البطة العرجاء!

mainThumb

23-09-2008 12:00 AM

من لا يعرف مصطلح البطة العرجاء ؟ على كل حال هو تعبير فرنسي عن الحال المايل أو عن الشيء المضحك ويبعث على الأسى مع الشفقة أكثر من كونه باعث على الضحك .

إذا كانت مشية البطة أساسا مضحكة فما بالكم لو كانت تمشي وهي عرجاء أو مكبلة بخيوط الشعر؟؟ . والجدل البيزنطي مشابه لمصطلح البطة العرجاء . استمعت اليوم لحوار حول الاستحقاق الرئاسي الفلسطيني والجدل الدائر حول الانتخابات الرئاسية ومن ثم التشريعية .

أثارت عندي وبالتأكيد عند كل عربي شريف مخاوف وأحزان واسى حول هذا الجدل . وحين تفتح على أي جريدة إخبارية سواء أكانت الكترونية أو صحيفة عادية تذهل من نوع الحوارات والتصريحات والتعليقات المرتبطة بحالة الانقسام الفلسطيني هذه .

وتزداد ضبابية الحالة عند الحديث عن التوطين أو الوطن البديل . والبعض يطالب بحل السلطة .و البعض يدق ناقوس مخاوف الهجرة الجماعية من غزة وهروب المثقفين وذوي الاختصاص منها... والسؤال إلى متى ؟ الدولة لم تقم بعد والعمل النضالي التحرري الكفاح المسلح والانتفاضة الشعبية كأحد الخيارات متوقف والمفاوضات متعثرة . والبنية الاجتماعية متفسخة بسبب هذا الانقسام والقدس تزنر بجدران ومستوطنات .وعلى أي أساس هذا الجدل ؟؟ ولمصلحة من هذا الانقسام ؟؟ ولماذا تضيع تصريحات القادة الفلسطينيون حول التمسك بالثوابت في هذا الزحام ؟؟ قبل أعوام التقيت بأحد أساتذة الجامعات قدم للعلاج من غزة وكم كنت متفائلا بان غزة بعد انسحاب الإسرائيليين والمستوطنات منها ستكون نموذج لطريقة بناء الدولة العتيدة حيث تطور المزارع والدفيئات التي سيخليها الإسرائيليون وسيستمر بناء الجامعات والمعاهد العلمية استكمالا لمشاريع تسهيل التعليم الجامعي الذي بدأته السلطة بعد عام 1994 بل ستكون محط عودة للخبرات الفلسطينية ورأس المال الذي سيعود وسيكون من أولويات السلطة تسهيل عودة هذه الكفاءات ورؤوس الأموال . وبناء المستشفيات الحديثة.

وسيجري إعادة اللاجئين تدريجيا ضمن خطة زمنية واضحة وعودة النازحين ضمن خطط استيعاب تنموية ..الخ .. كان صديقي ينظر إلى بعيون حزينة ولم يقاطعني وانتهى بعبارة ( ألا زلت تعيش في زمن الأحلام ؟؟) وأنا أسأل من المسئول عن سرقة حلمنا العربي بدولة فلسطينية حقيقية نعتز بها كما نعتز بأي تطور في أي قطر عربي ؟؟؟؟؟ لا تضعوا اللوم على الاستعمار وحده .

حتى لا نبرر الجريمة ونستسهل الاستمرار في هذا النهج العبثي في تعزيز الانقسام وتبرير مسبباته فالعبرة بالنتائج .... احدهم همس في أذني قائلا :إن لم تكن أنت تسير على خطتك للنجاح فاعلم انك لا محالة ضمن خطة نجاح الآخرين . مثل يصلح للأفراد كما يصلح للدول. أليس كذلك؟؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد