صحيفة السوسنة الأردنية

التقرير الأمريكي حول حرية الأديان يخلو من الإتزان إن أشارت الولايات المتحدة في تقريرها السنوي الصادر عن وزارة الخارجية إلى الأردن كبلد تتدهور فيه الحريات الدينية فيه كم هائل من الإجحاف والتخبط في بيان الحقائق، فمجرد وضع الأردن في مصف بلدان قمعت الحريات الدينية بالقوة هو بمثابة كيل التهم بميزان ينقصه الإتزان، فذاكرة الأردن تخلو من أي مواجهة حكومية أو حتى شعبية تتعلق بالأديان، فليس هنالك وجه مقارنة بين رفع دعوى ضد مرتد عن الدين الإسلامي مع ما حصل في الصين من قتل وتنكيل ومع ما تقوم به الولايات المتحدة نفسها من إجراءات تشددية تجاه المسلمين، لست متحيزاً للأردن ولكن لنحكم الواقع فربما كثيرون هم من زاروا عواصم عدة في العالم فكم هي تلك العواصم التي يتقابل بها باب مسجد وسط العاصمة ومركزها مع باب كنيسة؟! سأجيب نيابة عنكم بأنه لا يوجد، ولكن لو تأملتم باب مسجد المغفور له بإذن الله عبدالله الأول في العبدلي والكنيسة المقابلة له لوجدتم في هذا التقابل جواب على حقيقة افتعال التقارير لمجرد كيد التهم والتشكيك بهذا البلد وبسماحة شعبة وحكمة قيادته، وهذا التقابل بين المسجد والكنيسة ليس مجرد تقابل مكاني بل هو صورة واقع تجده في كل مؤسسة وكل مكان في الشوارع وفي المدن وفي الجامعات وفي المدارس بين البيوت، فلماذا لا تستند الولايات المتحدة في المرة القادمة على هذه الشواهد في إصدار تقاريرها بدلاً عن البحث في الشيء الذي لا يذكر من الكأس المليء عن فراغ. (قلم من أجل الوطن) Malek_alb@yahoo.com