قبل أن تقتلوه .. !

mainThumb

22-10-2008 12:00 AM

في كل عرف وفي كل دين وفي كل نهج وفي كل نظام هنالك تسلسل في تنفيذ العقوبة، وتنفيذ العقوبات لا يكون اعتباطياً لأجل تحقيق مآرب غائية بل منطقه قائم على الحق والعدالة، وفي حال كان منطق العقاب غير هادف لتحقيق الحق والعدالة فإنها ستكون حالة انتقام لا حالة تطبيق لعرف أو دين أو نهج أو نظام، وفي تنفيذ أي عقوبة دائما هنالك مجال للمناورة في سبيل تصويب ما يستجد من أحداث، وهكذا هو حال عملية السلام في المنطقة، فهي تتعرض بين الحين والحين لحالات من الأحداث تسهم في تدهور حالته، وكأنما هي الأحداث المتتابعة هادفة للنيل من السلام وهادفة لقتله وتنفيذ الحكم الأشد عقابياً وهو حكم الإعدام فيه.

وهذا الحكم جائر بحق مثل هذه الكلمة، فهذه الكلمة تحمل في معانيها معنى الإنسانية الأصيلة والفطرة الطبيعية القائمة على أساس تعايش ودي بين بني البشر وهادف لعمارة الأرض، وتنفيذ حكم الإعدام بهذه الكلمة يتبعه معنى ضمني بأنه الإعدام سينفذ بحق شعوب المنطقة وبتعبير آخر أشمل فإنه يعني تنفيذ حكم الإعدام بحق الإنسانية، وهنا نطرح تساؤلات : من هم حماة السلام والمدافعين عنه؟! هل مطلب السلام منطق الضعفاء؟! كل هذه الأسئلة تحتاج لإجابة.... ربما الخلل ليس في من أصدر الحكم وجعل مسألة التنفيذ مسألة وقت، بل الخلل في كل من يستطيع أن يرافع ويدافع عن السلام في وجه هذا الحكم الجائر ورغم ذلك يجلس متقاعساً عن أداء هذا الواجب الإنساني النبيل، فلماذا لا يحذوا الكثيرون في المنطقة وفي أبعد من حدود المنطقة نهج القيادة الأردنية في الدفاع والدعوة للسلام فوق كل منبر وفي كل ميدان وفي كل أرض؟!!!..

فهذه القيادة الهاشمية الممثلة بالملك عبد الله الثاني المفدى تكرس من نفسها ومن جل جهدها للدفاع عن السلام وفرص تحقيقه وتعطي تصوراً تحذيرياً بأننا نعيش في مفترق زمني محدود وهذا المفترق الزمني يمنحني فرصة للدفاع عن السلام وتحقيقه وتحقيق سبل التعايش السلمي بعيدا عن شبح الحروب التي لن تكون في صالح أي طرف، وفي حال تعنت طرف في تحقيق السلام فعليه أن يعي حقيقة مطلقة مفادها (أنها النار تأكل ما حولها وفي النهاية تأكل نفسها)، فليس في نداءات الحروب حل في تحقيق حياة أفضل لشعوب المنطقة، وعليه فحري بالجميع أن يضم صوته لصوت كلمة السلام ويستمع ويمتثل لدعوات السلام العادلة، وحري بالجميع أن يمنحوها فرصة للحياة قبل أن يقتلوها ويقتلوا أنفسهم معه، فالسلام فيه ضمان لحق جيل المستقبل في العيش في كنف ظلال سلام عادل وجالب للأمن لهم تصنعه قيادات المنطقة وشعوبها بعيداً عن شبح الحروب وويلاتها، وعلى الكل أن يعي بان من تنحني هاماتهم طالبين للسلام ليسوا الضعفاء فهم ينحنون لأجل الإنسانية، وفي واقع المنطق تكون هاماتهم أكثر إشراق وعزيمتهم الأكثر قوة عندما تقرع طبول الحرب. Malek_alb@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد