صحيفة السوسنة الأردنية

شكلت حوادث حافلات نقل الركاب هما يؤرق جميع الأردنيين فكانت حوادث عام 2007 بحق مفجعة وضحاياها لا ذنب لهم الا انهم كانوا ركابا بها ليقودهم مصيرهم الى مغادرة الحياة الدنيا بسبب طيش بعض السائقين واستهتارهم بارواح الناس واصحاب شركات النقل .

للاسف لم تكن جدية في القضاء على ظاهرة السرعة التي بات سائقو تلك الحافلات مشهورون بها ورغم الاحتجاجات التي تكررت ورغم النداءات التي اطلقت الا انهم وضعوا في اذن طينا والاخرى عجينا كما يقول المثل ضاربين بعرض الحائط كل القيم والقوانين التي تمنع حصول الحادث لو تم الامتثال لها وتوقعنا ان حوادث 2007 للحافلات درسا يستفاد منه للسنوات اللاحقة الا ان الصورة في عام 2008 لم تتغير ويبدو انها لن تتغير ما دامت القوانين غير حازمة فالغريب ان السائق الذي تسبب بقتل ارواح ابرياء تراه يعود لعمله بكل بساطة وتصرفاته لم تتغير وتبقى كما هي وكأن شيئا لم يكن بل ويتباهى احيانا بانه قتل عددا من الانفس .

وقد اثبتت الوقائع من خلال الحوادث المختلفة التي تقع يوميا لوسائط النقل المختلفة ان السبب الرئيسي في وقوع الحادث هو السرعة التي تزيد عن الحد المعقول والمسموح به فعلى سبيل المثال الوقت الامثل الطبيعي لرحلة بحافلة بين اربد و الزرقاء هي ساعة كاملة لمسافة تقريبا 80 كم ولكن عندما يقطعها سائق بحوالي 35 دقيقة لابد ان يكون هناك خلل ما والسبب بسيط هو زياد السرعة ضعف ما هو مقرر وزيادة هذه السرعة ستؤدي الى وقوع حادث مروع يذهب ضحيته اناسا ليس لهم ذنب فهل ستبقى هذه الحالة مستمرة ؟؟ وهنا يجب ان يثور كل المواطنين ضد هذه الجريمة التي يجب ان تنتهي بتكاتف الجميع لاننا لسنا على استعداد ان نقبل قتل اخوان لنا او اولاد او اخوات اواي انسان مهما كانت طبيعة العلاقة بيننا لطمع اصحاب شركات النقل والغريب انك لن تستطيع ان تحتج على سائق الباص او الكونترول لانك ستلاقي كل الشتائم وغضب السائق سيقع عليك فالى متى سنبقى ساكتين ؟؟؟!!!! .

حوادث وارواح واموال تضيع بلا مبرر يذكر فعندما نقرأ عن 44 إصابة بحادث لحافلة و7 اصابات بمركبة اخرى و13 إصابة في غيرها وكل ذلك يحصل خلال يومين فهل هذا معقول فهل نحن بحرب وانا متأكد حتى لو كان حربا فلن يقع هذا العدد ناهيك عن الخسائر المادية فلمصلحة من يتم ذلك ؟؟؟!!! .

بلدنا الحبيب الاردن بحاجة ماسة الى كل انسان فثرواتنا الطبيعية قليلة ولكن الثروة البشرية والحمد لله عظيمة ونحتاج لها في البناء والتقدم وتكوين المجتمع الراقي الذي يشعر بالمسؤولية فطلاب الجامعات هم فلذات اكبادنا تمشي على الارض لن نقبل التفريط بهم ومن هذا المنبر انادي كل المسؤولين وكل الاخيار والطيبين بضرورة منع هذا الغول الكبير الذي نصنعه بايدينا وهو حوادث السير وضرور تغليظ قوانين السير التي تخص مثل هذا النوع من الحوادث التي يكون سببها السرعة الجنونية ومنها ان لا يقبل عودة السائق الى عمله حيث يعاني كثير من ركاب الحافلات بان تلك الوجوه تعود الى نفس الحافلات وبنفس التصرفات وتنبيه على اصحاب الشركات بضرورة ضبط تصرفات سائقيهم والا ستكون العقوبة بسحب ترخيص تلك الشركة وان يكون جريمة التسبب بالحادث بنفس عقوبة القتل العمد لان زيادة السرعة هو عمل تعمدي قد يؤدي إلى القتل الغير مبرر وأتوجه إلى الجاهات الكريمة التي نفتخر بها ونحترمها ونجلها ان تمتنع عن المشاركة في دعوات لمثل هذه الجرائم حتى لا يبقى قول المستهترين بان فنجان قهوة وتنتهي المشكلة فلا يجب ان تستغل طيبة شعبنا بمثل هذه التصرفات اللااخلاقية التي لا تمت الينا بصلة وننادي مديرية الامن العام ان تغلظ عقوبة السرعة واقترح ان تكون هناك محددات لها وان يتم تحديد مدة الرحلة كما هو في شركات النقل الكبيرة المعروفة فمثلا مدة الرحلة بين عمان والعقبة 4 ساعات لا يجوز ان تزيد او تقل على ذلك وبالتالي نبقى محافظين على اولادنا ولا نعيش بقلق وهم طول اليوم حتى يعودوا .

حفظ الله قائدنا وشعبنا واردننا الغالي وجنبنا جميعا الويلات والكوارث والله سميع عليم .

المهندس رابح بكر

* مدير دائرة تامين السيارات

* عضو الجمعية الاردنية للوقاية من حوادث الطرق * * * عضو لجنة الجامعات عضو لجنة مجلة طريق السلامة * عضو اللجنة العلمية

Rabeh_baker@yahoo.com