كيف تكون عالماً دائماً ؟!!!!

mainThumb

20-10-2008 12:00 AM

في البداية نطرح التساؤل التالي : ما هو أجمل ما في العلماء؟ ما هو أبغض ما في الجهلاء؟ في الإجابة على التساؤلات السابقة ستكون الإجابة على سؤال عنوان المقالة. إن المعرفة كمحيط مترامي السواحل فحدود اليابسة التي تحيطه مجهولة الحدود، وحال قراره يحتاج لغوص في عمق عالي وطويل لا سحيق، وحال المعرفة هو حال كل صنوفها فكل صنف منها يعد محيط، وإن أحصيناها فذلك يحتاج منا جهداً ووقتاً كثيرا، والسعي نحو العلم والمعرفة عملٌ نبيل، فبالعلم ترتقي الأمم وتزدهر، وبالجهل تندثر أعظم الأمم، وكل ساعي نحو العلم والمعرفة والبحث في نواقص علمه هو الإنسان المتفهم للحقيقة السابقة، وكل من هو متوقف في كينونات الزمان والمكان لحد معرفي معين هو بالأكيد غير مدرك لمدى اتساع المعرفة، والعلم ليس حكراً على فئة بحد ذاتها ومجتمعات بعينها بل هو الباب المشرع للجميع، فليس للعلم وطلبه وطلب المعرفة سن ولا زمان ولا مكان، ومناهل العلم والمعرفة لا تنضب ولا تبخل على طالبها بجودها، ولكن مقدار ما ينتهل المرء من علم ومعرفة منوط بجهده وسعيه الفعلي لطلب العلم والمعرفة، وأن من أبرز ما يزدان به كل متعلم هو إيمانه بأن معرفته رغم اتساعها تبقى رهينة حاجة التعلم والاستفادة من كل جديد ومن مركب علمية تبحر لمدى ابعد مما هو فيه، وهنا يكون اعتراف المتعلم حتى البالغ لمرحلة وصف العالم بأنه جاهلٌ فإن ذلك بصراحة هو أجمل ما في العلماء، ولكن عندما نرى أن واقفاً على ساحل محيط العلم قد بالغ في وصفه من مكانه لحال مدى محيط العلم فإن ذلك بصراحة سيكون أبغض ما في الجهلاء.

ومن هذه المنطقية المتأتية من الوصف السابق فإننا ندرك بأن صمت العالم عند جهله هو علم بذاته، وهو احترام منه لحقيقة العلم ومصداقية المعرفة، وأن بوح الجاهل بما لا يعرفه هو بمثابة مفسدة وجهالة منه بحقيقة معرفته وبمدى نقصان إدراكه، وعلى كل ما سبق فإنه من السهل أن نكون دائماً علماء، فبمجرد علمنا بواقعنا وبمدى علمنا وبالتزامنا الصمت عند حدود معرفتنا نكون قد تجاوزنا الجهلاء وبدأنا نبحر في محيط العلم لنصبح علماء، وعليك دائماً ن تتذكر بــأن ( الجهل هو أجمل ما في العلماء والعلم أبغض ما في الجهلاء)، فادعاء الجاهل للعلم قبح وصفة ذميمة فوق جهله، وتواضع العالم بعلمه واعترافه بجهله في إدراك محيط علمه هو وسام فخر واعتزاز لكل عالم.

Malek_alb@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد