هذه النقطة حيث ان هذه المخالفات التي ترتكب بسبب تجاوز الحد المقرر للسرعة لها كلفة مادية على المواطن كان من الممكن توفيرها لو تم الالتزام بالقوانين فبالتالي توفيرا بالمال والارواح .

اتمنى ان لاتعاد هذه الحصيلة من الضحايا التي تشبه الى حد ما ما نقرأه ونطلع عليه في نشرات الاخبار للمناطق الساخنة والمليئة بالحروب في كل بقاع العالم ولانريد لشعبنا اي مكروه وهنا لايجوز لاحد ان ينسبها الى القدر ولكنها الى من يضع نفسه في التهلكة .