لقد طفح الكيل يا حكومة

mainThumb

17-10-2008 12:00 AM

لقد طفح الكيل ولم يعد مجالا للسكوت....ان تراجع أسعار النفط عالميا بالوضع الذي نراه اليوم حتى عاد كسابق عهده واقل قليلا .... صاحبة خطوات حكومية مشكورة لتخفيض أسعار المحروقات الأمر الذي يستحق منا وقفة تأمل وإعادة الحسابات .... إن عدم انخفاض أسعار السلع بما يوازي الأسعار الحقيقية لكلفتها هو أمر مثير للحنق ويشعرنا بفقدان الأمن الاقتصادي والأمان المعيشي في ظل صمت حكومي مطبق ، فلا يعقل أن تبقى أسعار السلع والمواد كما لو كان النفط لازال بسعر يفوق أل 145 دولارا......إن تصريح دولة رئيس الوزراء قبل أيام والتي أعلن فيها عن انخفاض أسعار السلع والمواد عالميا وطرح لنا مثالا عن انخفاض سعر طن القمح إلى النصف في محاولة منه"" لغمز"" التجار بضرورة تخفيض الأسعار وإلا فان صبر الحكومة قد نفذ.....هذا ما فهمناه على الأقل ...... ولكن يبدو أن التجار أصبحوا من القوة بحيث إن كلام دولة الرئيس "لا يعنيهم" ، كيف لا وان الحكومة هي من أطلق العنان للتجار للتحكم في قوت الشعب ولا اعرف إن كانت الحكومة تقصد بذلك أم لا ولكن هذا ما حصل فالحكومة أرادت تطبيق اقتصاد السوق والتعامل مع روح التجارة الحرة وتماشيا مع منظمة التجارة العالمية ولكن التاجر "وللأسف الشديد " لم يكن بقدر المسئولية حيث أثبت انه جاهلا متسلحا بتربيته القائمة على الاحتكار والجشع فلم يعطي للأخلاق والدين والقيم أي اعتبار فاخذ يتصرف بما يحلو له من رفع للأسعار تحت ذريعة ارتفاع النفط وبالتالي ارتفاع التكلفة عليه...وكي اثبت أن التاجر جاهل بتربيته القائمة على الاحتكار والجشع فإنني اذكر ذلك التاجر بان سعر برميل النفط انخفض إلى النصف، فلماذا يا تاجرنا الجشع لم تنخفض الأسعار ولو بنسبة الربع أو اقل قليلا.... أنا اعرف الجواب...شأني بذلك شأن كل أردني يكتوي بجشعكم...إن عقليتكم في التجارة قائمة على سلب قوت الناس بطرق دنيئة رخيصة تملا جيوبكم بأموال الشعب، أسأل الله أن يكويكم بنارها في الدنيا والآخرة....

أسال الله أن ينتقم من كل تاجر غشاش محتكر...أسال الله أن لا ينصر كل من ينتصر لهولاء التجار كبيرهم قبل صغيرهم....اما تاجرنا الأمين فانني اقدم له تحية اجلال واكرام متضرعا الى الله ان يزيده من رزقه.

والى الحكومة كل الحكومة أقول....إذا كان سكوتكم رضوخا للتجار فانتم متهمون معهم..وإذا كان سكوتكم استجابة لصندوق النقد الدولي فليذهب هذا الأخير إلى الجحيم إذا أراد استعبادنا...إن إصرار التجار على تثبيت أو رفع الاسعار كما يحلو لهم هي فرصتهم لمزيد من الكسب الحرام...إن فلسفة التجار لتجاراتهم وقسمهم بأيمان غليظة مغلظة بارتفاع أسعار السلع والتكلفة عالميا لم تعد تنطوي علينا....فلا يعقل أن ينخفض سعر برميل النفط إلى اقل من النصف(147 تقريبا كان أعلى سعر والآن يوم الجمعة 17 اكتوبر سعره اقل من 65 دولار)بينما تبقى الأسعار مرتفعة بهذا الشكل...إن هذه لعبة التجار القذرة والتي تتم على مسمع الحكومة وكأنها تبارك التجار بجشعهم وغيهم......إن سكوت الحكومة يجب أن لا يطول........يجب التدخل فورا فلا اقتصاد سوق" لعين" بعد اليوم لان تجارنا لا يفقهون معنى التجارة الحرة إلا بلغة الجشع والاحتكار.....إن الشعب الاردني سئم حياة قائمة على تهديده بلقمة عيشه بطلها تاجر لا يخاف الله يتحكم برقاب الناس على مسمع حكومة لم تقم بدورها المطلوب منها "حتى الآن".

والى دولة السيد رئيس الوزراء فاني أقول مناشدا....سيرتكم مباركه..وسمعتكم فوق كل الشبهات...فلا تدعو هولاء التجار أن يكونوا سببا في جفاء بينكم و بين شعب احبكم ويحبكم ...انتم بصفحاتكم البيضاء المشرقة أهل لاتخاذ قرار صارم بحق التجار المارقين..فلا مجال للمهادنة ولو حرمنا من كل صندوق "القهر" الدولي... أعيدونا إلى سابق عهدنا..أعيدونا لنا وزارة التموين "الحبيبة "مدججة بالقوانين الصارمة بحق كل من تسول له أن يتخذ من التجارة وسيلة لقهر الشعب ..... ودمتم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد