ارفعوا ايدكم عن طموحنا

mainThumb

21-09-2008 12:00 AM

كانت الظروف مهيأة له ليكون .....فظروف والده المادية ساعدته على الحصول على درجة البكالوريوس ثم بطريقة أو بأخرى حصل على الماجستير ثم ابُتعث للحصول على درجة الدكتوراه ، ليعود وبانتظاره مكتب فاخر يتولى زمام الأمور وصناعة القرار .... بعد أن جلس وأرخى ظهره المسنود على الكرسي وكان بيده الريموت كنترول ليخفف من درجة البرودة الصادرة من فتحات المكيف فكر قليلا ثم تناول ورقة بيضاء من غير سوء (وترويستها) الرسمية وبعد أن وضع الديباجة المتعارف عليها ، اتبعها بعبارة (قررنا إيقاف الطموح.....لمعرفتنا التامة بعدم وجود الكفاءة المناسبة لهذا المنصب إلا لمن هم من نسلنا ....والله ولي التوفيق ).

أما أبناء الحّراثين والمتقاعدين وأصدقاء المنجل والمحراث ....صدرت الأوامر التي تمنعهم من إكمال دراستهم والسبب المقبول غير المقبول ، ثم وجدوا أنهم يحملون الجيد وإتباعه فجاء التوفل كعقبة تعمل على تقليص العدد لمعرفتهم أن أبناء تلك الفئات تعلموا في مدارس القرى فكان معلم اللغة الإنجليزية ممن يحملون دبلوم التربية المهنية أو بكالوريوس التربية الإسلامية ، ولكن شاءت الأقدار أن بعضهم تخطى تلك العقبة وبدأ يلملم أوراقه المبعثرة من أيام الثانوية العامة وحتى مصدقة الماجستير ....دخل وأسرته المثقلة بديون الدراسة الأخيرة والمناسبات الاجتماعية بنظام (الجمعيات) وبتقليص الوجبات المقلصة أصلاً من اجل دراسة الدكتوراة ..... عندها فقط تسلم الكتاب الوارد ذكره سابقا (قررنا إيقاف الطموح...) ، وضع يده اليمنى على خده الأيمن وبدأ البحث عن فرصة حتى وإن كانت هناك أو حتى هنا ...نظر بعينة الحزينة للجامعات الخاصة تحسس جيوبه ...عندها صرف النظر وفقد الأمل...بدأ بمراسلة الجامعات الأجنبية والعربية اصتطدم بحاجز اللغة ...وبإعالة أسرته وبشرط الإقامة ثمانية شهور في تلك الدولة ...لم يبقى أمامه إلا أن ينتظر أن يخرج من أصلا من أتخذ القرار بوقف الطموح بإطلاق سراحه الغير مشروط ليأتي يوم تقدم فيه أحدى المؤسسات الأجنبية دراسة تفيد أن نسبة حملة درجة الدكتوراه في الأردن تزيد عن 50% من السكان وأن الأردن يحتل مكانه متقدمة بين الدول العربية والأجنبية المصدرة للكفاءات البشرية ، وفي عام 2010 اعلن عبر وسائل الإعلام أن عالم أردني يحصل على جائزة نوبل الدولية باختراعه جهاز يزيد من نسبة الطموح في جينات الشعوب النامية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد