صحيفة السوسنة الأردنية

الشتوية على الابواب ..... والمصاريف العالية تقترب من المواطن لتزيده ارهاقا ومعاناة .. ؟؟ مما يجعل الصيف وعلى علاته أبرد من لهيب الشتاء ومصائبه التي لا تنتهي..

استيقظ ابو راتب ذات صباح فوجد الليل ليل والسيل سيل داهمه الشتاء هو وعائلته الصغيرة التي تقطن بأحدى القرى حاله كحال السواد الاعظم من الشعب الاردني بعلم أن الشتاء ينام بينه وبين زوجه .

اعطيني "قلن" هالكاز خليني اروح عالكازية .... قال لزوجته !! تلفلف بفروته وشماغه اللي بدون عقال وخرج وهو يرتجف و البرد بقص المسمار فتح باب سيارته اللادا سمارا ورمى القلن بالطبون طبعا لازم السيارة ترفع ضغطه لحتى تشتغل دق سلف ثلاث اربع مرات لحتى قررت تشتغل سكر الباب وظل طرف فروته برا السيارة المقعد ثلج وشبابيك السيارة من الداخل امتلأت بالبخار نظرا لدخول جسم دافئ ولنفس ابو راتب ايضا تناول " شريطة " مقطعة من تحت التابلو ومسح فيها مساحة من الزجاج الامامي بحيث يقدر يشوف وما نسي يعمل فتحة بجنب المراة الجانبية طرمبة المي فاضية والمساحات خربانة والسيارة بدها كوشوك يعني صيانة لا بد منها طبعا لا يخفى على واحد منا معاناة اغلب العائلات الاردنية لما يصيروا يسمعو " رجعت الشتوية " يقولونها الما وحسرة 20 لتر كاز = 12 دينارا"تقريبا" ضرب اربعة اسابيع كحد اقصى =48 دينار متوسط دخل المواطن الاردني 300 دينار 16 % من دخل الشتاء يذهب لصوبة الفوجيكا التي لا تكاد تذيب جليد تكدس على اطرافها بسبب لهيب الاسعار وثقل دم الشتاء...

في غربتي ,,, أمضيت شتاء العام الماضي في غرفتي " بالشورت والشباح" يكفيني غطاء واحد سمك 1 سم لكن بالاردن لا بد من موسمين للاغطية لحاف محشي قطن وشرايط مطحونة وحرام طبقتين يوضع تحت او فوق اللحاف حسب الرغبة !!!!

ويا دوب نطلع من الشتوية بلا نزلات برد ولفحات ورشحات ,,,, أتوسم خيرا بهذه الفترة فقد بدأ العالم يدوس على أنف النفط الذي شمخ وتمادى كثيرا بالارتفاع كل يوم انظر الى المؤشر العام في بورصة النفط لأرى سهما صغيرا احمر اللون يشير الى جهة الاسفل منذرا بتواصل مسيرة الانخفاض اعتقد ان السبب هو انهيار اسواق بورصة العملة في الاردن !

اشعر بالفرح ليس لاني مساهم في ناسداك ولا في وول ستريت بل لاني استطيع ان "أفلل" قلن كاز 20 لتر بعشر ليرات يعني ما في حاجة اصرف ام العشرين عشان اعبي قلن الكاز اللي بتشربه الفوجيكا باسبوع باحسن حالاتها طبعا لا نخفي حالة الاختناق العام في المنزل الابواب جميعها مغلقة بطانية "جيش " قديمة مقصوصة نصين وموضوعه تحت اسفل الباب لمنع الهواء الساخن من الخروج بهدلة خشنة ناعمة لكل واحد بخرج من الباب وما بسكره وراه كلها مشاهدات واقعية تحصل في معظم البيوت المستورة في الوطن الاردني الحبيب سببها ببساطة ان جيبة المواطن الاردني تعاني من العنوسة فلا احد اقترب ليخطب ودها ويلبسها اجمل الاوراق النقدية غير الراتب المتآكل والذي يعاني من مرض " العــنـّة " لا يلبث "عريس الغفلة "(الراتب) وان يدخل بها حتى يطلقها طلاقا يعلقها به شهر ليأتي اليها زيارة خاطفة أخرى لا تكاد تستدفئ باحتضانه ولو قليلاً الله يكون بعون المواطن الاردني وقت الشتاء اذكر في بداية شتاء العام الماضي توجهت لقضاء العشرة الاواخر من رمضان في البلاد كان الجو باردا نوعا ما الصوبات " مالهاش والي" على حد قول أبي "تعبيرا يفيد الكثرة " بس الزلمة اللي بقدر يخليهن شغالات كلهن بالبيت فلا بد لي من التحاف الفروة بعد تكديس 3 طبقات من الملابس على بدني الهزيل الاولى قطن ناعم والثانية ساتان مغلق والثالثة جرزة صوف خشن وطاقيتها مع جرابات طبقتين للركبة اشترتهم امي من البالة كل 7 بدينار طبعا لا يحلم المواطن الاردني بافراد ميزانية للكستناء هذه السنة فقد تقرر تحويل ميزانية الكستنا والبطاطا الحلوة والبوشار الى رفد صرفيات صوبة الفوجيكا التي لا تجد لها بنودا وتبريرا تماما مثل سفرات بعض المسؤولين ومياوماتهم

****قرأت خبرا عن نقيب المهندسين مفاده أنه ذهب الى كندا مدعوا الى اجتماع لمدة 3 ايام كانت مياوماته لمدة 14 يوما!!!!!!!!!! واتجه على متن احد الخطوط الجوية بدرجة رجال الاعمال 4000 دينا ر اردني ذهابا وايابا من متى كان نقيب المهندسين رجل أعمال؟ وهل معقول دفع التذكرة من جيبة الوالد؟ ام انه من جيوب المهندسين الاردنين المساكين ؟ ورجعت الشتوية ,,,,,!!!!

slc0795@gmail.com