أي حقيقية تدعون ؟

mainThumb

23-09-2008 12:00 AM

لماذا يحاول البعض حشر تجاذبات الساحة في زاوية محاربة الفساد، ليس إلاّ ؟ وهل ينطلي على أحد ولو كان ساذجا ان محاربة الفساد وظفت في هذا التجاذب لغايات سياسية تصفوية بحتة؟ .

إن مبتدئ في الفهم، ومستجد في ربط المعطيات بعضها ببعض، ومطل على لحظة ولادة أزمة النخبة السياسية، سرعان ما يدرك أن محاربة الفساد حق يراد به باطل.

ومن باب التعمية يأتي القول ان ما تشهده الساحة من تجاذبات مرتبط بمحاربة الفساد أصلا وفصلا، لأن أحدا لم يجرؤ، حتى الآن على الأقل، لقول أن التجاذبات سياسية بامتياز، وان ممن استلوا سيوفهم الخشبية لمحاربة الفساد الآن، سيصمتون بعد حين أو عندما تنتهي المهمة.

ثم ، لا أظن أن وطنيا واحدا يقبل أن يدافع عن الفساد وعن المفسدين، وعن الشللية والمحسوبية واستغلال واستثمار الوظيفة العامة، لكن محاولة إخفاء الوجه الآخر لحقيقة ما يجري على الساحة الوطنية مسألة غير مقبولة بل ومرفوضة أيضا.

يجب أن تسمى الأشياء بمسمياتها، نقول هذه معركة ضد الفساد والمفسدين وهذه ضد مشروع سياسي يمس الوطن، وتلك معركة كسر عظم وصراع قوى يوظف فيه الفساد ليس بهدف محاربة الفساد بل لجعلها عصا نضرب بها من نريد كسر ظهره.

ومن يقول غير ذلك واهم، أو هو أضعف من أن يقول الحقيقية في العلن، واستمرأ السر ليقول فيه كلاما يناقض ما يكتبه، بما يشي أن الكلام خلف الأبواب المغلقة مسألة تبدو ضميرية، لكن المهمة في العلن تقتضي ان نهاجم الخصم من كل زاوية وبلا رحمة ودنما أهمية للضمير.

والحقيقة التي لا تحتمل أن نجادل بعضنا بعض حولها أن الوطن أهم من الأشخاص، فهو باق وهم في طريقهم إلى زوال، وهو لأجيال، لا لجيل مر في غفلة من زمن أو مثل أولئك الذين في أجسادهم كيماء من نوع نادر تمكنهم من التماهي مع الندين والخصمين معا بلا خجل أو وجل.

فلم يعد مقبولا ممن أخذوا طريقهم في التجاذبات ونحو للوقوف مع طرف ضد اخر، وهذا بطبيعة الحال حقهم وإن جادلناهم فيه، لكن لا يقبل منهم أن يرموا من يخالفونه الرأي بما ليس فهم فمن لديه رأي أو موقف يجب أن يحترم لا أن يحجر على رأيه وموقفه لمجرد أنه نحى بنفسه بعيدا عن صخب وضجيج يلفه غبار مفتعل ليمنع رؤية الصورة على حقيقتها.

ولا يجب استخدام ذريعة محاربة الفساد ككتلة لهب ترمى في وجه من ليس من الجوقة، وكأننا مجبرون على الاختيار وفقا لمبدأ جورج بوش من ليس معنا فهو ضدنا. جميعا يجب أن نكون مع الوطن لا نضره ولا نشق وحدته لأسباب واهية مصيرها وأصحابها الزوال.. وربما نشهد قريبا من ينظر علينا في مخاطر السجال بعد ان كان شريك فيه لحظة مع هذا الطرف وأخرى مع الطرف الآخر وكأن الشمس تغيب خلف غربال..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد